بدعوة من “مركز بيروت للأخبار”، عقد حفل تكريمي اليوم الاثنين للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وذلك في بيت بيروت – السوديكو. من جهته أكد إبراهيم “ان الحرية الاعلامية هي من حقوق كل انسان، ولا صون للحرية الا بالحرية، واذا كان لبنان ضرورة حضارية للعالم، فحريّ ان يصبح دور الاعلام كبيرا، لذلك، علينا ان لا نخسر معركة تثبيت العيش المشترك الواحد ليبقى لبنان نموذجا معاشا يكذّب عمليا اطروحات صراع الحضارات والثقافات والاديان”. ولفت الى “انه لامتحان صعب ان اكون في حضرة الاعلام وهو السلطة الاشمل الكاشفة للحقيقة والحقائق، والتي لا يفوتها في مخبأ الاسرار من سرّ مهما كانت خطورته ومضامينه”. وتابع: “انما في هذه الامسية الجميلة التي تضج بالحق والحقيقة، تُراني أذهب الى القول ان قوة الاعلام وأثره في المجتمع المحلي او على نطاق عالمي، يرتبطان بالاستراتيجية وما ينبع منها من سياسات، وما يكون لها من مرجعية وصدقية وتأييد، اكثر ما ترتبط بقوة الاعلام نفسه وامكاناته وتقنياته، والاخطر ان يكون الاعلام في وادٍ والرأي العام في وادٍ آخر”. وقال: “قد تتساءلون لماذا هذه المباشرة في تحديد الهدف عبر الاضاءة على الاعلام والرأي العام؟ وجوابي، انه بعد مسيرتي الطويلة في مهام متنوعة ومعقدة، اختبرت فيها الاعلام دورا وسلاحا حاسما، لمست وبقوة كم ان على وسائل الاعلام ان تنحاز الى جانب الحق لا الى جانب القوة حيث تبث سمومها لطمس قضايا وطنية وانسانية في طليعتها قضية فلسطين والشعب الفلسطيني ومأساته المستمرة، وملف النزوح السوري في لبنان الذي قد يتخطى قضايا كثيرة”. وتحدث عن أنه إبان الحرب ” غاب الى حد كبير مفهوم الوحدة الوطنية وحلّت في الاعلام تعابير طائفية، سُوِّقت ضمن ديماغوجية سياسية مقفلة، ومنذ اتفاق الطائف يسوّق الاعلام اللبناني لمسألة الوحدة الوطنية اما في يومنا الحاضر فانني أرى تباشير ردة مقيتة الى خطاب خطير جدا مملوء بالكراهية والحقد، ليس فقط من منطلق طائفي ومذهبي انما داخل الطائفة والمذهب نفسهما، في حرب شعواء، وللاسف لا ضوابط اخلاقية ولا قانونية لها، وكأن المطلوب التحضير عبر وسائل اعلامية لدرب جلجلة جديد لا اعتقد ان لبنان يقوى على تحمل تبعاته ونتائجه”. وتوجه اللواء ابراهيم الى السلطة الخامسة بالقول: ” انه عليها الخروج من قوقعة الطائفية والتعصب والمذهبية، ومن رؤية اللون الواحد والرأي الواحد، لملاقاة الاخر لنصغي اليه ونتحاور معه، لنقبله على الرغم من الاختلاف، وعبر هذه الرسالة الشريفة التي تضطلع بها وسائل الاعلام يمكننا رؤية وطن اكثر انسانية وتقدما وازدهارا”. والقى نقيب المحررين جوزيف القصيفي كلمة اعتبر فيها أن “اللواء عباس ابراهيم ، قامة لبنانية يستظلها المواطنون المتعطشون لدولة ” اوادم” ، ترعاهم، وتحقق طموحاتهم، وتوفر لهم الأمن والاستقرار على مختلف الصعدان”. ولفت إلى أنه ” من المسؤولين القلائل الذين تستهويهم حرفة حمل اكثر من بطيخة، وهي في الحقيقة ليست حرفة، لأنها معه اضحت رسالة وفنا، انه الرجل الذي جمع الرأي إلى الشجاعة، بمواقفه ووقفاته، دائم السهر، دائم المتابعة، لا تغمض له عين، يحيط بكل شاردة وواردة”.