لم تأتِ خلاصات الإجتماع الذي جمع أمس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بوفد حزب الله المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، من خارج السياق الذي كان متوقّعا. فاللقاء الذي لم يُحدَّد له مسبقا جدول أعمال، لم يكن من المتوقع أن يخرج بقرارات حاسمة في الملفات العالقة بين التيار والحزب، وخصوصا في موضوع الشراكة، كواحدة من المرتكزات الثلاثة للتفاهم القائم بينهما. لكنه في المقابل شهد نقاشا في كل ما هو عالق وتسبب بأزمة الثقة المتراكمة، والتي عمّقتها تغطية الحزب انعقاد جلسات الحكومة ومشاركته فيها. ولأن تشعبات الخلاف كثيرة وتركت ندوبا ظاهرة، كان لا بدّ للنقاش من أن يكون على قدر التحديات الماثلة أمام التفاهم، من دون توهّم التوصل الى معالجات للعالق من العناوين، وخصوصا موضوع الشراكة.
وكشف مصدر قيادي في التيار لـ “ليبانون فايلز” أن النقاش أتى مستفيضا، وتناول المواضيع في تفاصيلها وعمقها وأبعادها، لافتا الى أن ما هو عالق ليس تفصيلا أو مجرد خلاف عرضي أو سياسي، بل هو محوري وكياني ووجودي، ولا يمكن التعاطي معه بأقل من هذا المستوى من الإلحاح والأهمية.
وأكد أن التيار الذي ساءته طريقة التعاطي في مسألة الشراكة، ينتظر ترجمة الحزب لتجديد تمسكه بها، وهو أمر بالغ الأهمية.
وقال: التفاهم في الأساس قائم على ٣ ركائز:
١-الاستراتيجية الدفاعية التي تُرجمت أشد ترجمة في ملف ترسيم الحدود البحرية.
٢-بناء الدولة الذي لم يُعط الأهمية المفترضة، وشهد ما شهد من انتكاسات، وخصوصا في السنوات الست من عهد الرئيس ميشال عون. وتاليا لم يأخذ مكانه المفترض، واُجهض بالممارسة.
٣-الشراكة والتي شهدت الانتكاسة المعروفة منذ أن قرر الحزب تغطية انعقاد الحكومة والمشاركة فيها. واستمرارها بوتيرة فعالة يتطلب ترجمة مغايرة لما أقدم عليه الحزب حكوميا.
ونفى المصدر القيادي نفيا قاطعا أن يكون وفد الحزب قد طرح اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح رئاسي أوحد، لافتا الى انّ التسريبات في هذا الموضوع والتي سبقت الاجتماع وتلته، إنما هي ذات شأن غرضيّ، وتاليا لا يجد التيار ضرورة للتعليق عليها.