خاص الهديل
تحمل المناورة العسكرية الأميركية – الإسرائيلية المشتركة التي بدأت أمس في المنطقة بمشاركة آلاف الجنود الأميركيين والإسرائيليين، اسم تمرين “جونيبر اوك ٢٣”.
والواقع أن هذه المناورة تحمل مجموعة من الرسائل العسكرية والسياسية الخطرة والهامة، والتي يمكن تلخيص أبرزها بالعناوين التالية:
العنوان الأول: المناورة انطلقت بالمشاركة بين الجيش الإسرائيلي وبين القيادة المركزية الأميركية الوسطى. وستعمد المناورة إلى إجراء تمرين على تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:
– اختبار مدى الجاهزية العسكرية الإسرائيلية الأميركية المشتركة في المنطقة.
– تعزيز العلاقات العملياتية بين الجيشين.
– محاكاة شن غارات على أهداف إستراتيجية ضمن نطاق التمرن على سيناريوهات عسكرية معقدة (!!).
– دمج كل أسلحة البر والجو والبحر في عمليات قصف هجومية على أهداف تفترض المناورة أنها تشكل تهديدات بحرية (!!).
العنوان الثاني وهو امتداد سياسي للعنوان الاول العسكري، ومفاده التالي: تعتبر مناورة “جونيبر اوك ٢٣” بحسب تقويم العلاقات العسكرية الأميركية الإسرائيلية واحدة من أهم المناورات العسكرية التي تجري بين الطرفين، نظراً لحجم ونوعية المهمام التي ستحاكيها؛ خاصة وان كل هذه المهام تشكل الجيل الجديد من التحديات الإستراتيجية الراهنة في المنطقة التي تواجه ما يسمى بالأمن الاستراتيجي الإسرائيلي، وأيضاً أمن المصالح الكونية الأميركية..
والواقع أن قراءة سياسية للأهداف التي حددتها المناورة للتمارين العسكرية التي ستنفذها، تؤدي الى استخلاص رسالة سياسية تقول أن كلاً من القيادة الوسطى الأميركية والجيش الإسرائيلي، قاما بصياغة بنك أهداف عسكري مشترك في المنطقة، يدمج لأول مرة لوجستياً وعسكرياً، وليس فقط سياسياً بين أهداف إسرائيل وأهداف أميركا فيها. وعليه بات يمكن القول أن الأهداف الإستراتيجية للأمن الإسرائيلي أصبحت جزءا عملياتياً وعضوياً من الأهداف الإستراتيجية التي تعتبرها القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، بمثابة خطوط حمر يؤدي المس بها إلى قيام واشنطن بتحرك عملي عسكري للدفاع عنها..
ما هي أهداف إسرائيل الإستراتيجية الأمنية التي أصبحت في قلب الأهداف الاستراتيجية في المنطقة التي تحميها واشنطن من خلال قوات القيادة الوسطى الاميركية؟؟.
ومن بين أبرز هذه الأهداف هي إيران، حيث أن إحدى الفقرات التي تُعرف بالمناورة تقول أن تمرين “جونيبر اوك ٢٣” يريد “محاكاة القيام بقصف أهداف إستراتيجية ضمن تنفيذ سيناريوهات عسكرية معقدة”.. واضح أن المقصود من هذه الفقرة هو إظهار أنه يتم إنجاز المراحل المتقدمة من الإستعداد العسكري الأميركي الإسرائيلي المشترك لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وهذه إشارة جديدة وتعكس وجود تصعيد أميركي تجاه الوضع في المنطقة، إذ أنه جرت العادة أن يحافظ الموقف الأميركي على تشدده بخصوص أن قرار التهديد أو التنفيذ ضد إيران عسكرياً هو قرار أميركي لا يجب على اسرائيل مقاربته لا من قريب ولا من بعيد.
..والجديد الآن أن مناورة “جونيبر اوك ٢٣” الأميركية الإسرائيلية المشتركة تتضمن تدريب عسكري بين الطرفين لضرب إيران.
..كما أن هناك أيضاً فقرة تعريف أخرى عن مهام المناورة وزعها الإسرائيليون والأميركان تقول أن التمرين سيدمج عمليات إطلاق نار من أسلحة الجو والبر والبحر ضد أهداف تشكل تهديدات بحرية.. وواضح أن المقصود من هذه الفقرة هو توجيه رسالة لحزب الله بخصوص أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والذي يضمن استخراج الغاز من حقل قاريش واخواته من الحقول الإسرائيلية، سيؤدي أي مس عسكري به، من قبل حزب الله لأي سبب كان، إلى رد فعل عسكري شامل من كل أسلحة الجيشين الأميركي والإسرائيلي.
العنوان الثالث هو الرسالة السياسية الاستراتيجية الأهم لمناورة “جونيبر ٢٣ اوك” والتي عبّر عنها بوضوح مسؤول أميركي كبير – بحسب قناة كان العبرية – الذي قال: رسالة “جونيبر ٢٣ اوك” هي ان الحرب في اوكرانيا والتهديد الصيني لا يجعلان الولايات المتحدة الأميركية تتجاهل التهديد الإيراني وحلفائها. والمناورة التي يشارك فيها ١٤٠ طائرة وقطعة بحرية ستظهر لإيران نوعية القوة التي ستواجهها في أية حرب مقبلة!!.