الهديل

أنواع فوبيا غريبة قد نعاني منها دون أن نعلم

قد تكون الـ”أكروفوبيا” أو الخوف من الأماكن المرتفعة أحد أنواع الفوبيا الشائعة الانتشار والتي سمع معظمنا بها، لكن هل سمعتم مسبقاً عن “الفيلوفوبيا” أو الخوف من الوقوع في الحب؟ أو هل أصبتم مسبقاً بـ”إيلوروفوبيا” أو الخوف من القطط”؟

 

في هذا التقرير نستعرض معكم أنواعاً من الفوبيا التي ربما لم تسمعوا عنها من قبل:

 

أنواع الرهاب أو الفوبيا

في البداية، دعونا نوضح أن كلمة فوبيا هي كلمة لاتينية تعني الخوف أو الرهاب. وهناك أنواع عديدة للرهاب تتراوح ما بين تلك الواضحة التي يسهل ملاحظتها، وما بين تلك المخفية التي قد لا تتوقع أنك مصاب بها.

 

الفيلوفوبيا: الخوف من الوقوع في الحب

هل تتجنب الدخول في علاقات جدية وتتهرب دوماً من أي نوع من أنواع الالتزامات العاطفية؟ ربما تكون إذاً مصاباً بمرض حقيقي يسمى الفيلوفوبيا، أو “رهاب الحب”.

 

ومثله مثل بقية الأمراض فإن لرهاب الحب أعراضاً واضحة وطرق علاج متعددة كذلك. أما عن أعراضه فتتمثل في القلق الشديد من احتمالية الوقوع في الحب ومحاولتك الدائمة لقمع مشاعرك وعواطفك قدر الإمكان.

 

كذلك، إذا كنت مصاباً بالفيلوفوبيا، فقد تتجنب الأماكن التي يتواجد فيها العشاق مثل دور السينما والشواطئ وحفلات الزفاف، كذلك فقد تفضل العزلة دائماً وبالتأكيد لا وجود لكلمة “زواج” في قاموسك.

 

وهناك علامات جسدية أيضاً قد تظهر عليك إذا كنت مصاباً بهذا المرض، مثل: تسارع ضربات القلب، ومشكلات في التنفس، والتعرق، والغثيان، عندما تضطر لأن تكون في موقف عاطفي أو رومانسي.

 

لكن هل من حل لهذه المشكلة؟

 

بالتأكيد، وتشمل الحلول مراجعة طبيب متخصص، يستطيع تقييم حالتك وبناء على ذلك قد يصف لك تلقي العلاجات النفسية أو تناول العقاقير إذا كانت حالتك شديدة الخطورة.

 

فينوسترافوبيا: الخوف من النساء الجميلات

يقال إن النساء الجميلات سيئات الحظ.. ربما يكون ذلك صحيحاً إلى حد ما إذا كان الرجال مصابين برهاب النساء الجميلات، حيث لا يستطيعون التعرف إليهن بسبب الخوف من الرفض؛ إذ قد يفكر الرجل كالتالي: هذه المرأة فائقة الجمال، فلمَ قد تنجذب إلي؟ ويفضل في هذه الحالة عدم المخاطرة وتجنب الحديث معها.

 

وكلمة Venustraphobia تجمع بين كلمتين يونانيتين: Venus وهي تمثل الإلهة اليونانية فينوس و phobos التي تعني الخوف.

 

ووفقاً لما ورد في موقع fearof، فقد أمضى العلماء والباحثون سنوات في محاولة معرفة أسباب هذا الرهاب. ولم يتوصلوا إلى إجابة واضحة؛ لأن هناك العديد من العوامل التي نحتاج إلى أخذها في الاعتبار عند محاولة تشخيص السبب الدقيق وراء رهاب النساء الجميلات .

 

ويعتقد العديد من الأطباء أن هذا الرهاب يمكن أن ينشأ عندما يكون لدى الرجل تجربة سلبية مع امرأة جميلة. فإذا تم رفضه بشكل مهين أو مثير للسخرية أو الشفقة من قبل إحدى النساء الجميلات قد يطور آلية دفاعية تمنعه من التعامل مجدداً مع هذا النوع من النساء.

 

ويمكن التخلص من هذا الرهاب باستخدام العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تحديد ومواجهة المعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى الرهاب.

 

يعلّم العلاج السلوكي المعرفي الفرد أيضاً العديد من استراتيجيات السيطرة على الذعر. باختصار: يساعد هذا العلاج الشخص المصاب بالرهاب على تغيير أنماط تفكيره السلبية التي تسبب القلق.

 

اليوروفوبيا: الخوف من القطط

القطط مخلوقات أليفة للغاية، وتحب التقرب إلى البشر والتودد إليهم وتكوين علاقات استراتيجية معهم بهدف الحصول على الطعام وبعض الحنان كذلك. لكن لماذا يخاف البعض من القطط؟

 

ببساطة قد يكونون مصابين باليوروفوبيا أو رهاب القطط. قد يعاني الشخص المصاب برهاب القطط من قلق شديد أو خوف عند رؤية القطط أو التفكير فيها. قد يتجنبون زيارة الأصدقاء الذين لديهم قطط أو الابتعاد عن زملائهم في العمل الذين يتحدثون عن قططهم. في بعض الحالات، قد يتوقف الناس عن مغادرة منازلهم لتجنب فرصة رؤية القطط في الخارج.

 

ويخاف الشخص المصاب بهذا الرهاب من التعرض للهجوم من قبل قطة، كما يخشى لمس القطط أو حتى مشاهدة صورها عبر الإنترنت أو في البرامج التلفزيونية أو الأفلام.

 

وقد يصاب المريض بهذا الرهاب بأعراض جسدية عند مشاهدة القطط تشمل الدوار والإسهال والتعرق الشديد والغثيان أو القيء ونوبات ذعر وسرعة التنفس وضربات القلب والارتجاف مع شعور قوي بالرعب.

 

ويعد علاج التعرض أحد العلاجات الرئيسية لرهاب القطط، وفقاً لموقع clevelandclinic.

 

أكروفوبيا: الخوف من الأماكن المرتفعة

من الشائع جداً أن نسمع عن أشخاص مصابين برهاب الأماكن المرتفعة، فهذا النوع من الرهاب هو أحد أكثر أنواع الفوبيا شيوعاً. إذ يعاني منه ما يقرب من 3% إلى 6% من سكان العالم.

 

فلا يستطيع المصابون به التواجد في أماكن مثل قمم الجبال أو أسطح المنازل العالية، كذلك قد يهابون صعود الأدراج أو السلالم، والتواجد على جسر أو عبوره أو الذهاب إلى الملاهي أو الوقوف بالقرب من الشرفة أو النظر من نافذة مبنى شاهق.

 

ووفقاً لما ورد في موقع clevelandclinic، فإن أعراض المرض تشمل أعراضاً نفسية مثل الشعور بالخوف الشديد والقلق عند التفكير في الأماكن المرتفعة أو النظر إليها أو التواجد فيها، والخوف من حدوث شيء سلبي في مكان مرتفع مثل السقوط والشعور برغبة قوية في الهروب عند التواجد في مكان مرتفع. كما توجد أعراض جسدية لهذا الرهاب تشمل المعاناة من تسارع في ضربات القلب عند التفكير في المرتفعات أو النظر إليها، والشعور بالدوار والغثيان والارتجاف والشعور بضيق في التنفس.

 

أما عن أفضل الطرق لعلاج هذا الرهاب فهو ما يسمى “العلاج بالتعرض”؛ إذ يشجع المعالج النفسي المريض على التعرض للمرتفعات بشكل تدريجي ليثبت له أنها ليست خطيرة كما يعتقد، كما قد يستخدم الأطباء أنواعاً أخرى من العلاج النفسي، وقد يلجأون إلى الأدوية في بعض الأحيان والتي قد تخفف مؤقتاً أعراض الخوف والقلق.

الميسوفوبيا: الخوف من الجراثيم

هل تحمل المعقمات معك باستمرار، وتتجنب التواجد في أماكن لا تعتبرها نظيفة ويجن جنونك إذا اشتبهت بدخول الجراثيم إلى منزلك؟ قد تكون في هذه الحالة مصاباً بالميسوفوبيا أو رهاب الجراثيم.

 

إذا كنت تعاني من هذا الرهاب، فأنت تفكر باستمرار في الجراثيم، لدرجة تؤثر على سلوكياتك، فتميل على سبيل المثال إلى:

 

غسل يديك كثيراً عدة مرات متتالية أو لفترة طويلة بشكل غير معتاد.

ارتداء القفازات دائماً لتجنب ملامسة الجراثيم.

تجنب التعامل مع الآخرين وعدم لمسهم حتى إن كانوا من أفراد عائلتك وأصدقائك.

تغطية العناصر التي تستخدمها يومياً، مثل أجهزة التحكم عن بُعد أو عجلة القيادة في سيارتك.

تجنب الأماكن العامة.

استخدام معقم اليدين في كل مرة تلمس فيها شيئاً ما.

وقد تشمل الأعراض الجسدية أيضاً نوبات بكاء متكررة وتهيجاً ودواراً وتسارع ضربات القلب والأرق والتعرق.

 

أما العلاج الشائع لرهاب الجراثيم فهو العلاج بالتعرض. من خلال العمل مع طبيبك الخاص، يمكنك استكشاف الأسباب الكامنة وراء خوفك من الجراثيم. وهذه هي الخطوة الأولى في التغلب على رهاب الجراثيم. عندما تشعر بالراحة، يعرِّضك الطبيب تدريجياً للمواقف التي تضطر معها لمواجهة مخاوفك (وهي الجراثيم في هذه الحالة).

 

كلاستروفوبيا: رهاب الأماكن المغلقة

تظهر أعراض رهاب الأماكن المغلقة في الغرف الصغيرة، والأماكن المكتظة، والمصاعد، والطائرات، وغرف تغيير الملابس في المحلات، وربما السيارات. وتصبح غرف التصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها من الفحوصات الطبية صعبة أو مستحيلة لمن يعاني من الخوف من الأماكن المغلقة.

 

أما عن أعراض هذا المرض، فتشمل نوبات فزع شديدة، تحدث عندما يتواجد المصاب في مكان مغلق، وقد تتضمن النوبة البكاء والصراخ، مع محاولة الخروج من المكان بأي وسيلة ممكنة.

 

مع ذلك لا يعتبر علاج رهاب الأماكن المغلقة مستحيلاً، العلاج النفسي هو الأكثر شيوعاً فقد أثبت العلاج المعرفي السلوكي على وجه الخصوص أنه ناجح للغاية في علاج الخوف من الأماكن المغلقة، كذلك فإن العلاج بالتعرض هو علاج آخر يمكن أن يكون فعالاً.

 

هيموفوبيا: الخوف من الدم

الهيموفوبيا (رهاب الدم) هو الخوف المبالغ به وغير المبرر من الدم والجروح والإصابات. إذ يعد النفور من الدم أمراً طبيعياً ومع ذلك، فإن مرض الهيموفوبيا يسبب أكثر بكثير من مجرد الانزعاج، وقد يعاني الشخص المصاب بهذه الحالة من أعراض مزعجة للغاية عند رؤية الدم.

 

إذ يمكن أن يسبب هذا الرهاب أعراضاً جسدية مثل الدوخة والإغماء وزيادة معدل ضربات القلب في البداية، يليها انخفاض مفاجئ في معدل ضربات القلب وضغط الدم. كما قد يسبب الغثيان واضطراب الجهاز الهضمي والارتجاف والتعرق وعدم القدرة على التنفس وفقاً لما ورد في موقع verywellmind.

 

يمكن أن يسبب هذا الرهاب أيضاً أعراضاً عاطفية، بما في ذلك: القلق عند زيارة الطبيب والخوف والقلق الشديد من رؤية الدم أو التفكير فيه والشعور بالاشمئزاز الشديد من رؤية الدم ونوبات ذعر.

 

إذا كان الرهاب شديداً، فقد تساعد الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق. قد يتم وصفها للسيطرة على القلق والسماح لك بالتركيز على علاجك، أو قد تكون مفيدة في المواقف التي يتعين على المريض فيها الخضوع لإجراء طبي مهم. أما أكثر خيارات العلاج النفسي شيوعاً لهذا المرض فهو العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتعلم المريض مواجهة خوفه من الدماء.

Exit mobile version