الهديل

يوم دامٍ في الضفة… وقصف إسرائيلي على غزة رداً على إطلاق صواريخ

شنّت إسرائيل فجر الجمعة غارات جوية على قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ مصدرها القطاع، وذلك غداة عملية إسرائيلية تعتبر الأكثر عنفا في الضفة الغربية منذ سنوات أسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين في مخيم جنين.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يحمّل حركة حماس مسؤولية كل إطلاق صواريخ ينطلق من المنطقة المحاصرة والواقعة تحت سيطرة الحركة، في بيان، أنه نفّذ جولتين على الأقل من الضربات الليلية التي استهدفت ثلاثة مواقع تابعة لحركة حماس.

 

ولم تسجل إصابات نتيجة القصف، لكن أضرارا جسيمة وقعت في المواقع المستهدفة وفي عدد من المنازل القريبة، وفق مصدر أمني في غزة.

 

وأعلنت حركة الجهاد بشكل غير مباشر مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، بينما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان مقتضب، أنها استهدفت بصواريخ أرض جو وبالمضادات الأرضية، الطائرات الحربية المغيرة.

 

وكان مسلحون فلسطينيون أطلقوا في منتصف الليل صاروخين في اتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، لكن نظام البطاريات المضادة الإسرائيلي اعترض الصاروخين.

 

وأثناء الغارات الجوية، أطلق مقاتلون فلسطينيون ستة صواريخ من مناطق متفرقة باتجاه المناطق الإسرائيلية القريبة من القطاع.

 

وقال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش في كلمة ألقاها الجمعة “تجسّدت الوحدة الميدانية الليلة الماضية عندما ردت سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد) بوحداتها الصاروخية وكتائب القسام بوحدات الدفاع الجوي بمشهد متكامل يؤكد على وحدة صف المقاومة في كل الساحات”.

 

– “رسالة” –

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إن “فعل منتصف الليل وما تبعه” في إشارة الى الصواريخ التي أطلقت من القطاع، هو “شطر من الرسالة، وعلى العدو أن يحذر”.

 

وتابع سلمي “رسالة المقاومة من غزة… هي تحذير واضح للعدو من أنها لن تتردد في اتخاذ قرار المواجهة”.

 

واعتبر الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن “المقاومة الباسلة في قطاع غزة تواصل القيام بواجبها بالدفاع عن شعبنا ومقدساتنا”، مشددا على أنه “من حق شعبنا ومقاومته أن يقاتل بكل الأساليب رداً على عدوان الاحتلال واستمرار جرائمه”.

 

وجاء هذا التصعيد بعد يوم عنيف في الضفة الغربية سقط خلاله عشرة قتلى.

 

فقد قتل الخميس تسعة فلسطينيين في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، خلال مداهمة قال الجيش الإسرائيلي إنها تستهدف نشطاء من الجهاد الإسلامي.

 

وقتل فلسطيني عاشر في الرام قرب رام الله، برصاص إسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في رام الله، وذلك خلال مواجهات أثناء احتجاجات على العملية العسكرية في جنين.

 

ومنذ 2005، يعتبر هذا العدد الأكبر من القتلى الفلسطينيين الذي يسقط في عملية إسرائيلية واحدة في الضفة الغربية، وفق الأمم المتحدة.

 

ووقعت جولة عنف في آب الماضي بين الجيش الإسرائيلي والجهاد الإسلامي في غزة استمرت ثلاثة ايام وقتل خلالها ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا، هم مقاتلون ومدنيون.

 

ومنذ بداية العام الجاري، قتل حوالى 30 فلسطينيًا بينهم مدنيون ونشطاء في مجموعات مسلحة، في حوادث عنف مع جنود أو مدنيين إسرائيليين.

 

وينفّذ الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الضفة الغربية منذ عام 1967، عمليات بشكل شبه يومي في المنطقة، لا سيما في جنين ونابلس في شمال الضفة والتي تعتبر معقلا لمقاتلي الفصائل الفلسطينية.

 

ووصفت السلطة الفلسطينية ما حدث في جنين أمس ب”المجزرة”.

 

– مسيرات تضامن –

وأعلنت السلطة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.

 

وعبّرت وزارة الخارجية الأميركية عن أسفها لهذا القرار ، معتبرة أنه “من المهم للغاية أن تحافظ الأطراف على تنسيقها الأمني أو حتى تعمّقه”.

 

ومن المقرّر أن يزور وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن الإثنين والثلثاء إسرائيل والضفة الغربية في مسعى لخفض التصعيد.

 

وندّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ب”المجزرة الدامية” التي ارتكبت “بأوامر مباشرة من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”.

 

بعد صلاة ظهر الجمعة، وبدعوة من حماس والجهاد الإسلامي انطلقت مسيرات حاشدة شارك فها آلاف الفلسطينيين في القطاع، تضامنا مع جنين. وتمّ حرق أعلام اميركية وإسرائيلية في وسط غزة.

 

وفي كلمته أمام آلاف المشاركين في المسيرة التي دعت اليها حركة الجهاد في ميدان فلسطين في وسط غزة، دعا عضو المكتب السياسي للحركة خالد البطش إلى “تصعيد المقاومة في وجه العدوان” الإسرائيلي.

 

Exit mobile version