كتب عوني الكعكي:
هذا المثل الشعبي المشهور جداً، والذي يستعمل في الكثير من الأحوال عندما يصرّح أحد السياسيين بتصريحات «خنفشارية» لا طعم لها ولا رائحة ولا «مازية».
وهذا بالفعل ينطبق على التصريح الذي أدلى به صهر الرئيس السابق «الصهر المدلّل» الذي يعتبر نفسه زعيماً يعطي التوجيهات ويقدّم وعوداً وردية كاذبة.. والمصيبة الكبرى يبدو أنه نسي ماذا حقق من إخفاقات في الحكم لمدة 6 سنوات لا لفترة قصيرة.. والأنكى انه هو الذي كان يختار الوزارات التي يريدها، وهو كان يعطّل تشكيل كل حكومة سنة كاملة، حتى يحصل على الوزارة التي يريدها.. فعلاً انه كالطفل الذي لا يتوقف عن البكاء حتى ترضعه امه أو يحصل على اللعبة التي يريدها..
نعم 6 سنوات لأسوأ عهد وأسوأ حكم في تاريخ لبنان… لقد تحوّلت الجنّة الى جهنم بفضل حكم عمّك الغائب عن الوعي يا جبران، وهو الذي كان يترك القرار في الدولة لحضرتك.
6 سنوات ولبنان الأخضر يحترق، ويكفي ما فعلته بالسياحة والعلاقات مع أشقائنا العرب، حيث عدد كبير من الدول العربية تمنع رعاياها من المجيء الى لبنان.. والأنكى ان بعض كبار رجال الأعمال الذين يملكون الشقق الفخمة التي تقدّر بالملايين، إضافة الى الڤيلات والقصور بدأوا يبيعون أملاكهم، لأنك لم تترك لهم أي مكان ليأتوا إليه.. ويكفي انك تتباهى بأنك شريك جماعة المقاومة والممانعة.. لكن المصيبة انك تابع صغير لمشروعهم وليس عندك أي قرار.
يكفي ما يستقبل زوّار هذا البلد الجميل مباشرة في أوّل خطوة خارج المطار من صوَر زعماء إيران وزعماء المقاومة وبعض الشهداء الذين لا يعرفهم أحد، لكنّ صورهم تقول للزائر: لماذا تأتي الى لبنان؟
أبدأ بحديثك الى محطتك التلفزيونية بالملاحظات التالية:
أولاً: تقول إنّ التفكير في انتخاب رئيس جمهورية من دون المسيحيين ضرب من الجنون الوطني والسياسي.
والرد على هذا الكلام بسيط جداً.. لا يوجد أي فريق سياسي في لبنان يريد أن يجري انتخاب رئيس للجمهورية لا يوافق عليه المسيحيون.
ثانياً: تقول إنك تعمل على وصول رئيس يشبهك.. يا ابن الحلال ماذا عندك كي تطالب برئيس يشبهك..؟ بالله عليك هل تعلم أين وصل سعر صرف الدولار في لبنان، بعدما كان مستقراً من العام 1993 وحتى العام 2019. اما في عهدك الميمون فأصبح اللبنانيون فقراء بعدما كانوا أغنياء..
ثالثاً: تتهم قائد الجيش بأنه يستولي بالقوة على صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرّف بالملايين على هواه، نقول لك إنّ هذا كذب وافتراء، فالقائد هو رجل بكل معنى الكلمة، ويكفيه أنه يحاول تأمين رواتب للجيش بالدولار، بعدما أصبحت رواتبهم في حدّها الأعلى لا تصل الى مئة دولار، ناهيك عن الاستشفاء أو الطبابة.. والمصيبة هنا انك تعلم ان من أهم المرشحين الى رئاسة الجمهورية هو القائد جوزيف عون.
رابعاً: تتهجّم على رئيس الحكومة لأنه رفض أن يعطيك 12 وزيراً مسيحياً وكأنك تعتبر انك المسيحي الوحيد في لبنان.. وأن باقي المسيحيين والزعماء ليسوا مسيحيين ولا زعماء..
أكتفي بهذا الكلام لأنّ كلامك مكرّر، تدور حول الفكرة ذاتها، وأنت صاحب شعار «ما خلونا»، وإنّك أهم طفل أنبوب أنجزته البشرية.. ولكن يبدو اني نسيت قولك بأنك تفكر في أن تترشّح لرئاسة الجمهورية، وهنا أقول لك «يلي استحوا ماتوا».
يا افلاطون عصرك لو نسيت ماذا فعلت بحكمك للبلاد لمدة 6 سنوات فإنك لن تجد في لبنان أي مواطن إلاّ وأصيب بماله، وأنت تعلم الآية القرآنية: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}. وإنّ «من يجرّب المجرّب يكون عقله مخرباً».
أخيراً ليتك لم تتحدث وتبقى ساكتاً لأنك تدّعي انك رئيس كتلة نيابية عددها 21 أو 23 نائباً. وفي الحقيقة انك لا تملك من هذه الكتلة إلاّ 3 نواب أما الباقون فليسوا لك، وأكبر دليل ما يجري في الحكومة الآن..
وكما قيل: القافلة تسير (…).
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*