لا يمل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ولا ييأس من محاولة تطويق كل القيادات المارونية، فمنذ يومين وخلال مؤتمر صحافي، شن باسيل هجوما عنيفا على قائد الجيش العماد جوزيف عون واتهمه بأنه يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية ويأخذ بالقوة صلاحيات وزير الدفاع.
النائب السابق في التيار الوطني الحر زياد أسود وفي حديث صحافي، قال: “إننا نصطدم بسلوكيات لا تشبه التيار الوطني الحر ولا حتى مبادئ العماد ميشال عون ولا تعاليمه”، ودعا في هذا السياق العماد ميشال عون لأن يكون له موقف من “تصرفات وتهجمات النائب باسيل المتسمة بقلة الأخلاق المتكررة، ليس فقط على قائد الجيش بل على كل من رفض سياسته”، مضيفاً “يجب الا ننسى انه مارس هذه الطريقة معي في الانتخابات النيابية في جزين وبحضوري في مهرجان انتخابي، لكن وإحتراماً لأهل منطقة جزين واحتراماً لتربيتنا وعائلاتنا لم نغادر المهرجان، ولم ننسحب كي لا نكون السبب بتخريب الانتخابات.
ورأى أسود أن “هناك قلة اخلاق واستعمال التحقير والتشويه على فعاليات منطقة جزين ومناطق أخرى، والآن التهجم على قائد الجيش مرفوض، كونه يمثل بالنسبة لنا ليس فقط ابن بلدة العيشية انما له رمزية خاصة نضالية منذ سنة ال88، فعندما كان يقاتل هو على الجبهات كان الكثير من الناس ما زالوا أطفالا يرضعون الحليب من “البيبرون” ويلعبون على الدراجة”.
وتابع “يتم التهجم اليوم على قائد الجيش فقط من زاوية المصالح الشخصية، دون الأخذ بالاعتبار لا موقعه ولا شخصه أو منطقته وأهله وعائلته وضيعته، وهذا الاسلوب طبق معي سابقاً، لكنني “بلعت الموس” واعتبرتها صفحة وإنطوت، لكن هذا لن نقبل به كل مرة ولن “نبلع الموس” دائماً.”
أما عن الإستقالات من التيار، فقد كشف أسود أن “الناشطين الذين استقالوا هم من المقربين له، وقد قال لهم سابقاً إنه لا داعي للحصول على بطاقة الانتساب ، لأن الانتماء والقناعات ليست بالبطاقات”، مضيفا “نحن لدينا مبادئ واخلاق سياسية أكتر من غيرنا، وما زلنا اليوم نصطدم بالأداء السيء المتكرر الذي يمارسه باسيل تجاه الناس ولأسباب لم نعد نفهمها ولسنا مقتنعين بها. ومن لم يقدم إستقالته بعد من التيار الوطني الحر في منطقة جزين وباقي مناطق لبنان هو فقط إكراماً لفخامة الرئيس عون ولتاريخه وعمره وانجازاته.”
وأضاف “ان المقارنة لا تجوز أبدا بين التيار القديم والتيار الجديد فالفرق شاسع، شتان ما بين تيار المبادىء والتضحيات النضالية واحترام الحق بالاختلاف واحترام الخيارات السياسية، وتيار جديد أصبح فيه المناضل بالمال ومبيض الاموال يسوق نفسه. نعم كنا قلة قليلة مشينا مع العماد ميشال عون ولكن جمعتنا المبادىء، اليوم هوية التيار وصورته أصبحت تترجم بشتم باسيل واتهام وتحقير المناضلين. “
وتوجه برسالة لباسيل قائلا “اليوم لا تستطيع محاربة رياض سلامة ولديك شريكه معك، لا تستطيع محاربة تبييض الأموال ولديك شريك بتبييض الاموال على الطاولة معك، لا تستطيع التعرض لنزاهة وشفافية الآخرين وانت معهم على الطاولة ذاتها وترفض محاسبتهم إنما مبدأ المحاسبة لديك يقوم على الاستنسابية والانتقائية.”
وعن التغيير من داخل التيار، أشار أسود إلى أن “كل حركة سياسية وكل تيار له بداية ونهاية ولا أحد يستطيع إيقاف النهاية سيئة كانت ام جيدة، فهناك من يرسمون خياراتهم ويقفون عندها، وآخرون يتريثون، ومنهم من هم محكومون بظروف منطقتهم التي تفرض عليهم الإنتظار، ومنهم اتخذ القرار وسجل موقفا دون ان يلتفت الى الوراء، اما انا فظروفي ساعدتني على ان اتحرر من هذا المستنقع الذي عشنا فيه ودوامة الشعارات التي لن تحقق النتيجة المرجوة، ولكن الأكثرية المعترضة لم تستقل بعد إلتزامنا ووفاء للعماد ميشال عون شخصياً، “
وختم بالقول “ما هو مؤكد أن كل المنتسبين المعارضين سيكون لهم موقف تباعاً وبحسب الظروف والوقائع لان ادارة التيار الوطني الحر الحالية ذاهبة بالتيار الى الزوال، لذا وبالرغم من الأخذ بالاعتبار الرابط العاطفي مع العماد ميشال عون، القناعات تغيرت، وأصبحت سلوكيات رئيس التيار غير مقبولة والادارة فوضوية والأخطاء السياسية لا تعد ولا تحصى، والأهم أننا لن نسمح بالتطاول على مناضلي التيار وبذلك التخطي الخطوط الحمر ، فمن أراد التنظيف ليبدأ بمن حوله، ومن يريد أن يرشق الناس بالحجارة يجب ان لا يكون بيته من زجاج