خاص الهديل:
خلال الساعات الـ٧٢ الأخيرة ناقش المستويان الأمني والسياسي في إسرائيل احتمالات الرد الإيراني على هجومي اصفهان والبوكمال اللذين نفذتهما إسرائيل خلال الأيام الأخيرة ضد أهداف إيرانية داخل ايران وخارجها على الحدود بين العراق وسورية.
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن القيادات الأمنية الإسرائيلية تتوقع أن يأتي الرد الإيراني ضد واحد من الاهداف الإسرائيلية التالية:
– شن هجمات ضد سياح إسرائيليين.
– اغتيال رجال أعمال إسرائيليين.
– اغتيال مسؤولين إسرائيليين كبار خلال وجودهم خارج فلسطين المحتلة.
– شن هجمات على سفارات إسرائيلية.
يلاحظ المراقبون أن كل الأهداف التي تتوقع تل أبيب أن تهاجمها إيران، هي أهداف تقع خارج إسرائيل.. بمعنى آخر أن كل الأهداف التي رشحها المستوى الأمني الإسرائيلي كأهداف محتملة كي تضربها إيران، لا يقع أياً منها داخل إسرائيل.
وثمة اعتقاد أن المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي تقصّد تسريب هذه اللائحة الني تتضمن الأهداف التي يمكن أن تضربها إيران بحسب التوقع الإسرائيلي؛ والهدف من ذلك إرسال إشارة لإيران بأن قيامها بهجمات ضد أهداف خارج إسرائيل انتقاماً لهجوم اصفهان، يظل أمراً يقع ضمن توقعات تل أبيب؛ أما قيام طهران بتنفيذ هجوم داخل إسرائيل، فهذا أمر ليس ضمن التوقعات الإسرائيلية، وسيكون الرد عليه ليس ضمن ما تتوقعه طهران فيما لو حصل..
..ومثل هذه الرسالة الإسرائيلية هي بمثابة تحذير غير مباشر لإيران من مغبة قيامها بتوجيه ضربة مباشرة للداخل الإسرائيلي رداً على قيام تل أبيب بضربة مباشرة للداخل الإيراني.
والواقع أن إيران من جهتها انشغلت خلال الساعات الماضية بإعادة ترتيب الأدلة المادية التي حصلت عليها، من أجل إنتاج القصة الكاملة لكيفية حصول الهجوم الإسرائيلي على أصفهان. وضمن هذا الإطار نشر الاعلام الإيراني أمس أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تمكنت من تحديد الجهة المصنعة للطائرات المسيرة التي هاجمت إحدى ورشات وزارة الدفاع في اصفهان، وأنه خلال الفحص لبقايا إحدى الطائرات الصغيرة التي أسقطتها إيران خلال الهجوم، أمكن تحليل مكونات جسم الطائرة والمحركات وامدادات الطاقة ونظام الملاحة، وكل هذه قاد إلى تحديد الشركة المصنعة للمسيرات التي هاجمت اصفهان.
وكانت إيران أعلنت أن الهجوم استخدم مسيرات صغيرة ضد ورشة تابعة لوزارة الدفاع في اصفهان وسط إيران. وأن وسائط الدفاع الإيرانية أسقطت طائرة فيما انفجرت طائرة ثانية وتم الاستيلاء على طائرة ثالثة. وأن الهجوم وفق تقديرات إيرانية انطلق من دولة محاورة هي أذربيجان..
والواقع أن مجمل المعلومات المسربة عن طريق الإعلام الإيراني يريد قول عدة أمور رداً على رسالة اصفهان الإسرائيلية:
الأمر الأول أن إيران تمكنت من إعادة إنتاج كل قصة الهجوم على اصفهان من خلال تحليل المعلومات التي خلفها الهجوم الإسرائيلي وراءه. وبالتالي تريد طهران القول أن كل أسرار تقنيات العملية الإسرائيلية صارت بحوزة طهران.
الأمر الثاني يتعلق بتأكيد إيران على فشل العملية، وتأكيدها على انها تعرفت على أسراره التقنية بما في ذلك تقنيات المسيرات الصغيرة المستخدمة في الهجوم. وهوية الجهة التي صنعتها.
والتسريبات الإيرانية تقصدت أن تروي قصة هجوم اصفهان وأن تترك بين السطور لغزاً بخصوص أين سيكون رد طهران: هل يستهدف الشركة التي صنعت المسيرات التي أصبحت هويتها وكل أسرارها التقنية لدى طهران؟؟.. أم أن طهران تفكر بالرد انطلاقاً من المنطقة الممتدة من البوكمال حتى حدود الجولان؟؟