دعا الحبر الاعظم الكونغوليين الى “النهوض ببلدهم الغني ورفع ايدي الإستعمار الإقتصادي الجديد عن القارة الافريقية”. كما دعا بعد زيارة استمرت ثلاثة ايام لجمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث استقبله اكثر من مليون نسمة قادة جنوب السودان “المنقسمين أن يديروا ظهورهم للعنف والقبلية والفساد”.
وتأتي دعوة البابا في مستهل رحلة “الحج من أجل السلام”، هي الأولى لحبر أعظم إلى دولة جنوب السودان ذي الغالبية المسيحية منذ استقلالها عن السودان ذي الغالبية المسلمة في 2011، بعد عقود من النزاع حاول الكرسي الرسولي بكل الوسائل تحقيق الوفاق بينهم.
استهل راس الكنيسة الكاثوليكية زيارته جنوب السودان بمناشدة حارة لقادتها المنقسمين أن “يديروا ظهورهم للعنف والقبلية والفساد، وهي الأشياء التي تعرقل تحقيق أحدث دول العالم السلام والازدهار في دولة يسير مواطنوها على بحر من النفط، لكن النزاعات تحرمه من استغلالها”.
وقال في كلمة أمام السلطات والدبلوماسيين وممثلي المجتمع المدني في جوبا عاصمة جنوب السودان: “لا مزيد من إراقة الدماء ولا مزيد من النزاعات ولا مزيد من العنف والاتهامات المتبادلة بشأن المسؤولية عن ذلك”.
وقال مدير موقع “الصداقة” الكاتب الإيطالي روبيرتو رودجيرو في حديث الى مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام” لدى الكرسي الرسولي، طلال خريس: “أدت الحرب الأهلية التي اشتعلت من 2013 إلى 2018 إلى مقتل 380 ألف شخص ونزوح الملايين. لذا قرر راس الكنيسة الكاثوليكية زيارة جنوب السودان المنكوب، زيارة تستمر ثلاثة أيام تهدف إلى الدعوة للسلام والمصالحة في الدولة الفتية التي ترزح تحت وطأة حرب أهلية وفقر مدقع”.
وكان في استقباله لدى وصول طائرته إلى مطار جوبا عدد من الشخصيات من بينهم رئيس جنوب السودان سيلفا كير. وسيلتقي اليوم الحبر الاعظم مسؤولين دينيين كاثوليك ونازحين وسيحتفل بصلاة مسكونية قبل أن يترأس قداس الأحد.
إشارة الى انه بعد صراع طويل في السودان الواحد استمر لعقود حصل جنوب السودان على استقلاله العام 2011. وبعد سنتين على استقلاله، غرقت الجمهورية الفتية ( جنوب السودان) منذ العام 2013 في حرب أهلية عنيفة استمرت خمس سنوات بين سيلفا كير ورياك مشار، أسفرت عن سقوط نحو 380 ألف قتيل ونزوح الملايين وخنق الاقتصاد.
ورغم توقيع اتفاق سلام في 2018 تتواصل أعمال العنف تغذيها النخب السياسية. وتحل الكنيسة في هذا البلد محل السلطات في مناطق تفتقر إلى المرافق والخدمات الحكومية وحيث تعرض العاملون في المجال الإنساني لهجمات لا بل للقتل.
وفي العام 2019، بعد عام على إبرام اتفاق السلام، استقبل البابا الزعيمين في الفاتيكان. وفي بادرة طبعت النفوس، انحنى البابا فرنسيس لتقبيل اقدام الزعيمين اللذين يتوليان السلطة راهنا في إطار حكومة وحدة وطنية يشغل فيها كير منصب الرئيس ومشار منصب نائب الرئيس