الهديل

الكل يعرف من فجّر المرفأ… ولكن مَن يجرؤ على الكلام؟

 

 

كتب عوني الكعكي:

وحده وبديبلوماسية رفيعة المستوى أجاب د. سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» على سؤال مَنْ فجّر مرفأ بيروت؟ حيث قال: إنّ دول العالم لا ترغب أن تغضب إيران.

ماذا يعني هذا الجواب؟ بكل بساطة يعني ان الجميع يعلم من هي الجهة التي فجّرت المرفأ. ولكن السياسة لا تسمح بقول الحقيقة.

من هذه الزاوية ننظر الى قرار المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وهو الذي اتخذ قراراً تاريخياً مبنيّاً على شرعة وقوانين الأمم المتحدة… حيث هناك مادة تنص على انه لا يحق لأي جهة قضائية أو أمنية أن تسجن أي متهم أكثر من ثلاثة أشهر، وللأسف الشديد ولأسباب غير شرعية تم ايقاف عدد من المدراء في المرفأ، وهم:

عبد الحفيظ العيسى، وسليم شبلي، وميشال لحود، ومحمد العوف، وبدري ضاهر، ومصطفى سليم فروخ، وسامر رعد، وشفيق مرعي وسامي حسين.

وعدد كبير من الموظفين بحجة التحقيق معهم، وحده القاضي عويدات فهم الرسالة وقام بفك فتيل المتفجرة، التي كانت يمكن -لو تُرِكَ الموضوع- ان تفجّر حرباً أهلية نعرف كيف تبدأ ولكن لا نعرف كيف تنتهي.

قضية ثانية متعلقة بالموضوع نفسه، انها الريبورتاج الذي قامت به مجموعة من المحققين ورجال المخابرات الأجانب، حسب ما يدعون، وجرى التركيز فيه على ان النيترات التي كانت موجودة في العنبر الرقم 12 هي لـ»الحزب» الذي كان يستوردها ويبيعها للنظام السوري حيث كانت تستعمل في البراميل المتفجرة التي كان يستخدمها النظام في حربه ضد أهالي سوريا المعترضين على النظام، والذين يطالبون بإطلاق الحريات، جميع الحريات الاعلامية والسياسية وغيرها، وإبقاء الرئيس.. وبما ان الرئيس السوري بشار الأسد لا يفهم بهذا الاسلوب، وبما انه أثبت بالوجه الشرعي انه لم يكن مؤهلاً لتسلم الحكم سلّم سوريا الى عدوّها الأكبر الذي هو النظام الايراني، الذي يدعي تحرير القدس ولم يرم قنبلة ولا صاروخاً على إسرائيل، وهو لا يزال منذ عشرات السنين يقول إنه سوف يأخذ القرار المناسب للرد في الوقت المناسب الذي يبدو انه غير موجود في قاموسه أصلاً.

أين «فيلق القدس» الذي أسس منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة الاسلامية الايرانية؟ والتي تختصر أهدافها أولاً بمشروع التشييع أي ان يتحوّل مليار وخمسماية مليون مواطن مسلم سنّي الى شيعة، في وقت ان عدد الشيعة في العالم هو 150 مليوناً فقط. على كل حال سقط مليون شهيد مواطن سوري لإبقاء بشار الأسد، الذي عمد لاستيراد مواد متفجرة وأسلحة عبر لبنان لدعم نظامه.

كل هذه الأمور تعلمها أميركا ويعلمها معظم دول العالم وليست بحاجة الى أفلام وثائقية، بل في الحقيقة هي بحاجة الى قرار أميركي صغير يقضي بإنهاء ما يسمّى بنظام الملالي في إيران، وبعدها ينتهي «الحزب العظيم» خلال 3 أشهر، من توقف الدعم المالي وتعود الأمور في لبنان وسوريا والعراق واليمن الى ما كانت عليه قبل مجيء هذا النظام الذي خلقته أميركا نفسها للقضاء على الجيوش العربية.

وباختصار، قُضي على الجيش العراقي، وقُضي على الجيش السوري، وهكذا أصبحت إسرائيل آمنة لا تخاف من أي جيش عربي يحيط بها.

هكذا حققت أميركا لإسرائيل الأمن الحقيقي الذي خسرته خلال حرب 1973.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

 

Exit mobile version