خاص الهديل:
تتحضر بكركي لعقد اجتماع تشاوري للنواب المسيحيين على خلفية سعيها لإنهاء الفراغ الرئاسي.
البعض يقول أن بكركي تأخرت في الدعوة لهذا الاجتماع، ما ترك فراغاً على مستوى معالجة هذا الملف أدى إلى زيادة تعقيداته سواء على المستوى الوطني، أو على المستوى المسيحي. ولكن بالنهاية هناك رأي يقول “أن تصل بكركي إلى لحظة عقد هذا الاجتماع المسيحي متأخرة، خير من أن لا تصل أبداً”!!
والواقع أن هناك عدة أسئلة مطروحة على بكركي حتى تصب مبادرتها في خدمة إنهاء الشغور الرئاسي، وبكلام أوضح حتى لا تخدم مبادرتها متاهة شراء وقت مسيحي لتبرير استمرار الشغور الرئاسي.
السؤال الأول هو عن طبيعة التحضير لهذا الاجتماع؟؟ بمعنى هل سيتم إعداد تحضير جيد له، بحيث تأتي نتائجه في خدمة دفع أزمة الشغور الرئاسي إلى نهايتها.. أي هل سيتم الإعداد للإجتماع تحضير خطة محددة لانتخاب فخامة الرئيس، يتم اطلاع النواب المسيحيين عليها ليصار الى الموافقة على تنفيذها خلال اجتماع النواب المسيحيين في بكركي؟
..إن طرح هذا السؤال تحتمه عدة حقائق أبرزها أن هناك جهات مسيحية تريد تجيير فكرة ونتائج اجتماع بكركي لمصلحة مقاربتها لكيفية إدارة أزمة الشغور الرئاسي؛ فمثلاً جبران باسيل يريد من بكركي واجتماعها أن تفك عزلته المسيحية، وتعيد إنتاج دوره كمرشح محتمل، فيما لو حدث تطور رفع العقوبات الأميركية عنه في الربيع القادم حسبما تشيع مصادره. والمردة والقوات يريد كل منهما تسليط ضوء بركركي على مرشحهما المعروفين: ميشال معوض وسليمان فرنجية.. والنواب المسيحيون المستقلون لديهم أكثر من مرشح يتنافسون بين بعضهم بشأنهم. وهذا الواقع المشتت يجعل بكركي بمواجهة واحد من خيارين اثنين: إما القبول به، بحيث تصبح مهمة بكركي هي إدارة أزمة المسيحيين، وهكذا يصبح الكاردينال الراعي مدير التعطيل المسيحي للإنتخابات الرئاسية؛ وإما أن تطرح بكركي مرشحها ليكون “مرشح الأكثرية المسيحية” في حال تعذر أن يكون “مرشح التوافق المسيحي”، وبذلك ينتهي اجتماع بكركي بجعل الحل المسيحي موجوداً على طاولة الذهاب إلى البرلمان لانتخاب فخامة الرئيس، الأمر الذي سيجد، بلا شك، تأييداً دولياً..
السؤال الثاني متصل بالسؤال الأول، وهو عن المعايير التي ستتبعها بكركي لاختيار فخامة الرئيس؛ وهنا يجدر طرح الخيار التالي، وهو هل ستترك للنواب المسيحيين أن يتداولوا بإسم الرئيس أو بمواصفات الرئيس، ويصبح الإجتماع مستحيلاً لجهة أن يخرج بنتيجة التعجيل بانتخاب الرئيس؟؟.. أم أنها ستبادر خلال فترة الإعداد للإجتماع، إلى العمل لاستبيان من هي الشخصية الاكثر مقبولية من النواب المسيحيين، وتقوم خلال اجتماع بكركي بطرح هذه الشخصية على النواب المسيحيين للموافقة على ترشيحها بوصفها تمثل مواصفات الحد الأدنى المقبولة مسيحياً..
البطريرك السابق صفير كان يقول أن بكركي لا تقترح أسماء لرئاسة الجمهورية، بل هي تطرح مواصفات؟؟
..والكاردينال الراعي، قال أيضاً أنه يطرح مواصفات وليس أسماء، ولكن قريبين منه يقولون أن بكركي طرحت أربعة أسماء لتولي الرئاسة.
والسؤال هو أنه إذا كانت بكركي لديها مواصفات وأسماء تقترحها للرئاسة، فلماذا لا تدعو النواب المسيحيين لتناقشهم بهذه الأسماء بوصفهم مرشحين يتمتعون بالمواصفات المطلوبة. ثم بعد ذلك يمضي الكاردينال الراعي بتسمية رئيس يحظى بتأييد نصف النواب المسيحيين زائد واحد، فيما لو تعذر عليه أن يحصل على توافقهم جميعهم عليه. وبهذه الحالة تقدم بكركي للبرلمان ما يمكن تسميته بـ”مرشح الحل المسيحي” لأزمة الشغور الرئاسي، وذلك بمقابل مرشحي القوى الأخرى الذين يدعون أنهم يمثلون التوازن المسيحي في لعبة توزع الرئاسات الثلاثة.
ليس مضموناً أن تذهب بكركي لخيار إعلان “مرشح الحل المسيحي”، كونها لا تملك أغلبية النصف زائد واحد من النواب المسيحيين في البرلمان، ولا تملك أيضاً القدرة على إنتاج توافق مسيحي نيابي على استحقاق انتخاب فخامة الرئيس، وعليه فإن كل ما سيفعله اجتماع بكركي، هو أنه سيضيف لأزمة الشغور الرئاسي، أفقاً جديداً لاستمرارها..