الهديل

خاص الهديل: المبادرة الخماسية الدولية: أصل القصة من صفقة ماكرون – بايدن داخلها إلى لقاء باريس..

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

لا شك أن تداعيات زلزالي تركيا وسورية؛ يعتبر بمثابة تطور يضيف سبباً جديداً وملحاً، لأسباب إستمرار انشغال العالم عن الأزمة اللبنانية..

وحتى تبلور التحرك الدولي الخماسي من أجل لبنان؛ يبدو أنه مشوه النشأة؛ وأن ولادته حصلت نتيجة ظروف ليست ذات صلة مباشرة بلبنان؛ وعليه فإن التوقع منذ البداية كان يؤشر إلى أن هذا التحرك الدولي الخماسي لن يتحول إلى مبادرة دولية خماسية تحقق نتائج فعلية على مستوى حل الأزمة اللبنانية..

وفي كواليس اللجنة الخماسية يوجد رأي يقول أن كل واحدة من الدول الخمسة قبلت أن تكون في عداد اللجنة الخماسية الدولية من أجل لبنان، لسبب ظرفي خاص بها، ويختلف عن سبب الدولة الأخرى: فالرئيس الأميركي بايدن لم يكن بوارد أن تشارك أميركا في العمل الخماسي، ولكنه وافق استجابة لتدخل الرئيس الفرنسي ماكرون معه.. وتعود أصل قصة موافقة واشنطن إلى أن بايدن طلب خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، من ماكرون أن يتدخل شخصياً مع شركة توتال لتنفيذ مطلب إسرائيلي، تعتبره تل أبيب خطاً أحمر، ولن توقع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان من دون تحقيقه..

..وبالفعل تدخل ماكرون شخصياً، ووافقت توتال على الطلب الإسرائيلي، الأمر الذي أنقذ عملية ترسيم الحدود من الانهيار، وفاز بايدن بما وصفته دوائره، بأنه أهم إنجاز له طوال عهده. 

والواقع أنه مقابل خدمة ماكرون له، قرر بايدن الموافقة على طلب ماكرون منه، بمشاركة واشنطن في اللجنة الخماسية الدولية من أجل لبنان. ولكن حدود رد الجميل لماكرون من قبل بايدن، سيتوقف عند قبول طلبه بالمشاركة في الحراك الخماسي، ولن يتعدى ذلك لمرحلة انخراط واشنطن بأي حل عملي لحل أزمة لبنان في هذه المرحلة..

..أما بخصوص السعودية فيبدو واضحاً أن الرياض تقف عند فكرة أنها لن تكرر ما حصل عام ٢٠١٤؛ فآنذاك تم افتتاح بورصة رئاسة الجمهورية على إسم سمير جعجع؛ ولكن القبول بالتفاوض مع حزب الله، وعقد المقايضات معه، قاد إلى انتخاب ميشال عون. وهذه المرة تبدو السعودية عازمة على عدم المشاركة في أي مسار سياسي تجاه لبنان، لا يؤمن شرطين اثنين: إعادة بناء الدولة؛ وعودة لبنان الى الحضن العربي.. 

وواضح أن الرياض لا ترى أن المسار الخماسي الدولي الراهن يوصل إلى تحقيق هذين الهدفين. وهذا ما يفسر موقفها الأخير من طروحات فرنسا في اللقاء الخماسي الدولي من أجل لبنان.. وعليه فإنه يمكن القول بكثير من الثقة، أن مشاركة الرياض في الحراك الخماسي، هي مشاركة مشروطة بأهداف ترى الرياض أنه من دون تحقيقها لن تسهم في دعم أو تمويل أي حل في لبنان. 

..وبخصوص مشاركة مصر، فإن القاهرة كما يقر الجميع، مخلصة في سعيها لإنجاز حل للأزمة اللبنانية. فمصر ترى بمهمة إخراج لبنان من أزمته، على أنها من ضمن مهمتها الاستراتيجية الكبرى الهادقة لتحصين الأمن العربي وإعادة البيت العربي إلى وحدته وإلى تبني حيويات تخدم تأمين مصالح كل دوله العربية. 

وسواء تجاه الأزمة السورية أو الأزمة اللبنانية؛ فإن مصر تريد تحقيق الهدف العربي العام، من الحلول، ولكن هذه الإستراتيجية لا تزال هناك عقبات متعددة وبعضها أميركي، تحول دون وصولها إلى نتائج حاسمة.  

ويبقى الدور القطري، وهو الوحيد الذي له جانب عملي من جهة، والذي يوجد بشأنه تقاطع دولي واقليمي مؤيد له من جهة ثانية، والذي ينطلق من جهة ثالثة، من تجربة عملية مارسها خلال اتفاق الدوحة، وهي تجربة تشبه في بعض وجوهها الأزمة الحالية. وعليه فإنه في ظل الموقفين الأميركي والسعودي الحذرين تجاه ما يمكن فعله في لبنان بظرفه الحالي، وفي ظل التشجيع المصري للحل العربي، وفي ظل رغبة باريس بإبقاء الحل على الطاولة بغض النظر عن نسب نجاحه، يبقى الدور القطري لديه وظائف كي يقوم بها ضمن مسعى تحويل الحراك الخماسي إلى مبادرة خماسية؛ وأهم نقاط هذا الدور هو فتح الأبواب المغلقة – وهي كثيرة – سواء داخل لبنان وخارجه…

 

Exit mobile version