الهديل

خاص الهديل : ١٤ شباط ذكرى اغتيال نموذج جمهورية الطائف

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

مع إصدار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حكماً غير كامل من جهة، ولم يتم تنفيذه (الحكم غير الكامل) حتى الآن من جهة ثانية، تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد الحريري قد عادت إلى نقطة البداية قضائياً وسياسياً وأمنياً بدل أن تصبح قضية منتهية قضائياً. 

وهذه النتيجة التي خلصت إليها المحكمة الدولية تعني استدراكاً أمرين إثنين: الأول أن الحقيقة في ملف اغتيال الحريري لا تزال غير كاملة ومنقوصة العدالة؛ والثاني أنه حتى الجزء اليسير الذي كشف من هذه الجريمة، وسطرت المحكمة الدولية قراراً بشأنه، لم ينفذ بعد، وليس هناك إرادة لبنانية أو دولية لتنفيذه.

والواقع أن كل هذا المعطى الآنف لا يؤدي إلى نسيان قضية اغتيال الحريري، أو إلى طي صفحة تفاعلاتها؛ بل يؤدي إلى استنتاجات أخرى، منها أن الجريمة لا تزال من دون عقاب، وأن عملية اغتيال العصر التي حدثت في لبنان، لا تزال تداعياتها مفتوحة، حتى ولو ظهر لحين، أن رماد الجريمة التي لا تزال غير مكتشفة، لا يتلظى تحته جمر.

صحيح أن هناك قضايا اغتيال كبرى، جرى طي صفحتها؛ ولكن بالحد الأدنى، تم في هذه القضايا مراعاة إنزال العقاب بالمنفذ أو بالجزء الظاهر من هذه الجرائم؛ ولكن في جريمة اغتيال الحريري يتم – ربما عن عجز أو عن قصد – طي صفحتها فوق برميل من بارود عدم تنفيذ أية عقوبة حتى بحق منفذي الجريمة الظاهرين أو العلنيين.

والواقع أن هناك ثلاث مسلّمات لا بد من إدراكها في كل سنة يتم فيها استذكار واقعة اغتيال الحريري في ١٤ شباط من العام ٢٠٠٥.

الأولى هي أنه طالما ظلت الحقيقة باغتيال الرئيس رفيق الحريري غامضة وغير مكتشفة، أو طالما ظل هناك شعور وحتى قناعة بأن ملف هذه الجريمة تم طيه لأسباب سياسية، فإن ذلك سيعني أن هذا الاغتيال ستبقى تداعياته قائمة قضائياً وسياسياً وحتى أمنياً. 

إن الحكمة تقتضي أن يتم الكشف الكامل عن الحقيقة باغتيال الحريري، لأن ذلك يؤدي إلى تصفية البعد السياسي لهذا الملف، كما أن تنفيذ العقاب بمغتالي الحريري يؤدي إلى إنهاء البعد الأمني لهذا الملف. وعكس ذلك يعني أن البعد الأمني والبعد السياسي لاغتيال الحريري سيستمران بالحضور وبتهديد الواقع في أية لحظة مقبلة.

المسلّمة الثانية تتعلق بأن قضية اغتيال الحريري كانت بمثابة استهداف لمهمة إعادة البناء بعد الحرب الأهلية التي حملها الرئيس الحريري ونفذها بنجاح.. ومن هنا لم يعد مستغرباً، لماذا بعد سنوات من اغتياله؛ ولماذا بخاصة بعد وقت قصير من فشل المحكمة الدولية بإعلان كل الحقيقة في قضية اغتيال الحريري، حدث انهيار كل البناء الاقتصادي والسياسي الذي بنته المهمة الحريرية في سعيها لتصفية آثار دمار الحرب الأهلية…

المسلّمة الثالثة إسمها الطائف.. وهنا تجدر الإشارة إلى أن إنجازات رفيق الحريري تعتبر هي أبرز عناوين وإنجازات جمهورية الطائف، تماماً كما أن إنجازات فؤاد شهاب لا تزال تعتبر هي أبرز عناوين وإنجازات جمهورية ال٤٣. والواقع أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري أراد التصويب على ركن مهم من أركان الطائف، وتجربة ناجحة ورائدة داخل نموذج جمهورية الطائف..

قصارى القول أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أراد أن يؤشر لطريق الخراب ويحرّف لبنان عن طريق الازدهار، ووقف مسار نموذج لبنان داخل جمهورية الطائف المبدع في محيطه العربي وبعده العالمي.

Exit mobile version