خاص الهديل:
اللقاء مع الرئيس سعد الحريري يمنح الذي يقابله الثقة بأن البلد لا يزال في مكانه صامدا رغم تسونامي الكوارث التي تصيبه .. وسعد الحريري لا يعود إلى بيروت ولا البيارتة يعودون إلى سعد الحريري ؛ بل ما يحدث هو انه والبيارتة وكل اللبنانيين يلتقون على حصن بيروت التي تصبح بيوتها أوسع وارحب مع سعد الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري ..
هناك لغة بين بيروت وبين الحريري لا يفهمها الا اهل بيروت ؛ هي لغة البحر مع الموج ولغة الشاطئ مع ذهب الرمل .. لن تسكت هذه اللغة بين الحريري وبيروت ، حنى لو حدث غياب مؤقت ؛ فموج بيروت لا يهجر شواطئ بيروت.. وصوت بحر بيروت لا يسكت عن مهاتفة وجدان بيروت، والعكس صحيح..
اليوم في دارة سعد الحريري كان الود هو حديث اللقاء؛ وكانت بيروت تدخل مع كل وفد شعبي حضر للسلام على الرئيس سعد الحريري…
خلال كل اللقاءات لم تنقطع كلمة اشتقنالك ، ولم ينقطع سعد الحريري عن القول للبيارتة والقادمين اليه من الشمال وعكار والاقليم والحنوب: اشتقت إليكم.
يثق محبي سعد الحريري ان قراره بترك الشأن العام مؤقتا له مبرراته، ويثقون بأن وجوده بينهم لا يقاس بالقرب الجغرافي، بل بنبض الوجدان وبالانتماء الوثيق بالروابط التي لا تنقطع، وبالمحبة الصادقة والثقة المتبادلة ..
ان الأحداث تبرهن ان قرار الحريري بالانقطاع المؤقت عن الشأن العام، كان ملائما لموجبات يجدر التنبه لها، وهذا الانقطاع لم يكن بمعناه الوطني ابتعادا عن المسؤولية التي يجب احيانا مقاربتها بوسائل ترك الواقع يواجه المتسببين بانتهاكه وتخريبه.
.. واليوم بمناسبة عيد الحب الذي هو ايضا ذكرى شهيد لبنان، كان اللقاء مع الرئيس سعد الحريري هو بالفعل لقاء الحب والود والثقة مع الزعيم الوطني الذي لا ينسى لبنان ولن ينسى بيروت ولن ينساه اللبنانيون ولا البيارتة.