الهديل

خلف وصليبا باقيان في المجلس…تطبيقا للدستور وليس اعتصاما

عوض ان تحرك خطوة الاعتصام النيابي داخل البرلمان والمبيت فيه المياه الراكدة في الملف الرئاسي، وان يشكل هذا التطور حافزا داخليا لاظهار التهيب حيال مسلسل الانكشافات التي تمعن في تشويه صورة الطبقة السياسية اللبنانية امام المجتمع الدولي، فان شيئا من هذا لم يحصل بل ان مبارزة مكشوفة ظهرت معالمها من خلال ردة فعل سلبية ابداها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بسبب هذا الاعتصام الذي ينفذه نواب من تكتل التغييريين، اذ لم يحدد موعدا للجلسة 12 لانتخاب رئيس الجمهورية كالمعتاد نهار الخميس، انما دعا اللجان النيابية المشتركة الى الانعقاد في ذاك اليوم لدرس مشروع القانون الرامي الى تعديل بعض احكام قانون الضمان الاجتماعي لانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية. بذلك بدا بوضوح ان بري تعمد تحديد موعد جلسة اللجان في خميس الانتخابات الرئاسية كرد على التحدي الذي استشعره في اعتصام النواب المعترضين على ادارته للجلسات الانتخابية لجهة مماشاته مسار التعطيل في قطع الجلسات بعد الدورة الاولى ومسارعته الى اقفال محضرها.

النائب ملحم خلف المعتصم والنائبة نجاة صليبا في مبنى المجلس يرفض في اتصال مع “المركزية” وصف تحركهم بالاعتصام أو الاضراب ويقول: “ان بقاءنا الدائم في البرلمان هو تطبيق للمواد الدستورية 74و75و49 من الدستور باعتبار ان المجلس هيئة ناخبة وفي حال انعقاد دائم. ماذا حققنا كما يسأل البعض، نحن لم نكن نرمي لتحقيق معجزات بل لخلق حالة بدأت تكبر سواء من خلال تضامن بعض الزملاء معنا او لجهة الرفض المتنامي لخرق الدستور والذي ترجم بالعريضة النيابية الرافضة لانعقاد الجلسة التشريعية وحملت تواقيع اكثر من 46 نائبا والتي اسست لمساحة متماسكة على طريق اعادة تكوين السلطة، الاساس لبناء دولة القانون والمؤسسات التي ما كانت تعرف هذا الانحدار والانحلال لو ان من تعاقبوا على السلطة ابان العقود الثلاثة الاخيرة التزموا الدستور وعملوا على تطبيقه”.

ويتابع: “لقد ثبت للجميع في الداخل والخارج ان البلاد من دون رئيس الجمهورية لن تستقيم الامور فيها اطلاقا، وسلطاتها تتساقط الواحدة تلو الاخرى حتى بلغ الامر اخيرا القضاء للاسف وبذلك يكون سقط العدل ايضا فاين المرتجى، ما يدفعنا للتعجيل باعادة تصويب البوصلة القانونية لانقاذ الوطن”.

ويختم ردا على سؤال “نحن منذ البداية لم نرد الدخول في خصام مع الرئيس بري وحراكنا ليس موجها ضده انما نحن في مواجهة مع الجميع حتى مع انفسنا لاستعادة الحياة الديموقراطية”.

Exit mobile version