الهديل

السيّد حسن نصرالله يهدّد أميركا!!!

 

 

كتب عوني الكعكي:

هذا العنوان هو حقيقي، سمعناه من فم السيّد حسن… لكن ما زادني تأكداً ما قرأته في اليوم الثاني في عدّة صحف، أي إنّ ما قاله السيّد ليس كلاماً مركّباً بل هو كلام حقيقي.

صحيح ان العقل البشري لا يصدّق ما قاله السيّد… ولكن السيّد قال وهدّد.

فماذا يعني أن يهدّد السيّد أميركا؟ نريد أن نَسْأله: بماذا يهدّد الولايات المتحدة؟ هل يهدّدها بأنه يملك 150 ألف صاروخ أعطته إياها إيران؟ وهنا نسأله أيضاً: هل لديه مصنع للصواريخ؟ بالمقابل لو سأل السيّد عن ترسانة أميركا من الأسلحة والصواريخ العابرة للقارات والطائرات على أنواعها إضافة للصواريخ النووية فماذا يقول؟ باختصار، هل هناك مجال لمقارنة القوة العسكرية التي تملكها أميركا بالقوة العسكرية للحزب؟

نعود لنسْأل أنفسنا عن تهديد السيّد لأميركا: وكي نكون دقيقين فإنه يتهم أميركا بتجويع اللبنانيين، ونحن نريد أن نرد على هذا الموضوع، فنقول له وبكل صراحة: إنّ الذي يجوّع ويخرّب ويدمّر لبنان منذ عام 2000 وإلى يومنا هذا هو الحزب العظيم.. نقول هذا الكلام ونثبت قولنا بما يلي:

أولاً: هل يعلم السيّد ان البلد بقيَت بدون رئيس جمهورية لمدّة سنة ونصف السنة في المرّة الأولى يوم انتخاب الرئيس ميشال سليمان… ومرّة ثانية ظلّت سنتين ونصف السنة لأنّ السيد حسن كان يقول: يا «تنتخبوا ميشال عون أو لا رئيس»، و50 جلسة لمجلس النواب والنتيجة لا انتخاب… حتى أخطأ د. سمير جعجع وأبرم «اتفاق معراب» وتنازل للجنرال عن الرئاسة؟

ثانياً: هل يعلم السيّد ان كل حكومة وكي تتشكل كانت تحتاج الى سنة كاملة، بينما أيام الرئيس حافظ الأسد، كانت تشكل خلال أسبوعين أكبر حكومة وأقواها على الاطلاق؟

وهل يعلم السيّد حسن أيضاً ان تعطيل تشكيل حكومة يعني شلّ البلد وتوقف عجلة الاقتصاد… وكم يكلف هذا خزينة الدولة ويرهقها ؟

ثالثاً: من اختار ميشال عون رئيساً للبلاد؟ أليْس السيّد حسن. ولكن هل يعلم السيّد كم كان سعر صرف الدولار يوم تسلم ميشال عون الحكم؟ وكم وصل في عهده؟ وهنا نذكره أيضاً بقول ميشال عون: «إننا ذاهبون الى جهنم».. فهل يوجد رئيس جمهورية في العالم يمكن أن يقول لشعب وطنه الذي هو رئيسه، إننا ذاهبون الى جهنم؟

رابعاً: هل يعلم السيّد ان الصهر الذي كان يختار الوزارة التي يرغب بها، والذي كان يعطّل تشكيل الحكومة لمدة سنة فقط، بانتظار ما يحصّله لنفسه، قد خَسّر لبنان 65 مليار دولار هدراً في الكهرباء؟ فهل هذا صناعة أميركية؟ وهل أميركا هي المسؤولة؟..

خامساً: السيّد اختار دول الممانعة والمقاومة. حسناً فلننظر الى العراق وإلى سوريا وإلى إيران.. يا جماعة كيف هي أحوال تلك البلاد الآن، وكم بلغ سعر صرف الدولار فيها؟ مثلاً في إيران أيام الشاه كان كل 3 تومان تساوي دولاراً!

في سوريا أيام الرئيس حافظ الأسد كان الدولار يساوي 7 ليرات سورية، وهو اليوم 7000 (سبعة آلاف).

أما العراق أم الدينار فقد تدهور النقد يومياً فيها وحدّث ولا حرج.

ملاحظة: البلدان الثلاثة هي بلدان نفطية. فالسؤال: لماذا تنخفض العملة؟ السبب بسيط، لأنّ الحروب وعدم الاستقرار والشعارات الفارغة والأقوال الكاذبة حول تحرير القدس هي التي أوصلتها الى ما هي عليه، وهنا نتذكر «فيلق القدس» الذي تأسّس منذ بداية ثورة الملالي، أي منذ اليوم الأول لحكم آية الله الخميني، حين عيّـن اللواء قاسم سليماني من الحرس الثوري قائداً لذلك الفيلق، وقتل اللواء قاسم غدراً من الاميركيين حيث قتلوه بصاروخ فجرته من ميامي فتاة عمرها 20 سنة كانت تراقبه على الكومبيوتر، وعندما شاهدته أعلمت قائدها، فطلب منها أن تضغط على الزر الخاص فتوجه الصاروخ الى الموكب ودمّره وقتل اللواء سليماني ومعه أبو مهدي المهندس نائب رئيس «الحشد الشعبي» الشيعي في العراق.

سادساً: هل يعلم السيّد ان الجيش الاميركي ينتشر في جميع بلاد العالم؟ وهل يعلم ان سوريا يحتلها الجيش الاميركي ويستغل ثروتها النفطية ومحصولها من القمح وذلك منذ بداية الثورة السورية عام 2011؟ فلنا سؤال: لماذ لا يطرد الاميركيين من سوريا؟

وماذا يفعل حزبه العظيم غير قتل الشعب السوري الذي يطالب بالديموقراطية والحرية والعيش الكريم؟

هل يستأهل أن يموت عنصر واحد من الحزب من أجل بقاء بشار الأسد على كرسي الرئاسة؟

وهل الحزب الذي طرد الاسرائيليين من لبنان أصبحت وظيفته قتل أبناء الشعب السوري؟

أخيراً، أتمنى على السيّد أن يهدأ، وأن يعيد حساباته ويدرك انه خسر كثيراً بأقوال لا يستطيع أن يحقّق ولو قولاً واحداً منها.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

 

Exit mobile version