ألقى الوزير السابق محمد شقير كلمة خلال لقاء قوى الانتاج تحت شعار
“انقذوا الوطن” في مقر الاتحاد العمالي العام جاء فيها:
حضرات الزملاء والأصدقاء”،
أيها الحضور الكريم،
ها نحن نلتقي مرة جديدة، وللأسف وكما المرات السابقة الهدف إطلاق نداء إستغاثة من الوجع والألم والخوف من الإنهيار وضياع الكيان. لكن هذه المرة غير كل مرة فالوضع أخطر بكثير والضياع بات يلوح في الأفق، ضياع الهوية والكيان ولبنان.
سنوات وسنوات مرت، ولم يتغير أي شيء، ويبدو أن بعض القوى السياسية لم تتعلم ولم تتعظ من تجارب الماضي المريرة، أو أنها لا تخاف الله عزَّ وجلّ، ولا يعنيها كل ما يحصل في البلد من خراب ومآسي وعذاب، فقط ما يعنيها ويهمها الحفاظ على المكاسب السياسية وعلى الكرسي.
لن أقوم بتوصيف الوضع الذي نمر به، لأن جميع اللبنانيين متشابهين بمعاناتهم الحياتية اليومية وبمآسيهم ويعلمون جدياً كل ما يحصل تحت وطأة الحديد والنار.
السيدات والسادة
أمام ما يجري، كنا نحن مجتمع الإنتاج (أصحاب عمل وعمال) أكثر الاطراف في البلد تكاتفاً وتعاوناً خلال سنوات الأزمة، حيث إتفقنا على زيادة الأجور والتقديمات مرات عدة لتدعيم الوضع المعيشي والحياتي للعاملين في القطاع الخاص، واليوم مستعدون للإجتماع والنظر بالقيام بذلك من جديد، وحتى ولو أنه لن يشكل الحل المناسب ولن يعطي المردود المرجو منه بالمعنى الفعلي مع تسارع وتيرة الإنهيار.
في المقابل، ومع تفاقم الأمور، أحذر من أنه مهما فعلنا، ومهما قامت بعض وزارات الدولة وإداراتها أو أي جهة أخرى، من مبادرات أُحادية لإجتراح حلول، فإن كل ذلك غير مجدي ولن يكون سوى مسكنات خفيفة التأثير. لأن حالة لبنان اليوم تدهورت والمريض بلغ مرحلة الغيبوبة.
نعم البلد في غيبوبة، والخطر محدق بكل شي،
والقطاع العام بكل إداراته ومؤسساته هو باب الخطر الأكبر القادم، فإذا سقط لا سمح الله سَيُزَلزِل البلد بمن فيه.
من هنا من هذا الصرح العمالي ومن هذا اللقاء الوطني الجامع،
وأمام كل ما يجري والذي ترتجف له القلوب،
أرفع الصوت عالياً وأوجه دعوة واضحة وصريحة لكل صاحب ضمير حي في لبنان، خصوصاً لدى القوى السياسية التي في يدها الربط والحل وأيضاً لدى المسؤولين في الدولة،
للذهاب فوراً لإنتخاب رئيس للجمهورية لجميع اللبنانيين،
لتشكيل حكومة لديها كل الإمكانيات والدعم والإحتضان،
ولإتخاذ الإجراءات المطلوبة من الإصلاحات وإقرار خطة تعافي إقتصادي ومالي وإجتماعي واركز على إجتماعي لان الإنسان هو الاساس في بناء الأوطان، والإتفاق مع صندوق النقد الدولي،
الأهم الأهم مصارحة الشعب اللبناني بحقيقة الأمور، وعدم الإستمرار في الشعبوية التي لن ينتج عنها سوى التعطيل والقرارات والإجراءات الجوفاء.
نعم، أنتم مطالبون بالتخلي عن أنانيتكم ومصالحكم الضيقة،
أنتم مطالبون بمد اليد للآخر بالتسامح والتنازل والتضحية، وهذه صفات القادة الكبار وأصحاب الهامات الوطنية.
أنتم مطالبون بالقيام بمسؤولياتكم وبواجباتكم الوطنية، من أجل أطفال لبنان وشباب وشابات لبنان ومن أجل كل رجل وإمرأة لبنانية، لتوفير حياة كريمة لهم جميعاً وبناء مستقبل واعد للاجيال الطالعة والحفاظ على لبنان جوهرة الشرق.
هذا هو واقع الحال،
اللهم إني بلغت، وقلت الحقيقة كاملة،
إني أخاف على وطني وعلى مصير أبناء وطني، والساكت عن الحق والحقيقة شيطان أخرس.
سائلاً الله أن يحفظ هذا الوطن الرائع والشعب المبدع والخلاق والمحب والشجاع.
عشتم وعاش لبنان.”