الهديل

خاص الهديل: ثلاث رسائل إسرائيلية لدمشق وللعالم ولإيران وراء اعتداء كفرسوسة!!..

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

 

 

جاء الاعتداء الإسرائيلي الأخير على حي كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق في غمرة أن سورية تعيش أجواء كارثة الزلزال الذي حصد من أبنائها آلاف القتلى والجرحى؛ وعليه فإن التوقيت يشي بأن إسرائيل تصر على إفهام العالم أن قرارها بمواصلة ضرباتها لما تسميه محاولات إيران وحلفائها ترسيخ تموضعها العسكري والأمني في سورية، لن يتوقف أو يتم تجميده تحت أي ضغط أو ظرف، ولن يراعي لجهة الإستمرار بتنفيذه أي حالة أو تطور، سواء كانت هذه الحالة إنسانية أو سياسية. 

باختصار أرادت تل أبيب من هجوم كفرسوسة القول أنه لن يكون هناك إجازة إسرائيلية من مهمة استمرار ضرب تموضع الوجود الإيراني في سورية!!. 

واللافت ليس فقط وقاحة الصرف الإسرائيلي الذي تمثل بتوجيه ضربة صاروخية لحي مؤهل بالسكان المدنيين الخارجين من مأساة تعرض بلدهم لزلزال؛ بل أيضاً عدم صدور أي رد فعل عالمي يدين اعتداء تل أبيب على بلد لا يزال يعيش تداعيات كارثة الزلزال عليه؛ سيما وأن هذا الاعتداء لم يستهدف موقعاً عسكرياً، بل مبنى يقع في قلب العاصمة، ويقيم فيه مدنيون أبرياء ما أدى لقتل وجرح نحو ١٥ مدنياً.. 

ما يمكن “افتراضه” وفق أي تقدير منطقي، هو أن اعتداء إسرائيل على كفرسوسة أمس الذي جاء في توقيت لم يراع حالة تداعيات كارثة الزلزال المستمرة في سورية، سوف يؤدي إلى إحراج الولايات الأميركية المتحدة، ما “يفترض” أن يضطرها لإصدار بيان أو تعليق أو حتى مطالعة صحفية عن وزارة الخارجية أو عن البيت الأبيض لانتقاد تصرف تل أبيب في كفرسوسة، وحتى يشرح ولو بشكل غير مباشر أمراً غاية في الاهمية، وهو أن هذا العدوان الإسرائيلي الذي أضاف لضحايا الزلزال ضحايا مدنيين جدد بواسطة الصواريخ الإسرائيلية، لا يجب اعتباره مكملاً ولو غير مقصود لحصار واشنطن لسورية الذي تسبب أيضاً بموت مدنيين سوريين تعثرت عمليات إنقاذهم من تحت الأنقاض بسبب الحصار الأميركي لسورية وذلك قبل وبعد رفعه جزئياً..

..و” يفترض” أيضاً وفق أي تقدير منطقي أن تصدر واشنطن نوعاً من التعويض ولو غير المباشر لسورية، لتظهر أنها ليس فقط لا تتقصد إيذاء سورية، بل وأنها لا توافق ولا تشجع إسرائيل على إيذاء سورية وايذاء مدنيي سورية أثناء كارثة الزلزال وتداعياته.. وما يمكن أن تفعله واشنطن على هذا الصعيد هو أن تأخذ قراراً برفع إضافي من حدة تطبيقات قانون قيصر على سورية، وذلك بالقدر الذي يكفي لإظهار أن واشنطن لا توافق على المعنى اللإنساني لهجوم كفرسوسة، وأنها ليست شريكة لإسرائيل بإيذاء سورية في فترة تعرضها لتداعيات الزلزال، وليست جزءاً من إيذاء سوريا في وضعها الراهن، من خلال اصرارها على تطبيق ولو جزئي لقانون قيصر، أو من خلال السماح لحلفائها “كقسد” وكإسرائيل بممارسات تزيد من معاناة السوريين في وقت كارثتهم المرعبة. 

ويبقى هناك جانب آخر لاعتداء كفرسوسة لا يزال بحاجة لمضي بعض الوقت كي تتضح الإجابة الشافية عنه.. والمقصود هنا هو الهدف الذي سعت الصواريخ الاسرائيلية لاصطياده في كفرسوسة؟؟..

هناك ثلاثة أهداف وراء عملية كفرسوسة: 

الأول سياسي وهو إرسال رسالة للعالم بأن تل أبيب لن تلتزم بأية هدنة مهما كان الظرف ومهما كان السبب، تؤدي إلى وقف استراتيجيتها باستمرار ضرب تموضع ايران وحلفائها العسكري والأمني في سورية. 

الهدف الثاني أمني ويقال انه كان يستهدف قائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي أكرم العجوزي الذي يقيم مع عائلته في حي كفرسوسة في دمشق.. ولكن العملية فشلت نظراً لعدم وجود العجوزي في سورية في هذه الفترة..

وفي حال صحت هذه الأنباء فهذا يعني أن تل أبيب تحمل مسؤولية تحرك الجهاد الإسلامي النشط هذه الفترة في مناطق احتلال الـ٤٨ إلى إيران، وتعمل على متابعة وضرب مقار التواجد المشترك للحرس الثوري والجهاد الإسلامي في سورية.

ومرة أخرى إذا صحت أن المستهدف هو العجوزي، فهذا يعني أن تل أبيب ترسل للنظام السوري رسالة حادة تقول أنها لن تتورع عن استهداف الأحياء المدنية وحتى في ظرف معاناة الزلزال، إذا لم تقم دمشق بإنهاء التنسيق القائم فيها بين فصائل المقاومة الفلسطينية والحرس الثوري!!.. 

الهدف الثالث هو احتمال أن إسرائيل – كما تقول بعض المعلومات – وجهت ضربة كفرسوسة رداً على قيام إيران بمهاجمة ناقلتين بحريتين إسرائيليتين في بحر العرب..

 

Exit mobile version