الهديل

خاص الهديل: باسيل أمام مرآة حزب الله: أصلح نفسك!!

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

 

 

 

ربما وجد حزب الله أن أفضل طريقة للرد على حملات جبران باسيل ضده؛ هو باعتماد تقنين الرد عليه إلى أقصى درجة. 

لماذا؟ 

أولاً- لأن الحزب يعتبر أن باسيل يمر في أزمة فراغ سياسي بعد خروج عمه من قصر بعبدا.. ولذا فإن باسيل يبحث عن طريقة لتعبئة هذا الفراغ، وذلك عن طريق الحملات الإعلامية الصاخبة.. ويبدو أن باسيل اكتشف أن أكثر حملاته التي تجد صدى في البلد، هي تلك التي يوجهها ضد حزب الله. وربما قرر باسيل السير في خيار مهاجمة حزب الله كون ذلك يحقق له صدى إعلامياً كبيراً.  

ثانياً- لأن حزب الله لا يرى أن السجال مع باسيل يفيده في شيء؛ بل أن اعتماد الصمت مع كلام باسيل هو الأفضل؛ لأنه يرسم “صورة الغموض البنّاء” بعيون الجهات التي تتابع باهتمام وأيضاً بشماتة، ملف اتفاق مار مخايل وتطوراته. 

وفي هذه النقطة لا يمل حزب الله، تذكير باسيل في كل مرة يخرج فيها مهاجماً الحزب على الإعلام، بتقليد كان هناك حرص على اتباعه من الطرفين طوال مراحل اتفاق مار مخايل، ومفاده عدم المجاهرة بالخلافات عبر الإعلام، والحرص على إبقاء النقاشات بصدد حلها داخل الغرف المغلقة.. 

وأكثر ما يغيظ حارة حريك من باسيل في هذه الفترة، ليس نقده للحزب؛ فهذا الأمر سبق لباسيل أن مارسه كثيراً، بل هو تقصده أن يمارس النقد العلني والإسلامي والصاخب ضد الحزب، وكأنه بذلك يتقصد تحدي تقليد إبقاء الخلافات بين البرتقالي والأصفر في الغرف المغلقة، وهو تقليد ينسب إطلاقه للسيد حسن نصر الله. 

ثالثاً- لأن حزب الله يعتقد أن معركة باسيل الحقيقة ليست مع إعادة تقويم تجربة مار مخايل، بل مع إعادة تقويم تجربته شخصياً والتي حفلت بأخطاء قاتلة؛ أهمها استعجال باسيل المتطير وصوله لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي أضرّ بعهد عمه ودمر صورته وصورة ميشال عون. أضف الى ذلك الأنانية السياسية المفرطة التي مارسها باسيل داخل الساحة السياسية بعامة والمسيحية بخاصة؛ وداخل التيار الوطني الحر، وداخل قصر بعبدا، وحتى داخل عائلة الرئيس ميشال عون.

ويعتبر الحزب بحسب مقربين منه، أن أبرز مهمة يتوجب على باسيل إعطائها أولوية مطلقة في هذه الفترة، ليست موضوع إصلاح مار مخايل أو غيره من المواضيع؛ بل هي قيامه بممارسة عملية نقد ذاتي صارمة بينه وبين نفسه وداخل غرفة مغلقة، على أن تجري هذه العملية من المصارحة الذاتية تحت عنوان: 

جبران باسيل ابدأ بإصلاح نفسك.. باسيل أصلح نفسك!!. 

وبمقابل أن حزب الله يوصي نفسه بالاقتصاد والإيجاز بالرد على باسيل، فإنه يحاول في كل مرة يرد بها عليه، أن يذكره بثلاثة أمور: 

أ- إبداء الأسف لأن باسيل يخرق تقليد عدم نشر تباينات التيار مع الحزب على حبال الإعلام ونقض تقليد نقاش خلافاتهما في الغرف المغلقة.

ب- لفت نظر التيار البرتقالي من أوله لآخره إلى معادلة أن حزب الله لن يكون بأي حال هو البادئ برمي اتفاق مار مخايل من يده، ولكنه لن يتمسك بأي حال بهذا الاتفاق إذا رماه من يده التيار الوطني الحر…

ج- إن الحزب لن يطيل في إجاباته على باسيل..

والواقع أن ثمة أمر رابع يمارسه الحزب من دون الإعلان عنه؛ وربما هذا الأمر هو أكثر ما يقلق باسيل ويثير عصبيته.. وهذا الأمر هو نصيحة وإشارة حارة حريك لحليفها سليمان فرنجية بعدم الرد على استفزازات باسيل له.. ويفسر الأخير هذا الأمر بأنه جزء من خطة حزب الله غير المعلنة لإظهار فرنجية فوق الساحة السياسية والرئاسية في الوقت المناسب.

Exit mobile version