أتوجّه في مقالي الجديد إلى زعماء ورؤساء الدول الأوروبيّة وبريطانيا، مناشداً إياهم أن يعوا خطورة استمرارهم على هذا النهج المدمر لشعوبهم ولاقتصادات دولهم، وألا يكونوا وقوداً لحربٍ ذات أجندات خارجية ويدفع ثمنها الشعب الأوكراني وشعوب بلدانهم.
رسالة مفتوحة إلى القادة الأوروبيين.. أوقفوا الحرب رأفة بشعوبكم
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية تأخذ منحى تصاعديّاً سريع الوتيرة في الآونة الأخيرة. فقد شهد العالم يوم الثلاثاء كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية الفيدرالية الروسية، حيث اتهم الغرب باستخدام أوكرانيا واجهة لمواجهة بلاده، «بهدف تحويل الحرب من محلية إلى عالمية».
تزامن ذلك مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المفاجئة لأوكرانيا قبل محادثات أجراها مع نظيره البولندي، الرئيس أندريه دودا في وارسو، وردّه على بوتين بثبات الموقف الأميركي من أوكرانيا والتوعد بتقديم مزيد من الدعم.
كل هذا يوازيه استمرار تعنّت وتشنج المواقف الرسمية المتتالية للدّول الأوروبيّة الدّاعمة لأوكرانيا، وزيادة إمدادها بالعتاد والأسلحة العسكرية المتطوّرة، والدعم الأميركي السّياسيّ والمعنويّ واللوجستيّ.
بعد مرور عامٍ على هذه الحرب، على الدول الغربية أن تتحرّك بمنظور منطقيّ وواقعيّ للأزمة، وأن يجنحوا للسلم، عوضاً عن تسعير الحرب التي بدأت ارتداداتها تتخطى ساحة المعركة لتمتدّ إلى داخل مجتمعات الدول الأوروبية وتؤثر في راحة وأمان المواطن الأوروبي.
فبحسب تقرير لمعهد كولونيا الألماني للأبحاث الاقتصادية صدر الأسبوع الماضي، ستبلغ خسائر اقتصاد ألمانيا بسبب الحرب الأوكرانية 600 مليار يورو بنهاية عام 2023، كما سيتكبّد المواطن الألماني ما يقارب 2000 يورو، وفقاً للبيانات الأخيرة للناتج المحلّي في البلاد، هذا عدا عن ارتفاع يقارب الـ 40٪ في أسعار الطاقة. فإن بلغت كلفة الحرب هذا الحدّ بالنسبة لأقوى اقتصاد في أوروبا، فما هي نسبة المعاناة المتوقع أن تعيشها شعوب البلدان الأوروبية الأخرى؟
من هذا المنطلق، ارتأيت أن أتوجّه إلى زعماء ورؤساء الدول الأوروبيّة وبريطانيا، مناشداً إياهم أن يعوا خطورة استمرارهم على هذا النهج المدمر لشعوبهم ولاقتصادات دولهم، وألا يكونوا وقوداً لحربٍ ذات أجندات خارجية ويدفع ثمنها الشعب الأوكراني وشعوب بلدانهم.


