الهديل

خاص الهديل : عيد تأسيس دولة الكويت: النموذج الرائد في محيطه..

خاص الهديل

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

 

 

 

يعني عيد تأسيس دولة الكويت، للعرب معنى خاصاً، فالكويت كانت دائماً تمثل فكرة التقدم في ذهن النخب العربية.. 

إن أول إرهاصات فكرة العمل من قبل الفلسطينيين لتحرير فلسطين، ولدت في مناخ الكويت المشبع منذ وقت مبكر، بتفاعل مناخات ثقافية وسياسية تمثل تطلعات الوطن العربي. 

..وحينما كانت الدول والمجتمعات تعيش خلف قضبان ما قبل ثورة الاتصالات والتواصل، كانت مجلة العربي الكويتية هي بساط ريح المعرفة العربية الذي يحمل للقارئ العربي أفكاراً وتطورات تولد للتو في مناطق ودول ومدن بعيدة.. مجلة العربي كانت كويت المعرفة العربية، وذلك في لحظة كان فيها معظم الإعلام العربي في أزمة تواصل، وأزمة قدرة على الاتصال..

ومنذ وقت مبكر من القرن الماضي، قدمت الكويت للعرب نموذجاً عن الصحافة التي تكتب وتواكب وتشجع وتنتقد من أجل البناء في فضاء الحرية، وليس التخريب في فضاء الفوضى..

وفيما كان الإعلام الكويتي لفترة غير قصيرة هو إعلام العرب في الكويت وفي العالم؛ فإن زهور الديموقراطية في الكويت تفتحت باكراً قياساً برزنامة دخول شقيقاتها العرب تجارب الإنتخابات والحياة السياسية الديموقراطية.

لقد قدمت الكويت نموذجها للديموقراطية للوطن العربي وفي الوطن العربي، مبكراً، وفي إطارها برهنت الكويت أنها “دولة رائدة لوطن، وأنها وطن منفتح يحتضن تجربة دولة رائدة”. 

وحينما اعتدى نظام صدام حسين الفاشي على الكويت، فإن ذلك لم يصب فقط الكويت بمعنى المرارة، بل كل معنى الكويت النموذجي والثمين داخل العالم العربي أصيب بانكسار كبير… ولأن الكويت بنموذجها في الثقافة والسياسة والانفتاح كانت متينة الوجود، فإن كل اسلحة صدام حسين فشلت في إحراق حرف واحد من اسم الكويت التي ظلت قوية وخرجت مع العرب من كابوس الهجمة الهمجية أشد عوداً…

وفي لبنان يتم النظر إلى الكويت على أنها الشقيق له في تجربة الوطن الصغير في مساحته، ولكنه الكبير في دوره ونموذجه داخل محيطه وداخل الفضاء العالمي. 

..ومثلما أن لبنان قبل أن تغزوه المصائب الممولة والمسلحة بالاستقواء والكراهية، كان نموذجاً للبلد الرائد بازدهاره التعليمي والطبي والمصرفي والديموقراطي في محيطه؛ فإن الكويت كان ولازال يعتبر البلد النموذج في تجربته التنموية والديموقراطية والثقافية في محيطه… وكلاهما لبنان والكويت تعرضا لجور قوى غاشمة؛ ولكن كما انتصر نموذج الكويت الرائد على الصدامية العسكرية الغاشمة؛ فإن نموذج لبنان سيعود بعد أن ينتصر على فاشية التدخلات والفساد الغاشم. 

والواقع أنه في داخل عيد تأسيس دولة الكويت، هناك عيد نموذج دولة الكويت الذي سطع طوال عقود تلت إعلان تأسيسها؛ وهو نموذج قال ولا يزال يقول للعالم ثلاثة أمور أساسية غاية في الأهمية:

الأمر الأول أن ثروة الكويت الحقيقية ليست في باطن أرضه أو تحت أرضه رغم ثرائها، بل فوق أرضه وفي انسانها الذي حمل لمحيطه مشروع الثقافة والتفاعل البناء وحمل للعالم مشروع التأخي الانساني. 

الأمر الثاني هو نموذج أسرة آل الصباح في الكويت وهم شيوخ قادوا بالحكمة والتبصر والاعتدال والانفتاح سفينة الكويت الراسية في ميناء اللؤلؤ المادي والمعنوي.. إن أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اللذين كأسلافهما يحملان في قلبيهما حب الكويت ويحملان في عقليهما حلم الكويت. 

الأمر الثالث الذي يقوله نموذج الكويت هو أن الدول الرائدة والمبدعة والمنقادة من قيادة رشيدة، تتعدى بدورها الإيجابي الإقليمي والعالمي حجمها الجغرافي، لتصبح دولة بمقدار حجمها الثقافي والإنساني والسياسي الكبير.

Exit mobile version