الهديل

خاص الهديل: الاسرائيليون يحاصرون سارة “ملكة اسرائيل”: لعبة إطفاء أضواء نتنياهو!!

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

 

حاصر المتظاهرون الاسرائيليون أمس سارة نتنياهو زوجة رئيس الحكومة الذي يطلق عليه أنصاره “ملك اسرائيل”.

وتتصرف سارة في إسرائيل على انها ملكة إلى جانب زوجها الملك؛ ويقال انه خلال ولايات نتياهو الحكومية الكثيرة، وحينما كان زوجها “سوبر رئيس حكومة” وحتى الآن، كانت ولا تزال سارة تؤدي دور رئيس حكومة الظل ولو الخافت؛ وكان الوزراء يعقدون في مطبخ منزلها جلسات تشاور للتفاهم بحضورها و”بنفسها” على تمرير قرارات داخل جلسات الحكومة الرسمية..

وفي حال فقد أي وزير أو أي قيادي في الليكود، ثقة سارة به؛ فإن نتنياهو يعاقبه بإهماله أو بإقصائه؛ حيث لا يمكن لنتنياهو أن يغطي بنفوذه الكبير أية شخصية لا تحظى برضا سارة عنها.

يقال أن كل قصة نفتالي بينيت مع وصوله لرئاسة الحكومة بدأت بضربة حظ صادفته؛ وقوامه أن سارة غضبت فجأة عليه.. فبينيت كان عضواً في الليكود ومقرباً من نتنياهو؛ وكان من بين شخصيات الليكود المداومين على الحضور لمنزل نتنياهو، ومن عداد المقربين منه الذين يتناولون فطائر السبت في مطبخ منزل سارة. ولكن بينيت واجه غضب سارة عليه ولم يستطيع نتنياهو إقناعها بالتخلي عن كراهيتها الشديدة له، وكي ينهي “بيبي” (وهو اسم الدلع لنتنياهو) هذه الدوامة التي باتت تسبب له صداعاً منزلياً؛ طلب من بينيت الاستقالة من الليكود وتأسيس حزب صغير يدعمه سراً نتنياهو ويكون منصة لترشح بينيت بإسمه على انتخابات الكنيست. وهذا ما حصل فعلاً، ولكن بينيت بعد تشكيله حزبه قرر عدم العودة إلى سجن سارة وبيبي؛ واتفق مع لابيد على إنشاء جبهة ضد نتنياهو.. والصدمة التي أصابت “بيبي” لم تكن فقط ان بينيت نجح في الانتخابات، وأنه استقل بحزبه عن نتنياهو والليكود، وتحالف مع خصمه لابيد، بل أيضاً أصبح رئيس حكومة بالتناوب مع لابيد .. 

إن لعنة غضب سارة كما يسمونها في الليكود أفادت بينيت؛ علماً أن شخصيات كثيرة دمرتهم لعنة سارة وأشعلت النيران في مستقبلهم.. ولكن اللافت ان بينيت قرر فجأة بعد انتهاء فترة ولايته كرئيس للحكومة العزوف عن العمل السياسي؛ الأمر الذي أثار سؤالاً عن السبب الذي دعاه للعزوف: هل هو لعنة غضب سارة التي تعرف كيف تنتقم من خصومها ولو بعد حين؟؟؟..

بكل الأحوال لم تكن من قبيل الصدفة أن يحاصر الغاضبون من نتنياهو أمس ومن حكومته، زوجته سارة وذلك داخل محل / صالون فخم لتسريح الشعر في تل ابيب.. وكان مشهد حصارها الذي استمر لساعات موحياً ومقصوداً وذلك من عدة زوايا: 

الزاوية الأبرز تمثلت بمدى عامل الإثارة الاعلامي الذي واكب عملية حصار سارة، وواكب من ثم كيفية استنجاد الدولة بنحو ألف شرطي وبفرقة كاملة من الخيالة الذين امتطوا الأحصنة المؤصلة وهم يرافقون سارة من صالون “الكوافير” حيث كانت محاصرة، الى منزلها حيث كان محاصراً أيضاً بالمتظاهرين..

وداخل مشهد تحريرها وفك حصارها؛ حرص موكب سارة المحاط بخيالة ارتدوا كل الأبهة، على اظهارها وكأنها ملكة تعود لقصرها وليست زوجة رئيس حكومة محاصر تعود لمنزلها المحاصر أيضاً.. 

 

.. وأكثر من ذلك، فلقد ظهر أنه بمقابل هدف معارضية باستغلال حصار زوجته كي يتم بواسطته “إطفاء أضواء نتنياهو”؛ قرر الاخير إضاءة اضواء مجده كملك لاسرائيل من خلال تصميم موكب عودة سارة على هذا النحو الفخم والمحاط بمهابة الاحصنة التي كانت عبر التاريخ ترافق الملكات والملوك في تنقلاتهم…

السؤال هل كانت عملية حمايتها وهي تعود الى منزلها بحاجة لجيش من الخيالة، أم أن هذا السيناريو مقصود، وتم إعداده لتظهير مشهد خروجها من الحصار على نحو يعويضها معنوياً، ويسبغ صورة عليها تفيد بأن من يخترق صفوف الغاضبين، هي الملكة سارة وليست مجرد زوجة رئيس الحكومة في “بلد ديموقراطي”(؟؟). 

لقد استمر حصار سارة داخل محل تسريح الشعر “طوال فترة سهرة ليلة أمس”؛ وشكل حصارها الحدث الأساسي والوحيد لمحطات التلفزة الاسرائيلية التي انتهزت هذه الواقعة لتفتح بإسهاب وبالتعليق والتحليل ملف نقاش قصة سارة داخل حكومات نتنياهو، وداخل حياة نتنياهو السياسية .. 

والواقع ان سارة تمتاز من بين كل زوجات رؤساء حكومات اسرائيل بأنها أقوى زوجة لأقوى رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل؛ كون نتنياهو سبق بن غوريون “مؤسس الدولة” في عدد المرات التي نال بها منصب رئيس الحكومة؛ ولذلك استحق وحده لقب ملك اسرائيل؛ وهو لقب لا يخلع الا على الشخصية التي تصل لرئاسة الحكومة اكثر من أربع مرات. أضف الى ذلك ان سارة ليست امرأة وزوجة من دون مهمات سياسية، أو من دون رأي في حياة نتنياهو السياسية؛ فهي تتدخل تقريباً بكل ما يفعله زوجها، ولديها وزن وثقل وحساب عند كل الشخصيات التي تتعامل داخل الليكود مع نتنياهو ..

..يضاف لما تقدم بأن الشرطة الاسرائيلية استدعتها للتحقيق معها بملفات فساد زوجها؛ ويشيع داخل إسرائيل ان سارة و”بيبي” شريكان بتهم الفساد التي لا تزال عالقة أمام المحاكم الاسرائيلية ..

والواقع ان سارة قد تكون في مرحلة مقبلة هي خليفة نتنياهو السياسية؛ وهذا توقع لا يزال حالياً بعيداً عن التداول، وهو غير مطروح، ليس لأنه غير موجود، بل كون حضور “بيبي” السياسي طاغ وساطع وليس هناك خارجه أية مساحة ضوء ليقف عليها شخص آخر غيره.

..وحالياً تشبه سارة من دون اعلان عن ذلك، شقيقة رئيس كوريا الشمالية المرأة الحديدية، مع فارق ان نتنياهو لا يشبه رئيس كوريا الشمالية.. وهي أيضاً لجهة مستقبلها قد تصبح، لو صادفتها احداث غير عادية، غولدا مائير الليكود التي وصلت لمنصب وزير في حكومة بن غوريون ومن ثم خلفته لتصبح رئيسة حكومة. وكان بن غوريون يصف غولدا مائير بالقول: ان مائير هي الرجل الوحيد في حكومتي!!.. وحالياً ان سارة هي وزير الظل الحديدي في مطبخ منزل بيبي!!..

Exit mobile version