ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري، بتصريحات الباحث الهولندي (فرانك هوغربيتس)، الذي تنبأ بوقوع الزلزال قبل أيام من وقوعه، وقد حذر الباحث الهولندي بعد أن صدق تنبؤه من عدة زلازل سوف تضرب المنطقة، لكن بعد الهجوم الكبير الذي لاقاه على مواقع التواصل من قبل الجمهور، ومطالبته من قبل علماء الجيولوجيا حول العالم بإثبات اعتماده على أبحاث علمية في توقعاته وليس على الخرافات، قام بالاعتراف أنه اعتمد على أبحاث ونظرية الدكتور صالح محمد عوض، عالم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة بغداد، حيث كان الدكتور عوض قد كتب تلك النظرية، وقدّم أبحاثها، ونشرها عام 2021، لكن للأسف لم يهتم بها أحد، إلى أن طبّقها الباحث الهولندي (هوغربيتس)، وتنبأ من خلالها بالزلزال الضخم الذي الحدث بتاريخ 6/2/2023، وضرب تركيا وسورية، حيث أكد الدكتور عوض في أول تصريح له، أنه بعد أن اعتراف الباحث الهولندي باعتماده على نظريته، بدأ العالم ينتبه إلى أبحاثه، وأخذت الرسائل تصله من كل حدب وصوب.
ويشرح الدكتور صالح محمد عوض نظريته الجديدة قائلاً:
تخضع الأرض إلى قوى جذبية من جميع الكواكب المحيطة بها، وتعتمد تلك القوى على حجم الكواكب وبعدها عن الأرض، وبما أن الوضع الكوكبي متغير بصورة لحظية، أي كل ثانية أو جزء من الثانية، فإن الأرض تخضع إلى قوى جذبية مختلفة في كل لحظة، وهو ما يسبب تسارع أو تباطؤ لحظي بسيط في سرعة دوران الأرض، وتلك التسارعات أو التباطؤات في القوى الدوارنية للأرض، هي التي تحفز الصفائح على الانزلاق، وما يسبب الزلازل.
فعندما لا تشكل الكواكب إجهاداً على القشرة الأرضية، تكون الأرض في الحالة الطبيعية مستقرة، فالأرض جسم بسيط ممسوك بالقوة الجاذبية من قبل الكواكب الأخرى، لكن عندما ترتصف الكواكب أو تقترب من الأرض، يزداد الجهد الجذبي في منطقة معينة على الأرض، وهو ما قصدت فيه (إمساك الأرض) والتقليل من حركتها الدورانية حول نفسها أو حركتها حول الشمس، وهذا الإمساك يحفّز الصفائح على الانزلاق وبالتالي حدوث الزلازل..
والقشرة الأرضية مقسّمة إلى مجموعة من الصفائح التكتونية، منها الكبيرة والثقيلة، ومنها الصغيرة التي تتأثر بسرعة بإجهادات الجاذبية الخارجية.. وما حصل بتاريخ 2023/2/6 هو وجود القمر بالاقتران مع الأرض والشمس، وبمساندة كوكب المشتري العملاق، حيث أصبح هناك اجهاد كبير على الأرض، وهو ما سبب تخلف بسيط في سرعة دوران الأرض، وأدى إلى حركة الألواح الضعيفة، وسبب الزلزال الكبير في تركيا والشمال السوري، ومنذ ذلك اليوم بدأ القمر بالخروج من وضعه الحرج، وأعادت الأرض توازنها، وأخذت الأمور بالهدوء أكثر.
لكن يوما 27 و 2/28 يكون القمر بين الأرض والمريخ، وهو ما يسبب إجهاد على الصفائح الأرضية، ونحن في هذه المواقع الكوكبية نبدأ الحسابات، فنجد أن زيادة الجهد على الصفائح قد يتسبب بانزلاقها، وما يتأثر في هذه الأيام هي الصفائح الصغيرة القريبة من اليابان والفلبين وإندونيسيا، وقد سجلت أحداث زلزالية وصلت إلى 6 درجات أو أكثر، بالإضافة إلى الصفائح في منطقتنا.
(يذكر أن الدكتور عوض أدلى بتصريحه قبل تسعة أيام، أي بتاريخ 2/19، وقد حدث زلزال بالفعل بقوة 5.6 درجات على مقياس ريختر، بتاريخ 2/27 ضرب ولاية ملاطية جنوب شرق تركيا، وأدى إلى وفاة شخص واحد وإصابة 69 آخرين وانهيار عدد من المباني).
ويؤكد الدكتور عوض أن الحسابات التي يجريها تعطي قيم الإجهاد، ولا تعطي تنبؤات بحدوث الزلزال، لكن من خلال قيم الإجهاد يمكننا توقع حدوث الزلزال من عدمه.
ويضيف: النظرية القديمة (تكتونية الصفيح) التي يعتمد عليها العالم إلى الآن، هي نظرية غير مبرهنة، ولم يتم إثباتها بقانون أو معادلة أو تجريب، إنما هي مجرد توقع لما يحدث داخل الأرض، خلافاً لكل نظريات العالم، وهذه النظرية تعزو حصول الزلزال إلى حركة الصفائح الأرضية التي تتحرك بسبب تيارات الحمل العملاقة الموجودة في (جبّة الأرض)، حيث أن الأرض تتكون من ثلاثة أغلفة، العلوي منها هو (قشرة الأرض)، ثم تأتي (جبّة الأرض)، وتحتها يوجد مركز الأرض، ويسمى (لب الأرض).
أما (جبة الأرض) فتتكون من مادة لدنة بدرجات حرارة شديدة جداً، وكلما هبطنا إلى الأسفل تزداد الحرارة، وبالتالي يعتقد العلماء أن هنالك تيارات حمل عملاقة فيها، أي أن المادة اللدنة تسخن في الأعماق وتصعد إلى الأعلى بشكل تيارات دائرية، وتلك التيارات إما أن تتلاقى أو تتباعد، فإذا تلاقت التيارات فإنها تحمل الصفائح لتتصادم، وإذا تباعدت التيارات فإنها تجعل الصفائح تتباعد، والمشكلة في تلك النظرية أن التيارات المادة اللدنة في حالة حركة دائمة منذ تكون الأرض، ويعزون الزلازل إليها، فلماذا لا تبقى الزلازل مستمرة على طول الزمن وعلى جميع الصفائح، حيث أن الزلازل تحدث في أوضاع معينة فقط وتستقر الأرض في أوضاع أخرى؟!.. هذا السؤال لا يستطيع أي باحث أو عالم الإجابة عليه وفق النظرية القديمة، التي لا تستطيع توقع حدوث الزلازل.
ويتابع قائلاً: أما من خلال النظرية الجديدة التي أطرحها فأؤكد أن الزلازل تحدث بتأثير قوة خارجية وليست قوة داخلية وهو مبرهن في أبحاثي، وبإمكان نظريتي الجديدة وضع احتمالات مرتفعة، والتنبؤ بوقوع الزلازل، وخلال الأبحاث التي قدمتها درست زلزالية الصفيحة العربية منذ عام 1900 إلى عام 2015، وحللت ملايين الزلازل، كما أحصيت 1073 زلزال حدث في شهر تشرين الأول عام 2021، وأخذت أكبر 20 حدث زلزالي ضرب الأرض منها، وقارنت كل زلزال عملاق مع تموضع الكواكب، فوجدت ارتباطاً وثيقاً بين ارتصاف الكواكب، وحدوث الزلازل، وهي أحداث عشوائية تشبه حركة الكواكب تماماً.
وفي الختام نذكر أن الدكتور عوض، توقع في آخر تصريحاته، وقوع زلزال يوم 8 آذار المقبل، في منطقة الصفيحة الأناضولية الضعيفة والخطرة، والتي شهدت زلزال تركيا المدمر، حيث أن “وضع القمر يوم 8 آذار المقبل، سيكون نفس وضعه في 6 شباط، ولكن الزلزال المقبل سيكون أقل قوة، بسبب بعد كواكب الزهرة والمشتري والمريخ”.