ألقى وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس الحاج حسن كلمة، في حفل إطلاق سجل المزارعين، في قصر الاونيسكو برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال فيها:
“في هذا الزمن الصعب وفي ظل أزمة عالمية اقتصادية واستمرار تهديد الامن الغذائي كان لابد للقطاع الزراعي اللبناني من خطط تعتمد لتغيير نمطية السلوك باتجاه انتاجية قادرة على تثبيت المزارع اولا وتحقيق تحسين الانتاج وتصريفه ثانيا ووصول المنتج باسعار مقبولة للمستهلك”.
أضاف: “واقع الزراعة ياسادة لم يعد خافيا على احد، في الامس القريب كان في اخر سلم اهتمامات الحكومات المتعاقبة يوم كنا نعيش بحبوحة ونعتمد على اقتصاد ريعي أبعدنا عن الانتاجية. اليوم تغيرت الامور بل انقلبت رأسا على عقب. منذ سنة ونصف السنة وضعنا خطة طوارئ للعمل الزراعي معتمدين على خطة استراتيجة كانت وضعت في الوزارة بمساعدة منظمة الفاو، من ضمنها هذا السجل الدي نحتفل باطلاقه لنبدأ مرحلة إدخال القطاع الزراعي في عصر الرقمنة”.
وتابع: “بدأ العمل على سجل المزارعين عملياً في شهر آذار ٢٠٢١ ، انطلقت مع هذا التاريخ مئات الجلسات والاجتماعات مع جيش من المعنيين والفنيين من اصحاب الاختصاص. هذا السجل يأتي ضمن مشروع ممول من الاتحاد الاوروبي، ويستهدف تسجيل كل من يمارس عملا زراعيا، يستهدف في اول مرحلة ٥٠ الف مزارع على مساحة كل لبنان. لهذه الغاية تم تجهيز كل المراكز الزراعيه وعددها ٤٠ مركزا بطاقة شمسية وانترنت وطابعات لاصدار بطاقات تحمل رقما وطنيا لكل مزارع، لتكون عمليات التسجيل سهلة وانسيابية. كما تم تدريب جميع الموظفين الذين يدخلون في هذا المشروع”..
واكد ان “اهمية كبرى يحملها هذا السجل من خلال البرنامج الإلكتروني الذي يلحظ آلية تحدد موقع المزرعة او قطعة الارض ومساحتها ونوع الغطاء النباتي، وتحديد كل هذه المعطيات يرتكز على خرائط عقارية واخرى جوية”.
واعلن ان “عمليات التسجيل سوف تستمر بالتعاون مع كافة الشركاء الوطنيين من وزارات وبلديات هيئات اختياريه واحزاب ونقابات وفعاليات”. وقال: “التسجيل سيقدم لنا معرفة دقيقة لكل تفاصيل القطاع الزراعي والمساحات المزروعة ونوعية المزروعات، وبالتالي قدرتنا علي تحديد كميات الانتاج وكذلك امكانية استباق اي موسم والتحضير له تسويقا في الخارج او استيرادا لما نحتاج والمواءمة بين الحاجات بالامكانات. كما سيؤمن هذا السجل امكانية التواصل مع المزارعين بطريقة مباشرة وسريعة ارشاديا او غير ارشادي وتقديم المعونات والمساعدات والدعم الذي يستهدفهم”.
اضاف: “هذه المعطيات والمعلومات التي يؤمنها السجل هي حصرا في وزارة الزراعة ولوزارة الزراعة. هذا المشروع كان حلماً بدأ عام ٢٠١٠ واستمر على مدى سنوات ليصل اليوم إلى ولادته وإطلاقه، يشاركنا فيه الاتحاد الاوروبي والفاو wfp . فشكرا لكم جميعا على هذا الجهد الجبار الذي قدمتموه”.
وتابع: “نتطلع إلى شراكة في عمليات التسجيل وكثافة واقبال علي التسجيل، من هنا ادعو اهلي في كل لبنان من اعالي كسروان إلى المتنين وعكار موطن القلوب الطيبة، والجنوب ساحة الصمود، والبقاع حاضنة الوطن الاولى، وبعلبك قلعة زراعته الحصينة، أدعوكم جميعا الى التسجيل الفوري ابتداء من يوم غد. كما أدعو البلديات والجمعيات والنقابات للعب دورها المساعد في هذا الملف وللأحزاب والقوى الضاعطة ولكل مؤثر في هذا المجتمع ان نتعاون في سبيل تسريع عمليات التسجيل لما له من فائدة تعم القطاع بكل تفرعاته”.
وقال: “نحن شركاء في صناعة الغد في صوغ صورة جديدة عنوانها الانتاج لتثبيت المواطن في ارضه، ولأننا نؤمن ان لبنان محوري في دوره في هذا الشرق، نؤمن أن واجبنا أن نحمي أمننا الغذائي ليكون صلباً متماسكاً لتحقيق ذلك. سنزرع قمحنا لنأكل كما سنزرع ونوسع مساحتنا المزروعة لنؤمن احتياجتنا المرحلية والمستقبلية.”
وتابع: ” العالم يتغير، عنوان واحد يتصدر اهتمامات الحكومات “تحقيق الامن الغذائي”. ونحن ايضا عنواننا جامع واحد “الامن الغذائي” كأولوية، وسلامة الغذاء كهدف، وفتح الاسواق امام منتجاتنا في تبادلية تؤسس لعلاقات طبيعية مع كل دول العالم. ونؤكد ان لنا عدوا واحدا هو اسرائيل لانها مغتصبة للأرض والحقوق اما باقي المنطقة والعالم فهي إما شقيقة او صديقة”.
وقال: “من بيروت ندعو الى شراكة عربية نحو أمن زراعي عربي، ومن بوابة الامن الغذائي ندعو لتقارب وتكامل عربي علنا ننجز في الزراعة ما عجزنا عن تحقيقه في السياسة”.
اضاف: “يقول السيد المسيح “بعض البذور وضعت في قلب الحقل على الارض الجيدة الصالحة للزراعة هذه البذور انبتت واعطت ثمارا جيدة”. ويقول الله في محكم كتابه “ينبت لكم الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون”.
وتابع: “هي دعوة السماء لنزرع وتخضر الارض، ايها الحفل الكريم من قصر الاونيسكو وباسم كل مزارع لبناني وباسم موظفي وزارة الزراعه وباسم دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وباسمي أعلن اطلاق عمليات التسجيل على مساحة هذا الوطن في السجل الزراعي. .زراعتنا املنا بوطننا. عشتم، عاش القطاع الزراعي الجامع لشملنا عاش لبنان”.