الهديل

زيارة إنسانية لا علاقة لها بالسياسة… لا أكثر ولا أقل

 

 

كتب عوني الكعكي:

الزيارة التي قام بها وفد من البرلمانيين العرب الى سوريا فسّرها النظام بأنها تراجع كبير أمام «عظمة» النظام وأهميته وقوّته..

فعلاً إذا كان هذا تفكير قائد النظام السوري بشار الأسد فهذا يعني انه يعيش في الأوهام.

الصورة التي ظهر فيها قائد النظام… وكيف تعامل مع الكارثة الكبرى التي ضربت شمال سوريا وهدّمت مدناً بكاملها تظهر لامبالاته… والمصيبة ان قائد النظام كان يضحك وهو يقوم بزيارة للمناطق المهدّمة. والأنكى انه وجد الوقت الكافي كي يأخذ «صوَر سلفي» مع الحراس الذين كانوا يرافقونه.

بالمقابل، صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يبكي عندما تفقّد المناطق المنكوبة بالزلزال توحي بما يشعر به.. هاتان الصورتان تفضحان كيف تعاطى قائد النظام السوري وتأثر الرئيس التركي… إنهما تدلان على ان قائد النظام السوري يعيش في عالم أحلام وأوهام، وأنه يريد أن يستغل هذه الكارثة لمآربه الخاصة.

كذلك فإنّ الذي يقتل مليونا ونصف المليون من مواطنيه، لا يمكن أن يصدّقه أحد، وبأنه فعلاً متأثر بما حدث جراء الكارثة والهزات الطبيعية التي لم تشهدها تركيا ولا سوريا في تاريخهما.

وبالعودة الى الوفد العربي الذي زار سوريا، فالجميع يؤكد ان هذه الزيارة هي زيارة إنسانية بكل ما في الكلمة من معنى، وليس لها أي علاقة بالسياسة.

لذلك مهما حاول النظام السوري أن يحوّر هذه الزيارة فإنّ الحقيقة هي في مكان آخر.

صحيح ان دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد أرسلت وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد ليزور سوريا، وهي محاولة الحد الأدنى من محاولات «استرجاع سوريا».. ولكن يبقى السؤال: هل تريد سوريا أو النظام السوري أن يتخلى عن ارتباطه بالنظام الايراني؟ كذلك هل توجد إرادة عند النظام السوري لقطع علاقاته بالنظام الايراني؟

كل ما حدث ليس في مصلحة سوريا… هذا الموضوع هو الموضوع الأساس، إذ لا يمكن للعرب أن يدعموا النظام السوري الذي يبقى همّه الوحيد تنفيذ مصالح إيران، وهذا هو الموضوع الحقيقي.

في النهاية، أقول لجميع الذين يراهنون أنّ العرب سوف يعيدون النظر بالعلاقات مع النظام السوري. إنّ المشكلة ليست عند العرب بل المشكلة هي عند النظام السوري.

اما بالنسبة للمملكة العربية السعودية والاتصال الذي أجراه وزير خارجيتها، فإنّ السؤال نفسه يبقى… هل سيظل النظام السوري داعماً للنظام الايراني، وبالتالي للحوثيين الذين يشكلون خطراً على المملكة؟ الجواب معروف سلفاً.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version