اليوم 24 ساعة، وبعض الناس يشعرون أنها لا تكفي لكل ما يريد فعله، يعلق ورقة على حائط المطبخ بمهماته اليومية، ولا يرضى إلا أن ينجزها كلها مهما كلفه الأمر من شعور بالتعب والإجهاد. تمر الأيام بشكل روتيني في البحث فقط عما لم يفعله، ولا يكافئ نفسه أبدًا لما بذل من جهد أو أنجز من مهمات. إذا كنت واحدًا من هؤلاء، فأنت في حاجة إلى التقاط أنفاسك والتوقف
يتحول غالبية الباحثين عن الكمال إلى مرضى أو ضحايا صراعات نفسية مؤلمة حول مدى استحقاقهم العيش من دون إنجازات واضحة، فيصابون بالإرهاق المستمر ويحمّلون أجسادهم فوق طاقاتها، كي يثبتوا أن بإمكانهم فعل أي شيء.
في مقال للكاتب الأميركي بول توماس، صاحب كتاب “عشرة أشياء يمكنك القيام بها لتعيش حياة سعيدة وناجحة”، عن أفضل الطرق للتعامل بفاعلية مع وجود الكثير لفعله، يقول “على الأرجح، هناك كثير من الأشياء التي تعتقد أنه عليك القيام بها، سواء كانت أمورًا تخصك أو لعملك أو تجاه أسرتك وأطفالك، وقد تكون التكنولوجيا، وما تراه عبرها من إنجازات الآخرين، سببًا لأن يكون شعورك أسوأ”.
وحدَّد بول مجموعة من الطرق للتعامل بفاعلية مع كل ما تعتقد أنه مهمات تجري وراءك لتنفيذها على مدار اليوم. وأهم تلك الطرق تحديد الأولويات، والابتعاد عن كلمة “يجب”، وعدم البحث عن الكمال، وأخيرا التدرّب على التخلي، وترك الأشياء تمر من دون أن تبكي عليها.
7 طرق للوصول إلى حياة بلا ضغوط
يقول البروفيسور ليو إف ستيلرز، في مقال نشره موقع “سيكولوجي توداي” (Psychology Today)، إن “الضغط المستمر على أنفسنا لبذل مزيد من الجهد يؤدي إلى إدمان العمل، بكل ما تحمله الكلمة من دلالات سلبية، كما أن ذلك الضغط المستمر لتحقيق كل شيء يعني أن هناك حياة خارجة عن السيطرة”. ويطرح ستيلرز، الذي يحمل دكتوراه في تطوير الذات، بعض الحلول كي تعود حياتك إلى الوضع الصحيح:
أولاً: التخطيط لكيفية إجراء تغيير حقيقي
يقول بنجامين فرانكلين “إذا كنت تطمح إلى إجراء تغييرات كبيرة في حياتك، عليك أولا التخطيط لكيفية تحقيق ما تطمح إليه، والمعرفة المسبقة بما قد تجده في طريقك، وتهيأ لتقبّل الاحتمالات من دون لوم نفسك”.
ثانيا: الصبر
إذا كنت بالفعل تعيش حياة غير متوازنة، لا تتوقع السيطرة على الأمور والعودة إلى مسار أفضل بشكل سريع، فتلك الحياة أصبحت عادة مألوفة بالنسبة إليك، وكسر العادة يحتاج إلى الكثير من المحاولات والتكرار، فلا تجعل انتكاسة بسيطة تردّك إلى مسارك الخاطئ. كن لطيفا مع نفسك ولا تنتقدها.
ثالثا: الشعور بالقلق أو الذنب
توقف عن فعل ذلك بنفسك، فهو لا يؤدي إلا إلى تقوية صراعك الداخلي. وتعامل مع الانتكاسات بشكل طبيعي، فهي متأصّلة دوما في أي عملية تغيير، حتى لو كان التغيير لا يعدو سوى حمية غذائية لفقدان الوزن.
رابعا: استخدم الحكمة في العمل كإستراتيجية أفضل
كثير من مدمني العمل عازمون على إنجاز الكثير من الأشياء، ويؤمنون بأن الكم أهم من الكيف، والكثرة تغلب الكفاءة. لذا، عليك تحطيم تلك الأفكار والنظر إلى جدوى ما تنجزه وليس حجمه، ذلك أجدى لك وللعمل.
خامسا: كن عونًا للآخرين واجعلهم عونًا لك
لا تخجل من طلب المساعدة في ما يُثقل كاهلك. وإذا كنت تعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يفعل شيئًا أفضل منك، فهذا يعني أنك تحتاج إلى أن تفهم أن الآخرين لديهم قدرات أخرى، وعليك أن تعدّل معاييرك أنت تجاهها، لا أن تتحمّل كل الأعباء وحدك.
سادسا: قل “لا”
إذا كنت تخاف عدم الموافقة على طلبات الآخرين، فكن أكثر انفتاحا على قول “لا”، أو على الأقل “ليس الآن”. لن يكلفك هذا القول شيئًا، ولن تخسر علاقاتك بسببه. وإن خسرتها، فهي لم تكن لك أو معك من الأساس
سابعا: حدّد أولوياتك.. وتذكّر أن عائلتك أولا
ربما أنت لا تعرف أن أسرتك في المقام الأول، وأن أي ترتيب لا يضعهم في هذه المكانة إذا كنت متزوجًا ولديك أطفال، فهو محض أنانية. هم يستحقون التضحية من أجلهم بلا شك. لكن مع هذا، تذكر أن الحرمان الدائم لنفسك من أجل الآخرين له تداعيات سلبية ليس فقط على احترامك لذاتك، لكن أيضًا على حبك واحترامك لمن حولك