الهديل

شهران تبددا بإضراب الأساتذة: العودة للتعليم بأمعاء خاوية

في انتظار القرار الذي سيصدر عن رابطة التعليم الثانوي، يبدو أن العودة إلى التعليم يوم الإثنين المقبل ستقتصر على التعليم الابتدائي والمتوسط. فقد قررت رابطة التعليم الأساسي العودة إلى المدارس بعدما تم تنفيذ بنود المبادرة التي عرضت على وزير التربية عباس الحلبي، كما أكد رئيس الرابطة حسين جواد لـ”المدن”.

قيمة رواتبهم لم تتغير
في الأثناء أجرى الأساتذة بعض الحسابات لراتبهم، كما يشير أحد أعضاء الروابط لـ”المدن”. فقبل الإضراب، الذي امتد لأكثر من شهرين، كانت قيمة المعدل الوسطي لرواتب أساتذة الثانوي مع مساعدات الدولة (راتبان إضافيان إلى راتبهم الأساسي) توازي نحو 276 دولارا (على دولار صيرفة 38 ألف ليرة). وكان بدل النقل اليومي (94 ألف ليرة) يوازي حينها نحو ثلاثة ليترات بنزين (متوسط سعر الصفيحة قبل الإضراب كان 700 ألف ليرة). بعد الإضراب، وفي حال قررت الروابط العودة إلى التعليم يوم الإثنين، سيكون المعدل الوسطي للرواتب على سعر 70 ألف ليرة لصيرفة هو 150 دولاراً. جل ما تحقق هو أن وزارة التربية ستدفع بدل إنتاجية هي عبارة 125 دولاراً. أي سيصبح مجموع دخل الأستاذ 275 دولاراً، بما يوازي القيمة عينها التي كان يتقاضاها الأستاذ قبل الإضراب. أما منح الأساتذة خمسة ليترات بنزين، فيعني زيادة ليتري بنزين عن فترة ما قبل الإضراب. أي كأن الإضراب الذي امتد لشهرين لم يحقق عملياً للأستاذ إلا ليتري بنزين عن كل يوم حضوري. إضافة إلى مبلغ 300 دولار تدفع كاملة عن الأشهر الثلاثة السابقة للأساتذة الذين داوموا في مدارسهم. علماً أن بدل الإنتاجية الذي ستدفعه وزارة التربية للأشهر المقبلة مرتبط بالحضور. وأي يوم غياب يعرض البدل إلى الانخفاض، وينخفض معه دخل الأستاذ عن معدله في مرحلة ما قبل الإضراب.

لا جمعيات عمومية
قرار عودة رابطة التعليم الأساسي إلى التعليم اتخذ. وعما إذا كانت الرابطة ستعقد جمعيات عمومية للأساتذة لاستفتاء رأيهم حول ما تحقق من المطالب، لفت جواد إلى أن رؤساء الروابط قدموا مبادرة للعودة إلى التعليم وضغطوا من أجل تحقيقها، ومن غير الجائز إلغاء دور رؤساء الروابط بالعودة إلى الجمعيات العمومية. لو أن وزير التربية هو من عرض على الروابط مبادرة وأرادت الأخيرة أخذ أي موقف، فعليها العودة إلى الأساتذة.
أضاف جواد “رغم أن ما تحقق لا يؤمّن عيشة كريمة للأساتذة، وهم بحاجة لتثبيت قيمة رواتبهم حيال ارتفاع سعر صرف الدولار، إلا أن الروابط حققت بعد الإضراب مبدأ دفع بدل النقل بما يوازي ارتفاع سعر ثمن البنزين. وسيتقاضون بدلاً عن خمسة ليترات بنزين عن كل يوم حضوري. كما أنه وعوضاً عن تسعين دولاراً كبدل إنتاجية للأساتذة، كان عرضها وزير التربية عباس الحلبي، أقرت وزارة التربية يوم أمس بدل إنتاجية للأشهر المقبلة عبارة عن 125 دولاراً بالشهر، وعن الأشهر الثلاثة المنصرمة 300 دولار. وثمة مساعي سياسية لحل معضلة تعاونية موظفي الدولة رفع بدل الاستشفاء إلى نحو 80 بالمئة. أما بما يتعلق بتقاضي الأساتذة بدل الإنتاجية بالليرة اللبنانية، كسائر موظفي القطاع العام، ففي حال لم يقر لأشهر الصيف (بدل إنتاجية وزارة التربية بالدولار لا تشمل فصل الصيف) سيكون للروابط موقف صارم بعدم إجراء الامتحانات الرسمية. وبالتالي حقق رؤساء الروابط ما طالبوا به ولا معنى للعودة إلى الجمعيات العمومية للأساتذة، وألغاء دورهم كرؤساء الروابط.

الثانوي لم تقرر بعد
تنتظر رابطة التعليم الأساسي ما ستقرره رابطة التعليم الثانوي لإصدار بيان مشترك معها لدعوة الأساتذة إلى التعليم يوم الإثنين المقبل. وفي حال لم تدعُ رابطة الثانوي إلى فتح المدارس، والذهاب إلى جمعيات عمومية، فلا مناص من إصدار بيان منفرد عن رابطة التعليم الأساسي.

مصادر في رابطة الثانوي أكدت لـ”المدن” أنه رغم وجود تباينات بين الأطراف في الهيئة الإدارية، بين من يريد العودة إلى التعليم من دون جمعيات عمومية ومن يصر على الجمعيات العمومية، لا يمكن لرابطة الثانوي اتخاذ أي موقف من دون الجمعيات العمومية. وستجتمع الهيئة الإدارية للرابطة قريباً وسيصدر عنها موقف في هذا الشأن.

واقع رابطة الثانوي أن الأساتذة منتظمون في مجموعات معارضة عدة. ولا يمكن للهيئة الإدارية للرابطة فرض العودة إلى التعليم عليهم. وقد شدد أحد أعضاء الرابطة على أن العودة يجب أن تكون بعد عقد الجمعيات العمومية. فمنطق الأمور هو استفتاء الأساتذة حتى لو أن غالبيتهم العظمى ستصوت ضد العودة إلى التعليم. هذا في حال أرادت الهيئة الإدارية عودة سليمة وغير مضطربة إلى الثانويات. وبالتالي يفترض بالهيئة الإدارية الضغط من أجل إقرار بدل إنتاجية بالليرة اللبنانية أسوة بموظفي القطاع العام. وهذا المطلب إما يقر اليوم أو لن يقر أبداً. وبعدها تستفتي رأي الأساتذة.

وليد حسين – صحيفة المدُن – السبت 2023/03/04

Exit mobile version