أحيت حركة أمل الذكرى السنوية لتفجير حسينية بلدة معركة واستشهاد قادة المقاومة محمد سعد وخليل جرادي واخوانهما الشهداء بإحتفال جماهيري أقامته في مجمع الإمام الحسين في البلدة، بحضور عضوي هيئة الرئاسة خليل حمدان والنائب قبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي في حركة أمل جميل حايك وعدد من أعضاء المكتب السياسي، النواب أيوب حميد، علي خريس، الدكتور أشرف بيضون والدكتور عناية عزالدين، المسؤول التنظيمي المركزي في حركة أمل يوسف جابر وعدد من أعضاء الهيئة التنفيذية، المفوض المركزي لكشافة الرسالة الاسلامية قاسم عبيد، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل علي اسماعيل وأعضاء قيادة الإقليم، المسؤول التنظيمي لإقليم الجنوب الدكتور نضال حطيط، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق على رأس وفد من رؤساء بلديات المنطقة، عدد من علماء الدين، عوائل الشهداء، ممثلي الفصائل الفلسطينية وفعاليات بلدية وإختيارية واجتماعية.
بعد استعراض المسيرة الكشفية لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية بدأ الإحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيدين الوطني وحركة أمل، وتقديم من مسؤول المنطقة الرابعة حسين معنى، ثم كان مجلس عزاء للشيخ عباس سلمان، ومن ثم أنشودة لكورال ثانوية الشهيد محمد سعد، بعدها كانت كلمة لعضو هيئة الرئاسة النائب قبلان قبلان وجّه فيها تحية الرئيس نبيه بري الى الجميع، ثم توجّه بالتحية الى شهداء الجنوب وشهداء معركة والقادة الأوائل وكل من سبقهم والتحق بهم من شهداء أحرار أبرار فوق تراب الجنوب العزيز.
وقال: “التحية الى معركة أم القرى التي كتبت الحروف الأولى للنصر العظيم ونصر لبنان ومقاومته على اسرائيل وعملائها وخدامها، وكل التحية الى الشهيد محمد سعد، ذلك الفتى العاملي الذي أرهق العدو وأتعبه وأرغم كل جنوده وضباطه على القلق والارتباك لسنوات وسنوات، والتحية أيضاً الى الشهيد خليل جرادي وكل رفاقه الذين علّموا العدو درساً لن ينساه أبداً وحققوا النصر العظيم، وكانوا شوكة في أعين العدو”.
وتابع: “هنا في معركة سقطت اسرائيل وتحرر الجنوب ولبنان، و من أحجار حسينيتها المهدّمة قام مجد لبنان وكرامته، وإنّه يوم الشهداء وإنها ذكراهم ونحن لا نملك إلا الشهداء”.
وأضاف: “لو لم يستشهد الحسين (ع) في كربلاء لما كنا نملك من خط ومسيرة، هذا الخط الذي يقوم بالدماء الزكية ويحفظ القيم والمبادئ والرسالة بالدم الناصع”.
وأكمل: “الهجمة التي نتعرض لها هي نزاع على قيم ومبادئ يحاولون إرساء معادلات جديدة في هذه المنطقة والعالم، يسألون ويدرسون ويبحثون ما هو الفرق بين البندقية التي تطلق الرصاص على العدو فتنتصر ويُهزم العدو وبين بندقية تحاول ان تطلق رصاصاً على نفس العدو فتُهزم ويربح العدو، فما السبب وما السر هنا؟ السبب الذي يجعل كل العالم يتجمع من أجل ضرب منظومة القيم التي كانت تدير هذا السلاح في معركة المواجهة مع العدو وإلا أين نحن من جيوش العرب وأسلحتهم وإمكانياتهم؟”.
وقال: “الذي تغيّر أن الذي يدير هذا السلاح هو القيم والتربية والأخلاق والأطفال الشباب والشابات، ويجب ان نحذر من مشاريعهم الخبيثة التي تريد ان تنتزع منا وسائل القوة والعزة والكرامة ودماء الشهداء، لذلك يجب ان نحفظهم جيداً كي لا ننسى أنهم اعطونا العزة والمجد وهزموا ذلك العدو”.
وأشار قبلان الى أن الذين يحاولون اليوم الهجوم على هذه المسيرة يريدون تضييق الخطاب على الناس وممارسة كل أنواع الضغط من أجل كلمة واحدة ” أن نستسلم ونعطيهم ما عجزوا عنهم في الميدان” ، قائلاً: ” احذروا من كل الشعارات فأنتم المستهدفون، يريدون إضعافنا ليسهل ضربنا”.
وقال: “لدينا جملة تحديات بدءاً من الحرب المفتوحة على هذا الوطن وكل مؤسساته في كل مجال من المجالات، حيث يدفع المواطن اليوم ثمن كل المخططات التي تستهدف بقاء الوطن واستقراره بدءًا من رئاسة الجمهورية والحكومة ومحاولات تعطيل المؤسسات وأولها المجلس النيابي والضغط الاقتصادي والمالي والاجتماعي على الناس، وبكل حاجة من حاجات المواطن في لبنان، وما تبقى يعيش حالة من الشلل والانقسام والتي تهدف الى إفراغ هذا البلد من كل عوامل الثقة بين المواطن والدولة ومؤسساتها وضرب استقرارها خدمة لمشاريع باتت معروفة نراها في كل يوم وفي كل مجال”.
وأكّد قبلان على جملة من الأمور التي نتمسك بها وأولها اننا نسعى ونعمل من أجل دولة عادلة لكل أبنائها وشعبها ولا تميز بين منطقة وأخرى أو طائفة وأخرى أو مواطن وآخر، وفي ظل الخطابات الطائفية نحن نتمسك بالوحدة التي تشكل باباً من أبواب المواجهة مع العدو وباباً من أبواب الاستقرار الداخلي في هذا البلد، كما نتمسك بالمواطن الذي يتعرض اليوم لأبشع استهداف في لقمة عيشه وبات محاصراً ومعاقباً كي ييأس ويستسلم ويقدم التنازلات لمن يريد ان يحقق انتصارات وهمية على هذا الشعب، وأيضاً نتمسك بالمقاومة التي هي عزنا وشرفنا ومجدنا وسبب قوتنا وانتصارنا وسنحافظ على سيادتنا التي تنبع من الأرض المروية بالدماء، ولن يرتاح عدو فوق هذه السيادة كما لن نتخلى عن شعبنا في فلسطين المحتلة المظلومة والمغتصبة وشعبها المعطاء المضحي.
وختم: “احذروا اليأس واحذروا الاستسلام ولا تخافوا من تلك الأصوات العالية فهم لا يملكون غيرها، واحذروا التفرقة والفتن، قائلاً لا تراهنوا على تعبنا ولا على الوقت ولا على الخارج فلا حل في هذا البلد إلا بالتوافق والحوار مهما طال الزمن، داعياً المعنيين الى الإسراع في خطة طوارئ مفتوحة وفاعلة للتخفيف من معاناة شعبنا ولكي نخرج من هذه الأزمات، فلنزرع جميعاً بذرة المحبة والألفة ولنحصد الاستقرار والرخاء ولا تكونوا ضحايا طمع الخارج ومشاريعه”.