الهديل

خاص الهديل: هكذا يفكر ميشال عون الآن بعد خروجه من قصر بعبدا..

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

 

هناك ثلاثة أسئلة يطرحها هذه الأيام على أصدقاء الرئيس ميشال عون، كل متابع سياسي يلتقيهم: 

السؤال الأول هو عن حال الرئيس عون بعد خروجه من قصر بعبدا.. بمعنى آخر ضمن أي مناخ نفسي وإنساني يعيش؟؟..

السؤال الثاني هو عن الفكرة الرئيسة التي خرج بها من تجربته في رئاسة الجمهورية؟؟.

السؤال الثالث هو: ماذا يريد ميشال عون اليوم؟؟..

بالنسبة للسؤال الأول الخاص بأحوال الرئيس ميشال عون الراهنة، وهو خارج قصر بعبدا، وبعد أن أصبحت كرسي رئاسة الجمهورية خلفه، فإن الجواب يبدأ بتقديم صورة لعون تفيد بأنه يعيش حالة وجدانية تختلط فيها مشاعر المرارة نتيجة عدم قدرته على ترك بصمة نجاح في قصر بعبدا، ونتيجة شعوره بالغضب من حلفائه، ومن تطبيقات نظام الطائف، الخ.. 

..بكلام مقتضب يمكن القول أن ميشال عون يمر هذه الأيام التي هي الأولى بعد خروجه من قصر بعبدا، في “حالة وجدانية متكدرة”…

..وبخصوص حالته الصحية فهي تبدو جيدة قياساً مع تقدم عمره، خاصة لجهة صفاء ذهنه.. 

أما بخصوص السؤال الثاني عن الفكرة أو العبرة الأساسية التي خرج بها عون من الرئاسة الأولى، فهي بحسب بعض أصدقائه الذين يلتقونه بشكل دوري، غير واضحة؛ أي أنهم لم يلاحظوا أن الرئيس عون خرج بعبرة أو بفكرة أساسية من تجربته في رئاسة الجمهورية، ولكنه بدل ذلك خرج بما يمكن تسميته “بجموعة انطباعات” تتسم بأنها تركت في قلبه وعقله خدوشاً عميقة: 

الانطباع الأول هو خيبة أمله بحلفائه الذين بدل أن يساهموا في تسهيل نجاح عهده، ساهموا في افشاله!!..

الانطباع الثاني إحساسه بأنه لم ينجح رغم أنه حينما وصل لقصر بعبدا، لم يكن يريد بالأساس سوى تحقيق أمراً واحداً أو حلماً واحداً، وهو جعل الكهرباء تدخل بيوت المواطنين ٢٤ ساعة على ٢٤ ساعة.. وفي هذه النقطة يصر عون على أنهم لم يمكنوه من فعل هذا الأمر، وذلك رغم شواهد ووقائع لا تؤكد وجهة نظره هذه..  

الانطباع الثالث هو شكواه من ما يمكن تسميته “بالمسلمات الخاطئة التي حاصرت عهده، وأبرزها القول انه منقاد بالكامل ومسير أعمى، من قبل جبران باسيل..

وفيما يتعلق بالسؤال الثالث حول ماذا يريد ميشال عون اليوم(؟؟)، وماذا يستطيع أن يفعل بعد خروجه من الرئاسة(؟؟)؛ فإن عارفيه يصرون على القول أنه من يظن أن ميشال عون انتهى وأن جعبته باتت خاوية بعد خروجه من قصر بعبدا، هو واهم ومشتبه؛ فالرجل لا يزال يخفي متاعب في سره لمن يعتبرهم خصومه، وللجهات التي يتهمها بأنها ساهمت في تدمير عهده.

وينقل عارفوه عنه عبارة يرددها أمامهم مفادها: أنا لست إميل لحود؟؟.. 

ويلفت عارفوه إلى أنه يجب التوقف بعناية عند هذه العبارة، وأخذ معناها الذي يقصده عون على محمل الجد.. 

وواضح أن عون يريد القول من خلال عبارة انه ليس اميل لحود ثلاثة أمور: 

الأول يريد لفت نظر من يهمه الأمر بأنه يختلف عن الرئيس اميل لحود؛ فالأخير لم يكن وراءه شارع يدافع عنه بعد خروجه من رئاسة الجمهوربة، بينما عون محاط ببحر من الذين لا يزالون يناصرونه، أو أقله لا يزال لديه شارعه القادر على تحريكه والسير معه بعد خروجه من قصر بعبدا…

الأمر الثاني وهو استكمال للأمر الأول ومفاده أنه إذا كان حلفاء اميل لحود تركوه وحيداً بعد خروجه من بعبدا، فإن ميشال عون لديه من القوة الشعبية ما يجعله ينتقم من حلفائه الذين تركوه وحيداً وهو في قصر بعبدا.  

الأمر الثالث يريد عبره عون القول أن ما تعرض له من خيانة لن يمر من دون حساب ومراجعة و”تدقيق سياسي” إن جاز التعبير..

والواقع أنه من كل ما تقدم، يمكن الاستنتاج بأن الرئيس ميشال عون لم يخرج بالعبر العميقة التي كان يجب أن يخرج بها، بعد تجربته في رئاسة الجمهورية، بل هو بعد أن ترك الرئاسة لا يزال يفكر بالطريقة نفسها التي كان يفكر بها عندما كان يسعى للرئاسة؛ علماً أن هذا التفكير كلفه قضاء سنوات في المنفى، وكلف المسيحيين حرباً بينية، وكلف لبنان خراباً أول مرة، وانهياراً شاملاً هذه المرة..

 

Exit mobile version