خاص الهديل؛
https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers
أمس انتهت مرحلة المراوحة بخصوص موقف حزب الله من ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.. صحيح أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لم يقل أمس أن سليمان فرنجية هو “مرشح حزب الله للرئاسة”؛ ولكنه كشف عن السبب الذي يجعله لا يقول ذلك، ومفاده أن نطق الحزب بهذه العبارة ستزيد من أعداء وصول فرنجية للرئاسة في الداخل وخاصة في الخارج.. والواقع أن تعليل نصر الله لعدم نطقه عبارة أنه “يرشح فرنجية” بدل عبارة أنه “يدعم ترشيح فرنجية”، ينهي اللبس بخصوص الفرق بين العبارتين، وتوضح أن “الحزب سياسياً يدعم ترشيح فرنجية”، وأن “نصر الله عملياً يرشح فرنجية”…
وهذه الجزئية الخاصة بالطريقة التي اتبعتها “حارة حريك” بموضوع اعلان ترشيح فرنجية، تدلل على وجود ثلاثة أمور بموضوع ترشيح “أبو طوني” حرص “أبو هادي” على مراعاتها، أو بعبارة أصح، حرص على إعطاء موقفه الشخصي منها، فضلاً عن موقف حزب الله:
الأمر الأول هو ربط ترشيح نصر الله لسليمان فرنجية باحترام واقعة أن الرئيس نبيه بري سبقه بإعلان ترشيح فرنجية.. ولذلك انتقى نصر الله عباراته بدقة للدلالة على هذا المعنى، وذلك حينما قال أنه يوافق على ترشيح الأخ دولة الرئيس بري لفرنجية المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية.
وفي هذه النقطة يريد نصر الله لفت النظر إلى أنه في المرة الماضية، وافق نبيه بري على ترشيح نصر الله لميشال عون، رغم أنه لم يكن يريد ذلك؛ وهذه المرة يتقصد نصر الله إظهار أن ترشيح الثنائي الشيعي لسليمان فرنجية بدأ أولاً من عند أبو مصطفى وتبعه تالياً في ذلك أبو هادي..
..ويريد نصر الله من إبراز هذا الشكل في موضوع ترشيحه لفرنجية إبراز مرة أخرى مشهد احترام حارة حريك لمكانة بري في الثنائية الشيعية، رداً على احترام بري المرة الماضية لمكانة نصر الله في الثنائية الشيعية..
وأبعد من قضية الشكل، فإن ترشيح فرنجية للرئاسة؛ يشكل في الواقع مناسبة لإظهار الانسجام بين طرفي الثنائية الشيعية في استحقاق رئاسة الجمهورية، بعد أن كان التباين هو السائد بينهما بخصوص الموقف من تأييد ترشيح عون والوثوق بهذا الخيار..
والواقع أن ما كان يهم نصر الله في لحظة خطاب أمس هو أن يمرر بين كلامه ايحاءات تقول أن الثنائي الشيعي أحسن إدارة خلافاته في لحظة ترشيح عون، وأيضاً في كل لحظات الخلافات التي حصلت بين بري من جهة وعون وباسيل من جهة ثانية طوال العهد العوني؛ وهذا يدلل على أنه من وجهة نظر الحزب والحركة؛ فإن اتفاق الثنائي الشيعي هو أبقى وأشد صلابة من كل الاتفاقات الأخرى.
الأمر الثاني الذي حرص نصر الله على إظهاره في خطابه امس هو تقصده جعل هذا الخطاب له عنوانان؛ الأول رمزي ومعنوي وتكريمي وهو محافظة نصر الله على تقليد يتبعه وهو أن يكرم بنفسه الجرحى في مناسبة يومهم؛ تماماً كإصراره على تقليد أن يتكلم بنفسه عن مزايا قادة الحزب بعد وفاتهم.. ولكن الأمر الثاني الذي أراد نصر الله أن يلفت الأنظار السياسية إليه في خطابه أمس، وهو مهد لذلك في مقدمة خطابه؛ هو إعلانه تأييده بري في ترشيح فرنجية، وإعلانه دعم الحزب لترشيح فرنجية.. وبذلك استحق خطاب أمس تسميته حسبما كان يضمر نصر الله: خطاب الجريح وخطاب ترشيح الثنائي الشيعي رسمياً لفرنجية..
الأمر الثالث الذي حرص نصر الله أمس على الكلام عنه هو القول لباسيل أن ترشيح فرنجية لا يجب أن يعني القطيعة بين باسيل والحزب.. وبحسب متابعين، فإنه كان يمكن لنصر الله أن يتجنب امس الحديث عن باسيل، طالما أن موضوع خطابه ترشيح فرنجية، ولكنه تقصد ترك مكان في الخطاب لموقف الحزب من وجهة نظر باسيل بموضوع الرئاسة، وذلك حتى يقول للعم والصهر أمران:
الأول أن مبرر وجود تفاهم مار مخايل ليس الاتفاق الرئاسي بين الرابية وحارة حريك؛ بدليل – كما قال نصر الله أمس – أن الحزب رشح عون للرئاسة المرة الماضية ولم يكن باتفاق مار مخايل كلمة واحدة عن دعم الحزب ترشيح عون..
والأمر الثاني هو أن ترشيح فرنجية يبقى توازنات الأمور على حالها لأن الحزب يعتبر أبو طوني حليفاً للحزب وليس بديلاً عنده عن باسيل!!..
يبقى سؤال أساسي وهو هل سيقبل باسيل وجهة نظر نصر الله، ويسلم بقراره بترشيح فرنجية رغم تحذيراته؛ أم أنه سيعلن انقلابه على مار مخايل؛ وهذه المرة عبر إظهار موقف موحد من مار مخايل يجمع بينه وبين ميشال عون؛ وذلك رداً على الموقف الموحد بين نصر الله وبري بترشيح فرنجية!!،..