الهديل

جعجع: معادلة “مخايل الضاهر او الفوضى” في العام 1988 أُعيدت عبر كلام الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عبر معادلة ” سليمان فرنجية او الفوضى”

اشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الى انّ معادلة “مخايل الضاهر او الفوضى” في العام 1988 أعيدت عبر كلام الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، عبر معادلة ” سليمان فرنجية او الفوضى”، لكننا نرى بأنّ الفريق الممانع لن يستطيع تأمين النصاب لإنتخاب مرشحه، وبالتالي فإن تأمين 65 صوتاً له اصبح شبه مستحيل .لانّ المضي بمرشح حزب الله يعني انّ درب الجلجلة طويل الامد، ومواجهتنا ستكون سياسية دستورية . معتبراً بانّ حزب الله يخشى اي رئيس اخر غير فرنجية، فوضع الحزب “ضعيف” لانه لا يثق بمرشح سوى فرنجيه.
ورأى انه في حال تمكن قائد الجيش من جمع الاصوات المطلوبة عبر تعديل الدستور، فـ”القوات اللبنانية” لن تمانع وصوله الى سدة الرئاسة . وفي الاطار المسيحي إعتبر بأنّ طروحات البعض في غير محلها، واضعاً اندفاعة النائب جبران باسيل في ما يخص الاجتماع في بكركي، في اطار الفولكلور، لانّ الصرح ليس ساحة لأي فريق كي يعوّم نفسه .
إقتصادياً، اعتبر جعجع أن المصرف المركزي يجب أن يكون من أهم إدارات الدولة في الوضع الذي نمّر به، لكن للأسف فحاكم المصرف المركزي يتعرّض للعديد من الدعاوى القضائية، والأهم الثقة قبل كل شي، والمطلوب من الحكومة تعيين حاكم فعلي للمصرف المركزي، لأن عملية الإنقاذ تبدأ من هنا حتى قبل الوصول إلى انفراجات سياسيّة.
وفي ما يخص المساعدات العربية لسوريا، اشار الى انّ غالبية الدول العربية قد وضعت شروطاً في هذا الاطار، أبرزها إعادة النازحين والإفراج عن السجناء السياسيين، وصولاً إلى تطبيق القرار 2254، الذي يقضي بنقل السلطة إلى حكومة إنتقالية أي رحيل بشار الأسد.

كلام الدكتور جاء جاء في حديث خاص لموقع LebTalks وهذا نص المقابلة:
إستهل الحديث بالملف الرئاسي وبمستجداته قائلاً:” كلام السيّد نصرالله أحيا معادلة ” مخايل الضاهر او الفوضى”، بمعادلة “سليمان فرنجية او الفوضى”، وفي هذا الاطار نؤكد بأنّ الفريق الممانع لن يستطيع تأمين النصاب لإنتخاب مرشحهم، ورداً على سؤال حول إستمرارهم بدعم النائب ميشال معوض، أكد دعمهم له اكثر من اي وقت مضى، لكن نحن لا نسير وفق مقولة ” ميشال معوض او لا احد”، لكننا نسأل لماذا صمت نصرالله 6 اشهر ما بين مهلة دستورية و4 اشهر فراغ ، ليعلن اليوم تأييده رسمياً لفرنجية؟، فيما الحقيقة تؤكد بأنه كان مرشحهم منذ اللحظة الاولى، ومرشحنا ميشال معوض الذي نال ما بين 40 الى 45 صوتاً من اصل 65 اي لديه ثلثيّ أصوات المعارضة، وفي حال وُجد مرشح من المعارضة لديه مواصفات معوض وقادر على تأمين الاصوات المطلوبة بالتأكيد سنسير به كمرشح. لكن لغاية اليوم نؤكد دعمنا لمعوض، ونؤكد بأنّ بمرشح حزب الله يعني التمديد للازمة 6 سنوات، من قبل الفريق الذي كان في السلطة، وهذا يعني ان فرنجية سيكون رئيس جمهورية بالصلاحيات التي يملكها فقط ، لكن عملياً الفريق الاخر سيتولى الحكم والنتيجة 6 سنوات إضافية في جهنم .

وعن سعي الثنائي الشيعي لتأمين نصاب الجلسة ونصاب الاقتراع لفرنجية، أجاب جعجع:” هذا السعي لن يتحقق لانهم لن يستطيعوا تأمين النصاب، ولا حتى ال 65 صوتاً ونقطة على السطر، ومنذ شهر ونصف قلنا لهم إجمعوا هذا العدد من الاصوات لفرنجية، وعندها سنعطّل جلسة او جلستين، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق اي شيء في هذا الاطار، واليوم ترشيح فرنجية إتخذ ابعاداً مختلفة، وبالتالي فإن تأمين 65 صوتاً له اصبح شبه مستحيل .
وعن مدى رهانهم كمعارضة على إنفراج اقليمي او دولي لحلحلة الملف الرئاسي، لفت الدكتور جعجع الى عدم رهانهم على اي انفراج، لكن لا شك بأن التطورات الاقليمية والدولية تؤثر على بعضها بسبب وجود ترابط، اما في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية اللبنانية فاللاعب الاكبر فيها هو 128 نائباً ، وحين يقرّر العدد الاكبر منهم التصويت لمرشح، فسوف تحّل هذه المعضلة، بغض النظر عن وجود سلم او حرب في المنطقة، او اذا كانت الحرب في اوكرانيا مستمرة او منتهية.

وحول العلاقة بين “القوات” ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، أوضح الدكتور جعجع، أن “القوات” رفضت دعوة الرئيس بري للحوار، لأنها لم تكن دعوة حقيقية، وقد أكدت التطورات الأخيرة صوابية موقفها، لأن الدعوة إلى الحوار حول مرشحه ، تهدف إلى إقناعنا بالتصويت لفرنجية.
وعن الواقع الأمني في ظل الإنسداد السياسي، وفي ضوء الحديث عن احتمال حصول حوادث وإشكالات أمنية نتيجة الأزمة الإجتماعية، اعتبر الدكتور جعجع أن التفلت الإجتماعي يُسجّل في لبنان منذ ثلاث سنوات، ومع بدء الأزمة الإقتصادية والإنهيار المالي، ومن الممكن أن تحصل حوادث سرقة في مركزٍ تجاري، أو اعتداء على مصرف من قبل مودع غاضب، أو تظاهرات غاضبة بسبب الضائقة الإقتصادية، ولكن لن يتخطى الأمر هذه الحدود.

وعن الحوار الذي دعا اليه البطريرك الماروني بشارة الراعي، لفت جعجع الى دعمه المهمة التي يقوم بها المطران انطوان بو نجم ، لافتاً الى ان الكنيسة ترى الوضع مأساوي من دون انتخابات رئاسية، ونحن معها حتى النهاية، لكن طروحات البعض في غير محلها، واضعاً اندفاعة النائب باسيل على الاجتماع في بكركي، في اطار الفولكلور، لكن بكركي ليست ساحة لأي فريق لتعويم نفسه من خلالها .
وأضاف: ” هناك بعض الطروحات الولادّية في بعض الأوقات، وفئة من المسيحيين تسعى الى لم شملهم، لكن للاسف هم السبب الاساس في الوضع الذي وصل اليه البلدن واذا لم نتمكن من قول الحقيقة كما هي، لا يمكن ان نصل الى اي مكان، وسيبقى المجتمع في مأزق تاريخي دائم، وعلينا تحديد الصواب من الخطأ، والقول بأنّ قسماً من المسيحيين اوصلوا الوضع الى ما هو عليه، وبالتالي فان الجلوس معهم صعب، خصوصاً انّ مشروعهم وطروحاتهم مختلفة عن مشاريعنا، وبالتالي فالاجتماع معهم لا فائدة منه، وما يجري اليوم هو نوع من تقزيم للمشكلة، واختزال للمسألة واخذها نحو مكان آخر.

وفي ملف سعر صرف الدولار، أشار جعجع إلى انّ موضوع الدولار نتيجة طبيعية للوضع القائم، فالأزمة الأساسية اليوم هي التعطيل السياسي، لذلك في حال تعيين حاكم جديد للمصرفي جدّي وفاعل، ستتأثر الأوضاع إيجابيّا بانتظار الحل السياسي المنشود.
وأكّد جعجع أن لا خلاص إلا من خلال صندوق النقد الدولي، هذه الخطوة بمثابة ممّر إجباري لأي عملية خلاص مستقبلية، مشيرا إلى أن أهمية الصندوق ليست بالمليارات التي يعطيها، إنما بالتوقيع الذي يشكل معبر ثقة، كي نتمكّن من تأمين الأموال والاستثمارات من أي مكان في الخارج، إلّا أن شرط ذلك هو أن نوحي بالثقة من خلال رئيس جديد للجمهورية، ورئيس جديد للمركزي لا يكونا من موروثات العهد الماضي.

وفي ما يخص ملف انفجار مرفأ بيروت، قال جعجع :” لا يوجد لديّ أي معلومات عن الأحداث المتعلقة بالصفقات، التي يمكن أن تكون قد تمّت كمقايضة بين ملف الترسيم وملف تحقيق المرفأ، وإذا اصطلح الوضع السياسي في لبنان، سيكون هناك فرصة للوصول إلى العدالة والحقيقة في هذه القضية، ولكن إذا بقي يراوح مكانهَ فلا أفق في هذا الموضوع، لذلك طلبنا تشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية بعيدة كل البعد عن السياسة في لبنان، في لجنة حقوق الانسان في جنيف، وسنتابع هذا الأمر حتى النهاية، على الرغم من أن المسار شاق وطويل، لأنه الخيار الوحيد المتوفّر في الوقت الراهن، إلا إذا حصل أي انفراج جدي بلبنان، أي وصول رئيس فعلي وحقيقي، عندها يمكننا المطالبة بتحقيق والوصول إلى الحقيقة.

Exit mobile version