برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، أُقيم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حفل افتتاح الشبكة الوطنية للمحطات المرجعية ذات الرصد المستمر لتحديد المواقع على الصعيد الوطني LEB-CORS ، الذي أقامته مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني. حضر الحفل وزراء المالية الدكتور يوسف الخليل، والصناعة الدكتور جورج بوشكيان، والطاقة والمياه الدكتور وليد فياض، والزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، والأشغال العامة والنقل الدكتور علي حمية، شاركت في الحفل فاعليات نقابية وجامعية وسياسية، إلى جانب ممثلين عن الأجهزة الأمنية.
ستتيح الشبكة لمهندسي المساحة والطبوغرافيين الحصول على تصحيحات آنية وتحديد الإحداثيات بدقة، وستزيد التناسق في أعمال المساحة، وتُحسِّن دقة تتبع حركة المركبات وحركة القطع البحرية خلال الاقتراب من المرافىء، والأعمال الهندسية والتحكم بالآلات وجمع المعلومات الجيومكانية والتصوير الأرضي ومسح البنى التحتية.
وألقى مدير الشؤون الجغرافية العميد المهندس محمد الجباوي كلمة جاء فيها: “تؤكّد المديرية سعيها الدؤوب إلى تنفيذ المهمات المنوطة بها بدقة واحتراف في خدمة الجيش والوطن والمواطن. وها نحن نضع هذه الشبكة في خدمة العاملين في قطاع المساحة، والباحثين العلميّين في لبنان والخارج، إذ سيَتَمكَّنون من استثمار البيانات في دراساتهم العلمية في مختلف المجالات ذات الصلة كتحركات القشرة الأرضية، وهذا موضوع الساعة بسبب الزلازل والهزات المتكرّرَة التي شهدتْها المنطقة”.
كما أثنى نقيب الطوبوغرافيين الدكتور سركيس فدعوس على عمل مديرية الشؤون الجغرافية وصمودها في أقسى الظروف وحفاظها على مستوى عالٍ من الأداء، مشيداً بالإنجاز الذي حققته من خلال إطلاق هذه الشبكة التي تخدم القطاعين العام والخاص في الأعمال الطوبوغرافية.
من جهة أخرى ألقى قائد الجيش كلمة جاء فيها: “يندرج هذا المشروع ضمن رؤيا قيادة الجيش المتعلقة بتضافر الجهود الوطنية بشقيها العسكري والمدني، وتبادل الإمكانات والخبرات والدعم بين الجيش وبقية المؤسسات العامة والخاصة، بما يخدم مصلحة وطننا. نعمل باستمرارٍ على تطبيق مشاريع مماثلة في المستقبل، ليس فقط في مديرية الشؤون الجغرافية، بل في عدة وحداتٍ متخصصة أخرى. ولم يكن لهذا المشروع أن يبصر النور، لولا الثقة التي يمنحها اللبنانيون، سواء المقيمون أو المغتربون، للمؤسسة العسكرية، ووقوفهم إلى جانب جيشهم ودعمهم لصموده. ونعاهدكم أنّنا سنبقى على قدر تطلعاتكم وتطلعات الشعب اللبناني، وكل التقدير لمديرية الشؤون الجغرافية، إدارةً وضباطاً وعناصر ومدنيين، على كل الإنجازات والمشاريع التي تنفّذها والخدمات التي تقدمها بدقة وشفافية وسرعة، لكل المستفيدين سواءٌ الإدارات الرسمية أو المدنيون، وجتى الوحدات العسكرية في الجيش”.
تخلل الحفل عرض تدليلي يتضمن ماهية الشبكة وأهميتها وكيفية عملها وفوائد استخدامها.
وقد أطلقت قيادة الجيش موقعاً على شبكة الانترنت للولوج إلى هذه الشبكة واتباع إرشاداتها: lebcors.army.gov.lb
وممّا قاله بالصوت ….

ربطاً:
كلمة القائد خلال اطلاق الشبكة الوطنية للمحطات المرجعية LEB-CORS

أصحابَ المعالي والسَعادة
أيُها الحضورُ الكريم

“لا توجدُ كلمةُ مستحيلْ الا في قاموسِ الضعفاءْ”.
 قولٌ لنابوليونْ بونابرتْ يحملُ الكثيرَ من المعاني التي تَنطبقُ على عناصرِ جيشِنَا، إِذْ يُواجِهُ اليومَ أقسى التحدّياتْ. فالإرادةْ، والعزيمةْ، والقوّة، والثباتْ، والمبادرةْ، والإصرارْ… كُلُّها تُناقِضُ مَفهومَ الاستحالة والضَّعفْ. هيَ مَعانٍ تُميّزُ عَناصِرَنا وتَجعَلُهُمْ مَحطَّ أَنظارِ الجميعْ، ومَوقِعَ تَقديرٍ واحترامْ.
إِستحضَرتُ هذا القولْ في هذه المناسبة، لتأكيدِ أنَّ ما نمرُّ به من تَحدّياتٍ لمْ يقوَ علَينا، ولم يَنلْ من عَزيمتِنا إنّما زادَنا إِصراراً. إنَّ لقاءَنا اليومَ لإِطلاقِ “الشبكةْ الوطنيةْ للمحطاتِ المرجعيةْ ذاتِ الرصدِ المستمرْ لتحديدِ المواقعْ LEB-CORS” خيرُ دليلٍ على ذلكْ. فالإِمكاناتُ المتواضعةْ، والأزمةُ الماليةْ لم يَقِفا عائِقاً أمامَ مديريةِ الشؤونِ الجغرافيةْ لتَحقيقِ هذا المشروعِ الحيويْ الوطنيْ الذي يمنحُ الجهاتِ المستفيدةْ، سواءٌ العسكريةْ أو المدنيةْ، فرصةً لتطويرِ عمَلِهَا بِدقّةٍ وبأَقلِّ كِلفةْ ووقتٍ أسرعْ، والحصولِ على المعلوماتِ الجِيومَكانِيةْ، ما يَدعمُ قراراتٍ واستراتيجياتٍ ترتبطُ بالتنميةْ والتطويرْ والتخطيطْ على المُستوى الوطنيْ العامْ.
يَندرجُ هذا المشروعُ ضِمنَ رُؤيَا قِيادةِ الجيشْ المُتعلِّقة بتَضافُرِ الجُهودِ الوطنيةْ بشِقّيْها العسكريْ والمدنيْ، وتَبادُلِ الإِمكاناتْ والخُبراتْ والدَعمِ بينَ الجيشِ وبقيّةِ المؤسساتِ العامةْ والخاصةْ، بِما يَخدُمُ مصلحةَ وطنِنَا. إِنَّ الجوانِبَ العلميةْ والتقنيةْ والعسكريةْ التي تَنطوي عليها الشبكةُ الوطنيةْ للمحطاتِ المرجعيةْ هي أبلغُ تعبيرٍ عن هذه الرؤيا. نَعملُ باستمرارٍ على تطبيقِ مشاريعَ مماثِلةْ في المستقبلْ، ليسَ فقطْ في مديريةِ الشؤونِ الجغرافيةْ، بل في عِدّةِ وحَداتٍ متخصّصةْ أُخرى.

أَيُها الحضورُ الكريم
لمْ يكنْ لهذا المشروعْ أنْ يُبصرَ النورْ، لولا الثقةْ التي يَمنَحُها اللبنانيونْ، سواءٌ المقيمونَ أو المغتربونْ،  للمؤسسةِ العسكريةْ، ووقوفُهمْ الى جانبِ جيشِهِمْ ودعمِهِمْ لصمودِهِ. هذه الثقةْ، تُترجمُ يومياً بالمساعداتْ والهباتْ التي يُقدّمونَها، فتُشكِّلُ الدافعَ الأبرزَ لنا للاستمرارِ في مُهمّاتِنا وتَطويرِ قُدراتِنَا وتَحسينِ مُستَوى خَدماتِنَا لعَسكريينَا وللمدنيينْ. إِنَّ هذا الدعمَ هوَ رِسالةٌ واضحةْ لكلِّ عسكريْ في المؤسسةْ، أَنَّ الشعبَ اللبنانيْ يَقفُ الى جانِبِه في كلِّ الظروفْ.
وما وُجودُ مَعاليكُمْ وسَعادتِكُمْ مَعنا اليومْ لإِطلاقِ هذه الشبكةْ، سوى دليلٌ إضافيْ على مدى ثِقَتِكُمْ بالجيشْ، وحِرصِكمْ على تطويرِ قُدراتِه ودَعمِه لمواجهةِ التحدياتْ والمحافظةِ على أَمنِ لبنانَ واستقرارِهِ. آخرُ الخُطواتِ على هذا الصعيدْ حُصولُ مديريةِ الشؤونِ الجغرافيةْ على شَهادةِ المَنشأْ من قِبلِ وِزارةِ الصناعةْ، وأخصُّ بالشكرِ معالي الوزيرِ جورج بوشكيان على مُتابعتِكَ الشخصيةْ لهذا الموضوع، ما سيُتيحُ للمديريةْ التَوسّعَ بتَنفيذِ المشاريعْ خارجَ حدودِ الوطنْ.
 نَشكرُ معاليكُمْ وسَعادتِكُمْ جميعاً على كلِّ الدعمِ والتنسيقِ والثقةْ التي تَمنحونَنا إِيّاها، ونُعاهدُكُمْ أَنّنا سنَبقى على قدرِ تَطلُّعاتِكُمْ وتَطلّعاتِ الشعبِ اللبنانيْ.

أيُها الحضورُ الكريم
يُثبِتُ الجيشُ يومياً جُهوزيَّتَهُ لمُواجهةِ التحدياتْ، ومُعالجةِ الأزماتِ بسرعةٍ وشفافيةْ، وذلك بفضلِ إرادةِ عنَاصرهِ وقُدرتِهمْ على التكيّفِ والمُبادرةْ واستنباطِ الحلولْ. إِرادتُهم أَقوى من التحدّياتِ وهي مِفتاحُ نجاحهِمْ وتَميُّزِهمْ. إِيمانُهْم بنُبْلِ مُهمّتِهمْ هو الحافزُ لهم للاستمرارِ والصمودْ.   
كلُّ التقديرِ لمديريةِ الشؤونِ الجغرافيةْ، إِدارةً وضباطاً وعناصرَ ومدنيينْ، على كلِّ الإنجازاتِ والمشاريعِ التي تُنفّذها والخدماتِ التي تُقدِّمُها بدقّةٍ وشفافيةٍ وسرعةْ، لكلِّ المستفيدينَ سواءٌ الإداراتُ الرسميةْ أو المدنيونَ، وحتى الوحدات ِالعسكريةِ في الجيشْ.

ختاماً، نُعاهِدُكمْ، أَنّنا سنُحافِظُ على ثِقةِ شَعبِنَا بنا، فنَحنُ جزءٌ من نَسيجِه ومن مُكوِّناتِه. إِنَّ مُؤسّسةَ الشرفِ والتضحيةِ والوفاءْ لن تَحيدَ عن شِعارِها. ستَبقى على قَسمِهَا الأزليْ الأبديْ وهوَ الدفاعُ عن لبنانَ وشعبِه. هذا القسمُ الذي سطّرناهُ بدِماءِ الشهداءِ والجرحَى، هو سِرُّ قُوّتِنا وعزيمَتِنا وصُمودِنا.    
عشتمْ – عاشَ الجيشْ – عاشَ لبنانْ