الهديل

الشيخ مظهر الحموي: نحن نعيش اليوم في أخطر مرحلة مرت على وطننا لبنان

لبنان هذا البلد الصغير بمساحته لا يخرج من أزمة إلا ويجد أمامه أزمة أخرى أدهى وأمر . ولا يكاد اللبنانيون يعيشون في واقع معين فرضته إحدى الأزمات السياسية حتى يجدوا أنفسهم في مواجهة مصاعب وأوضاع مأساوية قلما يجدون لها الحل الشافي.
فمنذ تأسيس لبنان وسكانه في حالة قلق دائم وهموم على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
وكل بلدان العالم تخطط لأوضاعها الداخلية تجنبا لأزمات ستلتهمهم نارها إن لم يتبصروا أحوالهم ويحتاطوا لمستقبلهم ، إلا عندنا في لبنان فإن القيمين عليه همهم مصالحهم الشخصية . وهم الذين كان يفترض فيهم على الأقل أن يُهدِئوا الأوضاع فيما بينهم فإننا نراهم يتصارعون لنيل أكبر حصة من المكاسب بغض النظر عما يعانيه المواطنون وخاصة في مثل هذه الأيام العصيبة على الصعيد الحياتي والمعيشي والتي أصبحت آخر هموم الذين سيطروا على مقاليد الدولة والذين يمارسون الفوقية بكل وضوح غير عابئين بمؤسسات الدولة والتنوع الطائفي والمذهبي.
عجيب أمر السياسة في لبنان والتي لا تخضع لمقاييس معروفة ولا تجري في سياق طبيعي كما هو حال الأوضاع السياسية في معظم دول العالم.
فالسياسة عندنا متقلبة ومتبدلة من حال إلى أخرى دون أي سبب مفهوم ، بل ويحار المحللون السياسيون في تبصر المستقبل القريب المظلم لأن مفاجآت غير منتظرة تطل فجأة في الأجواء العامة وتطيح بكافة الإحتمالات التي خرجت بها التحليلات السياسية.
إنه لغز السياسة في لبنان منذ نشأته ومسيرته والتي إكتنفتها سلسلة حروب أهلية لا تزال أسباب إشتعالها ثم إنتهائها لغزا كبيرا يحار اللبنانيون في تفسيره.
بلد الألغاز هو لبنان الذي يعيش على المتناقضات وعلى صراع المصالح بين الطوائف والمذاهب.
ولقد اعتاد اللبنانيون على هذه الظواهر بحيث لا يستطيع اي مُصْلحٍ تبديلها و( كما تكونوا يولى عليكم ) .
وهذا الوضع المؤسف الذي نعيشه في حاجة الى إنقلاب جذري يضع حداً لهذا التسيب والفساد المستشري…

إن هذا المستقبل الضبابي والذي إنعدمت فيه الرؤية وبات البلد على كف عفريت يتطلب من المخلصين والمسالمين والحكماء التلاقي من أجل الجأر بكلمة الحق مهما كان الثمن ، إذ لا يجوز أن يبقى لبنان رهينة لدى البعض .
وأقولها لكم بصدق وصراحة وبتجرد وواقعية نحن نعيش اليوم في أخطر مرحلة مرت على وطننا لبنان وإن أكثر المحللين تفاؤلا لا يرى في الأفق أي بوادر أمل للعودة إلى الإستقرار ، وإن على المواطن اللبناني ألا يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الواقع المرفوض ، فلم يعد أحدٌ يتحمل هذه الممارسات واللامبالاة …

أخوكم الشيخ مظهر الحموي

Exit mobile version