خاص الهديل:
https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers
قال أمس على حسن خليل معاون نبيه بري السياسي أن السفير السعودي وليد البخاري لم يطرح أسماء لرئاسة الجمهورية خلال لقائه مع رئيس مجلس النواب، ولم يضع فيتو على ترشيح سليمان فرنجية ..
طبعاً ما يقصد خليل لفت النظر إليه هو الجزء الثاني من كلامه المتعلق بأن البخاري لم يضع فيتو على إسم فرنجية.. وما يريد الثنائي الشيعي قوله من تقصد التوقف عند هذه المحطة من كل لقاء البخاري، هو الإيحاء بأن إسم فرنجية لا يزال قابلاً للتفاوض عليه عربياً ودولياً ومحلياً؛ وبأن معركة ترشيحه لا تزال في أوجها خارجياً؛ بدليل أنه بالرغم من عدم فتح الباب العربي والدولي أمامه كمرشح؛ إلا أن الصحيح أيضاً أنه لم يتم إغلاق لا الباب العربي ولا الباب الدولي ولا الباب المسيحي بوجه ترشيحه..
ونفس هذه الطريقة المعتمدة على “قرأءة النصف الملآن من فنجان ترشيح فرنجية” خارجياً، يتقصد الثنائي الشيعي أيضاً اتباع نفس هذا الأسلوب في قراءة النصف الملآن من كأس المواقف الداخلية من ترشيح فرنجية؛ حيث يتم التوقف عند أن إسم فرنجية موجود ضمن أسماء المرشحين العشرة الذين ترشحهم بكركي، ما يعني أنها تفضله مع المرشحين التسعة ويجري تآويل ذلك بلغة متفاءلة تقول أن بكركي لم تفضل المرشحين التسعة عليه!!..
والواقع أن الثنائي الشيعي يقسم أداءه في معركة ترشيح فرنجية إلى قسمين اثنين: الأول يتضمن القسم السهل وهو “معركة إعلان ترشيح فرنجية”.. والثاني يتضمن القسم الصعب وهو “معركة انتخاب فرنجية”..
في المعركة الأولى التي يخوضها سياسياً بشكل خاص بري، يريد الثنائي الشيعي تكريس الانطباع السياسي في البلد الذي يقول أن فرنجية مرشح طبيعي وليس مستغرباً ترشيحه أو مرفوض لا عربياً بدليل أن السعودية لم تضع فيتو عليه، ولا داخلياً ومسيحياً بدليل أن بكركي لم تشطب اسمه من قائمة المرشحين العشرة الذين تفضلهم..
ويرى الثنائي الشيعي أن سهولة معركة ترشيحه لفرنجية، تنبع أساساً من كون معارضي ترشيحه ليسوا موحدين على إسم مرشح واحد، بل مشتتين بين عدة مرشحين، ما يرسم صورة للداخل والخارج تفيد بأن فرنجية هو وحده من يملك عملياً صفة أنه “مرشح الأغلبية السياسية المتفقة”، في حين أن كل المرشحين للرئاسة، بما فيهم فرنجية، لا يستطيعون الوصول إلى مرتبة أنهم مرشحو الأغلبية الدستورية، لأن أي حزب أو تحالف حزبي في لبنان لا يستطيع لوحده تأمين نصاب الـ٨٦ نائباً التي تحتاجها عملية عقد دورة انتخاب فخامة الرئيس العتيد..
والواقع أنه بمقابل سهولة إعلان ترشيح فرنجية كونه “مرشح الاغلبية المتفقة” (الثنائي الشيعي وحلفاؤهما)؛ فإن معركة “انتخاب فرنجية” تواجه صعوبة كبيرة، والسبب يكمن في أن معارضي فرنجية، رغم أنهم مختلفون على ترشيح إسم واحد، إلا أنهم متفقون بنسبة عالية، على منع انتخاب فرنجية من خلال سلاح يمتلكونه وهو منع تأمين نصاب عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية..
إن هذه الصورة تقول أمرين اثنين أساسيين:
الأول أن بقاء لبنان في معركة الترشيح من دون انتخاب الرئيس، ستستمر لفترة غير قصيرة، وذلك طالما أن الثنائي الشيعي لديه أغلبية سياسية تجعل ترشيح فرنجية غير مرفوض، ولكن تبقي عملية انتخابه غير ممكنة دستورياً، وذلك لغياب القدرة على تجميع نواب النصاب لصالحه.
الأمر الثاني هو أن الخارج لن ينخرط في معركة الترشيح لأنه يريد من اللبنانيين أن ينتخبوا رئيساً من عندياتهم هذه المرة، وهو أمر لا تتوفر معطياته السياسية الداخلية، ولا زال يعتمد توفره بالكامل على العامل الخارجي الغائب حالياً، وحتى إشعار آخر…