كرمت سفارة دولة فلسطين، في احتفال أقيم في “قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات” بمقر السفارة، المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم “تقديرا لدوره ودعمه العمل الفلسطيني في لبنان وتعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية وشعبها في كل المجالات”.
حضر الحفل، الى اللواء ابراهيم، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، النائب اسامة سعد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الاحمد، امين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، ناشر ورئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، العميد عصام حمية، رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات واعضاء قيادة الساحة، الموسيقار الفلسطيني اللبناني جهاد عقل وشخصيات وفاعليات وطاقم السفارة.
بدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم قدم عقل معزوفة موسيقية ل “القدس”، كما القت الشاعرة نهى عودة قصيدة من وحي المناسبة.
وفي كلمة له قال الاحمد: “اود بداية ان اعبر عن الشكر الجزيل لاخي سعادة السفير اشرف دبور على تنظيم حفل التكريم هذا على شرف الاخ اللواء عباس ابراهيم، الذي امضينا سنوات عمل مشترك، واشدد على العمل المشترك معه منذ ان عادت ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية لاستئناف نشاطها في هذا المقر، ومع تطور هذه العلاقة لعب الاخ اللواء عباس ابراهيم دورا اساسيا في تطورها وتأكيد اللحمة اللبنانية الفلسطينية ورفعت مستوى التمثيل الى درجة السفارة، وكان احد صانعي هذه الخطوة المهمة التي اقرها فخامة الرئيس ميشال سليمان والحكومة اللبنانية”.
أضاف: “وهذا تعبير عن الحرص المشترك الفلسطيني واللبناني لاعادة هذه اللحمة كما كانت عبر التاريخ المشترك الفلسطيني اللبناني، وفي ظل الثورة الفلسطينية المعاصرة، لولا احتضان لبنان وشعب لبنان للثورة الفلسطينية لما استمرت ولما حققت الانجازات التي حققتها حتى الان، ولعل اهم انجاز اعادة بناء الشخصية الوطنية الفلسطينية المستقلة، وانتزاع اعتراف كل العالم دون استثناء لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، واصبحت منظمة التحرير بمثابة الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني”.
وتابع: “توجت هذه الخطوة بقرار الامم المتحدة رقم ١٩/٦٧ عام ٢٠١٢ الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على عضوية الامم المتحدة كعضو مراقب، ومعروف للجميع كيف ايضا اصبحت منظمة التحرير ودولة فلسطين عضوا كامل العضوية في جامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحتى الاتحاد الافريقي رغم اننا لسنا دولة افريقية، اصبح رئيس منظمة التحرير نائبا دائما لرئاسة الاتحاد الافريقي، اقول نعم لبنان وشعب لبنان كان لهم الفضل في ذلك، واذا مررنا بسحابة صيف عابرة جرى التعامل معها وتصحيحها وعادت اللحمة اللبنانية الفلسطينية، اقول بملء فمي وانا مكلف بالاشراف على العمل هنا منذ العام 2010، كانت بصمات سيادة اللواء عباس ابراهيم واضحة، الامن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية وقطع الطريق على كل القوى المخربة للبنان واستقراره ولفلسطين واهدافها في الحرية والاستقلال وليس في التوطين هنا او هناك، وكانت البصمات ايضا بمساندة كل القوى اللبنانية التي امنت بذلك ووصل مستوى التنسيق بادق تفاصيله السياسية والامنية واصبح لبنان ايضا كدولة بمثابة محام دائم للدفاع عن فلسطين في المؤسسات العربية والدولية، وكثير من الانجازات لعب لبنان دورا اساسيا بها”.
وختم الاحمد: “اكرر الشكر لاخي اشرف دبور على اقامة هذا الاحتفال لمن يستحق، وهو واجب علينا كفلسطينيين وهذه ليست المرة الاولى، فسيادة اللواء حاصل على الجنسية الفلسطينية بقرار رئاسي، ويحمل الجواز الفلسطيني الدبلوماسي، وهو دائم الحرص على العمل والعطاء بلا هوادة، ونتمنى عندما تتحرر فلسطين وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة ان يكون من اوائل الداخلين الى القدس التي امن بها، وحتما الدولة الفلسطينية المستقلة آتية لا محال والقدس عاصمتها ولا بديل عنها واللاجئين حتما عائدون بعد ان اذا نجحنا باعادة اكثر من 400000 لاجئ الى ارض الوطن حتى الان، ستكون ابواب فلسطين والدولة الفلسطينية مفتوحة لعودة كل ابناء فلسطين الذين اجبروا على اللجوء”.
ثم تحدث اللواء ابراهيم، فقال: “رفاق الدرب حيث الدروب كلها من غير قيمة إن لم تكن فلسطين وجهتها. فلسطين التي لن يموت سحرها ولن تخبو نارها. فلسطين، ساكنة القلوب والحناجر، تلك الفلسطين التي لن يستطيعوا خنق روحها أو مصادرة حريتها والقرار، مهما علت أسوار الفتنة. ستبقى هذه الفلسطين بوصلة وحدتنا، وقبلة وجودنا وعزنا وكرامتنا. ستبقى فلسطين عنوانا للحرية والنضال لأجل الكرامة، ستبقى فلسطين التي على حبها تفتحت العيون، وعلى الوفاء لها سنبقى شاخصين، وما يجري على الارض هناك هو شعلة الامل الباقية في عالمنا هذا، ولن يستقيم ميزان عدالة في العالم من دون العدالة لها ولشعبها”.
أضاف: “إننا في حضرتكم، حضرة فلسطين وضيافتها، ندعو بكل قوة وبقوة الرجاء والعمل، ندعو الى العودة الى نقاط القوة في عالمنا العربي، والطريق الاسلم والاقصر الى ذلك هو الالتفاف حول فلسطين وقضيتها. فيوم كانت هي قضيتنا، كان لنا وجود، ويوم حولت الى قضية فلسطينية- اسرائيلية عصفت بنا كل الرياح والعواصف حتى كادت تقتلع الجذور ووصل بنا الحال الى أن اصبحنا فصائل وتحالف تيارات وحركات ومنظمات وكلها مستفردة، واصبحت دولنا شعارها وطني اولا وليس أمتي”.
وتابع: “أما لبنان، هذا الوطن الجريح المعذب الذي قدم الكثير الكثير، ومن دون منة، لبنان الذي اعطى كل شيء، حتى كاد يفقد وجوده، في لبنان لا مناص لنا للخروج مما نتخبط فيه إلا بوحدتنا وهي المعجزة الوحيدة المتاحة، القادرة على اجتراح الحلول لكل الازمات مهما تنوعت، فبالوحدة ننتخب رئيسا، وبالوحدة نخرج من نفق الازمات الاقتصادية والاجتماعية وبوحدة الرؤى نصنع وطنا عصيا على الازمات والمحن. والمدخل الى هذه الوحدة هو أن نكون مواطنين في وطن يجمعنا تحت مظلة الولاء للدولة، محافظين على تعدديتنا في اطار الوحدة، متمسكين بهوية هي رسالة للعالم أجمع حول القدرة على اجتراح حوار الاديان والحضارات في زمن صدامها. لا تسمحوا باغتيال لبنان النموذج”.
وختم ابراهيم: “إن المقام يختلف اليوم عنه بالامس في حضرة فلسطين، الأمل يكبر ربطا بما يجري على أرضنا المقدسة هناك، فكل تركيبة هجينة لا قدرة لها على الاستمرار وهذه طبيعة الاشياء. من القلب اشكر دعوتكم هذه لي ومجرد تفكيركم بها هو تكريم لا يفوقه تقدير. شكرا لحضوركم، وعشتم وعاشت فلسطين حرة أبية، وإنكم لعائدون، ولن نقول طال الزمان أم قصر، فالعودة تقترب، وعلينا فقط، وبنية صافية أن نشد الرحال اليها وهي آخر عناويننا كما كانت أولها منذ البداية. عاشت الامة العربية عشتم وعاش لبنان عاشت فلسطين”.
وفي الختام، قدم الاحمد ودبور وابو العردات درعا تقديرية لابراهيم عبارة عن لوحة صدفية للمسجد الاقصى صنعت في القدس.