لم يتمكّن مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية من إقناع نقابة موظفي الهيئة فك إضرابها رغم الوعود التي أعطاها للموظفين بدرس مطالبهم مع المعنيين في الحكومة. موقف النقابة كان حاسمًا لجهة عدم فك الإضراب قبل لمس نتائج إيجابية حيال مطالبهم المعيشية والمتعلّقة بتحسين رواتب الموظفين.
وكان قد توقف الموظفون عن القيام بأية أعمال أو إصلاحات من صباح الجمعة الماضي، الأمر الذي أثّر بشكل كبير على عمل سنترالات الإنترنت في لبنان وتوقُّف الشبكة في مناطق عديدة. واليوم الاثنين نفذ موظفو “أوجيرو” وقفة احتجاجية في المركز الرئيسي للهيئة في بئر حسن حيث قطعوا الطريق لبعض الوقت، معلنين أن “كرامة العاملين وحقهم بالعيش الكريم فوق كل اعتبار، وهي غير قابلة للتفاوض أو الابتزاز”. *وبالتالي هل سيبقى الإنترنت مقطوعًا؟*
أمين سر نقابة عمال “أوجيرو” عبد الله إسماعيل يؤكد لموقع “العهد” أن الموظفين ملتزمون بالإضراب المفتوح، وبالتالي لن يتم إصلاح الأعطال على شبكة الإنترنت، داعيًا المواطنين للصبر في هذه المرحلة.
ويقول “إننا اكتوينا بنيران الغلاء وتفلت الأسعار، ولسنا لقمة سائغة يسهل ابتلاعها”، ويضيف: “ليس من شيمنا أن نوقف الأعمال، ولكن كرامة العاملين وحقهم في العيش الكريم فوق كل اعتبار”.
إسماعيل يأسف أنّ الموظفين تعرضوا للتجاهل المستمر لمطالبهم بتعديل الرواتب بعد أن أصبحت تُعادل واحدًا في المئة من قيمتها الفعلية، والتي لم تعد تكفي لوصولهم إلى مراكز عملهم، ويشير إلى أن موزعي الإنترنت يستفيدون من خدمة “أوجيرو” بالليرة اللبنانية بينما يتقاضون من المواطنين بـ”الفريش دولار”.
ويسأل: “لماذا أبيع بالليرة وهم يبيعونها بالدولار؟”، مضيفًا “لسنا حاسدين بل نريد أن نعيش بكرامة فقط”.
ويشدد إسماعيل على أن الأعطال مستمرة كورقة ضغط على بعض المسؤولين بالدولة، قائلًا “إننا سبق أن قدمنا لوزير الإتصالات دراسة شافية كافية لتعديل تعرفة الإنترنت المجحفة بحقنا، ولكن ما من مجيب! فلماذا على موظفي “أوجيرو” اليوم أن يحملوا مسؤولية كل شيء؟”.
من جهته، يؤكد عضو نقابة عمال هيئة “أوجيرو” نبيه عواضة أن قطاع الاتصالات مرتبط بتأمين الخدمات للناس، وبالتالي فإن أي تحرك سيؤثر على المواطنين، لذا فإن الإضراب سيكون له انعكاسًا قويًا لأنه يمس المواطن بشكل مباشر.
في المقابل، يشدد عواضة على أن “للموظفين مطالب محقة، لأن الرواتب لم تعد تكفيهم، ولا يوجد حد أدنى للعيش، ولاستمرارية العمل حتّى”.
ويقول عواضة “إننا لم نعد نستطيع الوصول الى منازل المواطنين لخدمتهم، بينما الشركات الخاصة التي تقدم الإنترنت للمواطنين، تستفيد من خدماتنا بالليرة اللبنانية، في حين أنها تتقاضى من المواطنين بالدولار وبتسعيرة عالية جدًا أعلى بكثير من التسعيرة الرسمية”.
ويوضح عواضة أن “الدولة كلها متضررة من الإضراب، لأنّ قطاع الاتصالات والإنترنت مهم وحيوي للمؤسسات”، مشيرًا إلى أنه يحقق إيرادات عالية جدًا للدولة، مذكّرًا أن إيراداته وصلت إلى حدود المليار دولار كعائدات سنوية قبل الأزمة.
ويختم عواضه آسفًا الى أنه لا إصلاحات للأعطال على الشبكة لأنّ الموظفين مجبرون على هذا التصعيد والأمن القومي للموظفين وعائلاتهم بات الأهم في هذه المرحلة”، مطالبًا بإنصاف موظفي “أوجيرو” على غرار موظفي الشركات الخاصة كـ “ألفا” و”تاتش”.