لأوّل مرّة في تاريخ البلاد… مسلم رئيسًا للحكومة في اسكتلندا.
بات الاسكتلندي، حمزة يوسف (37 عاما)، أول مسلم يقود الحزب الوطني الاسكتلندي في تاريخ البلاد، وهي خطوة ستجعله رئيسا للحكومة بعد تصويت البرلمان، يوم غد الثلاثاء.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن يوسف أصبح أول مسلم يقود حزبا كبيرا في المملكة المتحدة، وسيكون أول زعيم يتحدر من أقلية عرقية في حكومة مفوضة من المملكة المتحدة.
وفاز حمزة، الذي كان يشغل منصب وزير الصحة، بـ52.1 في المئة من أصوات أعضاء الحزب الوطني، بعد منافسة حادة مع وزيرة المالية الحالية كيت فوربس (32 عاما)، والوزيرة السابقة آش ريغن (38 عاما)، ليخلف زعيمة الحزب ورئيسة الوزراء، نيكولا ستورجن، التي أعلنت استقالتها بشكل مفاجئ في شباط، بعد أن شغلت المنصب لنحو ثماني سنوات.
وبعد إعلانه رئيسا للحزب، الاثنين، قال يوسف في كلمة من ملعب مورايفيلد في إدنبرة، متحدثا عن جديه المهاجرين من باكستان في ستينيات القرن الماضي: “كمهاجرين لم يعرفا سوى كلمة واحدة باللغة الإنكليزية، لم يتخيلا في أحلامهم الجامحة أن حفيدهما سيكون يوما ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول لاسكتلندا”.
وأضاف: “يجب أن نفخر جميعا بحقيقة أننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة، مفادها أن لون بشرتك أو إيمانك لن يقفا عائقا أمام قيادة البلد الذي نطلق عليه جميعا كلمة وطن”.
وكان يُنظر إلى يوسف على نطاق واسع على أنه المرشح المفضل لقيادة الحزب الوطني الاسكتلندي، وفق التايمز.
ومن المقرر أن يتم اختياره رسميا من قبل البرلمان الاسكتلندي، الثلاثاء، ليكون رئيس الحكومة القادم. وبعد ذلك، سيؤدي اليمين رسميا في المحكمة العليا، الأربعاء.
وقالت التايمز إنه بعدما دخلت ستورجون التاريخ باعتبارها أول امرأة تقود اسكتلندا، فقد أثبتت المنافسة على خلافتها أنها “تاريخية” أيضا بعد أن شغل المنصب مرشح يتحذر من أقلية عرقية، ينتمي للدين الإسلامي.
ووصفت الصحيفة التصويت لاختياره رئيسا للحزب بأنه “تاريخي” ليس لاسكتلندا فقط، لكن كذلك للمملكة المتحدة، إذ يأتي فوزه بعد انتخاب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، العام الماضي، وليو فارادكار، لرئاسة حكومة إيرلندا، في عام 2017.
وهذه المرة الأولى التي يصبح فيها رؤساء وزراء بريطانيا واسكتلندا وإيرلندا من أصول جنوب آسيوية.
ويتوقع مؤيدو يوسف أن يواصل تمرير السياسيات التقدمية لرئيس الحكومة السابقة، لكن ستكون له أيضا سياسته الخاصة.
وقال إيان بلاكفورد، أحد الزعماء الإقليميين في الحزب الوطني الاسكتلندي: “سيكون لاعبا جماعيا. سيظهر باعتباره القائد، لكن سيكون معه أشخاص حول الطاولة”.
وسيكون التحدي الأكبر أمام يوسف هو توحيد حزبه، بعد أن ظهرت انقسامات عميقة خلال الفترة الماضية.