كتب عوني الكعكي:
مسكين «الطفل المعجزة» الذي يحتاج الى بعض الوقت في بطن أمه كي يُعاد تكوينه إذ عنده نقص في ذلك.
على كل حال، الصهر المعجزة الذي حكم البلاد والعباد بإسم عمّه صاحب شعار: «جهنم» ست سنوات عجاف، يظن ان عهده لم ينتهِ بعد، وأنّ الحياة مستمرة، إذ لا يمكن لأي لبناني -في اعتقاده- أن يأكل أو يشرب إلاّ إذا رضي عنه الصهر الموتور.
هذه الحملة التي قامت على دولة الرئيس نجيب ميقاتي عنوانها «الساعة»… لكن الحقيقة في مكان آخر.
فالصهر رفع شعارات وهميّة.. ولكن وللأسف، تبيّـن أنّ اللعبة الطائفية لا تزال تطغى، وأنّ الأكثرية الشعبيّة تأثرت بذلك..
إنّ الهجوم الذي تعرّض له دولة الرئيس ميقاتي على الصعيد المسيحي يبيّـن ان هناك حقداً دفيناً… وإنّ القصة ليست قصّة تقديم أو تأخير ساعة، بل القصة ان إخواننا المسيحيين غير قابلين بفكرة أن يحكم رئيس الحكومة، ومعه رئيس المجلس النيابي الدولة ورئيس الجمهورية المسيحي لا يزال ينتظر أي اتفاق بين المسيحيين أنفسهم، وهذا الاتفاق يبدو انه صعب أو يمكن أن نقول شبه مستحيل.
لو عدنا الى التضحية الكبرى التي قدّمها د. سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» منذ 6 سنوات، والتي أنجبت وانتخبت ميشال عون رئيساً، فلا أظن بعد تلك التجربة انه على استعداد لأن يجرّب مرة ثانية… كما أظن انه تعلم الكثير، وإذا لم يتعلم فتلك مصيبة بالنسبة لشخصه الكريم.
أمام هذه الحملة على «الإثم» الذي ارتكبه دولة الرئيس ميقاتي… فتصوّروا يا جماعة ان دولته أراد أن يصنع معروفاً مع الصائمين، بالنسبة للساعة.. وظنّ ان المسيحيين بالتأكيد يوافقون على ذلك، ليتبيّـن له في ما بعد ان غبطة البطريرك بشارة الراعي أصدر بياناً يرفض ويستنكر عملية عدم تقديم «الساعة» ويا للغيرة على الدين ضد «الإثم» الذي ارتكبه دولة الرئيس.
فعلاً لا أزال لا أصدّق ما قاله غبطة البطريرك.
كما لا أزال أتعجّب وأستغرب أن يصدر هذا الكلام عن غبطته خاصة وإنني أعلم انه حريص على محبته للبنان وحريص على التعايش، ودائماً ينادي بذلك التعايش. «فما عدا ما بدا»، فعلاً ما زلت مندهشاً ومستغرباً ومتعجباً من هذا الحدّة في الرفض.
وكان بيان بكركي قد أشار علناً لمعارضة تمديد التوقيت الشتوي، وما جاء بتأجيل اعتماد التوقيت الصيفي وذلك -حسب رأي بكركي- لغياب التشاور المسبق حول القرار، والإرباك الذي تركه مخالفة التوقيت العالمي والأضرار المتأتية منه.
الى ذلك، أيّد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية بيان بكركي، وأسف للتسرّع في اتخاذ قرار تمديد التوقيت الشتوي.
أفهم ان الدكتور سمير جعجع دخل في هذا الموضوع بسبب المزايدات، خاصة وأنّ الطفل المعجزة رفع سقف مزايداته، وكي لا يبقى الدكتور بعيداً عن جو المزايدات دخل على الخط ولكن بهدوء.
اما سامي الجميّل فإنه لا يزال يعيش في جو أيام جدّه ووالده.. ومن الطبيعي أن هذا البيت عاش وترعرع على المزايدات الطائفية.. ويكفي ان عهد أمين الجميّل كان عهد بداية انهيار الليرة اللبنانية… ويكفيه أيضاً ان في عهده دخلت إسرائيل لبنان واحتلت بيروت، وهذه المرّة الأولى التي تدخل اسرائيل عاصمة عربية.
أخيراً، أهنّئ دولة الرئيس ميقاتي على متانة أعصابه وعلى تعامله مع العاصفة التي تريد أن تقضي على ما تبقى من بلدنا الحبيب لبنان.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*