الهديل

خاص الهديل: دولة رئيس تبديد الأعمال: حان وقت إنهاء مسرحية ميقاتي البديل عن الأصيل في الساحة السنية

خاص الهديل….

 

 

 

 

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

لم يعرف الرئيس نجيب ميقاتي أمس كيف يشق لنفسه مخرجاً يلج منه من الأزمة التي وضع نفسه بها. ولعل أسوأ شيء فعله بحق نفسه، أنه حاول أن يرسم صورة له، تعاكس حقيقة الصورة التي يراها الناس بها؛ سيما صورته وهو يهيم في خضم أزمته مع “حرب طواحين التوقيت”، وفي أزمته مع أنه قاد حكومة غير منتجة ويقود الآن حكومة تبديد الأعمال، وأنه يتربع على كرسي دولة رئيس بوظيفة “شاهد ما شفش حاجة.. وغالباً متورط بكل حاجة”..

وبعد ثلاثة أيام من لعبته مع طواحين الوقت، وتبرعه بالوقوف بوجه الزمن متصوراً نفسه أن هذه فرصته لأن يتشابه مع قادة القرارات التاريخية، يجد ميقاتي نفسه أن كل ما فعله، هو أنه قدم خدمة العمر لجبران باسيل الذي استفاد من تحول ميقاتي “لمنبه” يوقظ الطائفيين من غفوتهم وسباتهم ويعطيهم اللحظة المناسبة ليقفوا على شرفات الخطابة ليقودوا الناس من غرائزهم..

…وأمس عاد ميقاتي وقدم لباسيل “جائزة لوتو” أخرى بغضون أقل من اسبوع، وذلك عندما “عماها” بتبريراته التراجع عن “قراره التاريخي(!!) بمد التوقيت الشتوي” بدل أن “يكحلها”. وهكذا بات باسيل عملياً يعيش سياسياً على هفوات ميقاتي المتكررة.

كل الأداء السياسي لميقاتي خلال إطلالته الإعلامية أمس، كان بائساً بالشكل والمضمون؛ فلقد تلعثم وهو يهجي الكلمات.. وتاه هو يحاول ترتيب فكرة واحدة مقنعة على الاقل؛ وما قاله عن أنه وحده يعمل مع الجيش والقوى الأمنية لحفظ البلد وهيكل الدولة، هي مقولة ليست بمحلها ومثيرة للضحك: فالجيش والقوى الأمنية يسهرون فعلاً على البلد وعلى الحفاظ على آخر معنى مؤسساتي يمثلونه داخل الدولة؛ فيما ميقاتي ينام “ملء جفونه عن شواردها “في طابقه العلوي وعلى سرير أحلامه الوردية.. وفيما الجيش وقوى الأمن يأكلون كفاف يومهم، فإن ميقاتي يتنعم في زمن شد البطون بما جنى من أرباح وكنز من اموال.

وفكرة ميقاتي أنه حدد ٤٨ ساعة حتى تبدأ سريان “ساعة صفر العودة” عن قراره، أظهرته كجنرال يقف أمام محكمة عسكرية وهو بلحظة نزع النجوم عن كتفيه والاستماع الى تلاوة حكم فشله في مهامه وعبط تكتيكاته الخاسرة والبلهاء.

وأيضاً وأيضاً لم يكن ميقاتي موفقاً أمس حينما استعرض تاريخه المسالم والمتسامح، حيث أشار إلى أنه لا يوجد في سجله انه تحدى أحداً أو خرج بغزوة دينية، الى نهاية هذا الكلام المعسول عن نغمة اللاطائفية الذي يسمعها المواطن كل يوم من زعمائه مستغلي الشعارات الطائفية.. ومشكلة ميقاتي هنا تقع في أنه أراد ارتداء ثوب غاندي، فيما فقراء طرابلس لا يتفقون معه على هذه الصورة التي يرسمها لنفسه.. وفيما سجلات من كانوا يسمون أنفسهم “قادة المحاور” الذين عاثوا تدميراً بوحدة الفيحاء الوطنية؛ تؤشر إلى عكس ادعاءات ميقاتي.

والواقع ان دولة رئيس “تبديد” الأعمال حاله كحال كثيرين من منظومة حكام البلد الذين يتغنون بالتسامح، ولا يفهم المواطن عن أي تسامح يتحدثون؛ وما إذا كانوا يقصدون عدم التمييز في سياساتهم بين إفقار المواطن المسيحي والمواطن المسلم!!

ولم يكن ميقاتي بطبيعة الحال موفقاً حينما قال أنه صاحب رغبة في إخراج البلد من العتمة، فيما البلد لم تنور فيه منذ توليه الحكومة إلا أنوار وجهه النورانية؛ وحينما قال أنه صاحب رغبة بإخراج البلد من العوز، فيما الناس في عهد حكومته ازدادوا عوزاً؛ وفيما ذوو القربة الطرابلسيين يموتون غرقاً في البحر الذي يظهر أفقه الممتد من شرفة قصر ميقاتي في عاصمة الشمال؛ وحينما قال أنه صاحب رغبة في فك عزلة البلد، فيما حصار عدم قيام حكومة ميقاتي بالاصلاحات هو سبب عدم مساعدة العالم للبنان.

وإذا كان ممكناً غض الطرف عن كل هفوات ميقاتي الواردة أعلاه، فإن ما لا يمكن التسامح معه، وهذه المرة من قبل الطائفة السنية، هو ان يستخدم ميقاتي السنة كدرع ليحتمي به، وهو في لحظة تبرير سوء تصرف ارتكبه، ولحظة بلاهة وقع فيها.

…فيا دولة الرئيس كان الأجدر بك ان لا تحشر الطائفة السنية أمس في حشرتك البلهاء؛ وأن تترك تاريخ الطائفة السنية كي يتحدث عن اعتدالها الوطني رجالاتها الذين لم تغب مواقفهم رغم غيابهم أو عدم حضورهم هذه الفترة، وأن لا تحشر الطائفة السنية في يوم حشرك السياسي الذي ليس للسنة شأن به…

يا دولة الرئيس: الطائفة السنية لها رموزها المشهود لهم باعتدالهم الذكي والمخلص، وليس المتذاكي، وهم حاضرون في مواقفهم ومصداقيتهم رغم غيابهم ..

قصارى القول ان لعبة البديل عن الاصيل في الساحة السنية بلغت مع بلاهة ميقاتي الأخيرة حدها، وصار الوقت كي تنتهي “مسرحية الحبل الذي في نهاية طرفه يوجد خروف مسروق”.

هناك قول مشهود لمرجع سياسي يصف فيه ميقاتي، مفاده أن “ميقاتي رئيس لا يحكم ولا يستقيل”….

…هنيئاً للبنان بميقاتي طويل القامة ومديد البقاء المزعج على صدور اللبنانيين.

Exit mobile version