الهديل

لا رئيس ولا حل في لبنان قبل انتهاء حرب اليمن

 

 

كتب عوني الكعكي:

لا نبالغ حين نقول إنه لا يوجد حل ولا اتفاق على انتخاب رئيس جمهورية في لبنان إلاّ بعد انتهاء حرب اليمن.

أصبح معروفاً وواضحاً ان لبنان منقسم الى فئتين يمكن تسميتهما بأي اسم تشاءون: 14 آذار أو 8 آذار… أو المقاومة والممانعة، أو حلفاء أميركا والسعودية… كل هذا الكلام ليس له أي معنى لأنّ الوضع في المجلس النيابي الجديد الذي جاء بعد تعديل أسوأ قانون للانتخابات في العالم، حيث أطلق عليه اسم “قانون هابيل وقابيل” حين قتل الشقيق شقيقه.

على كل حال، ليس هناك حلّ إلاّ بعد انتهاء حرب اليمن، فلماذا؟

لسبب بسيط ان ما يهم السعودية اليوم، أن تتوقف حرب اليمن التي استنزفت نصف أو أكثر موجودات الصندوق السيادي الذي كانت المملكة تفاخر به وبأنه الضمانة الكبرى للمملكة عند انتهاء النفط والغاز، ليتبيّـن ان الحرب في اليمن قد استنفدت أكثر من نصف مدخراته والحبل على الجرار…

من ناحية ثانية، ارتفع منسوب التفاؤل عندما جرى اتصال هاتفي بين الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة بالرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ودعاه الى زيارة المملكة، هذا جيّد ولكنه غير كافٍ…

كما ان هناك اتصالاً بين وزير خارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان بوزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان، اتفقا فيه على اللقاء خلال شهر رمضان، وهذا جيد أيضاً… ولكنه غير كافٍ أيضاً. ولنكن أكثر دقة فلننتظر وَنَرَ على ماذا اتفقا؟ هذا أولاً، ثم ما هو تأثير هذا اللقاء على ما يجري في اليمن… وهل حصل اتفاق في اليمن؟ وهذا سؤال أساسي وكبير أيضاً، علينا أن نتنظر.

إضافة الى الدعوة لزيارة رئيسي للمملكة، وإلى الاتفاق على الاجتماع بين وزيري خارجية المملكة وإيران، هناك اتصال حصل مؤخراً بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي عهد المملكة الامير محمد بن سلمان، وجرى الاتفاق على تسهيل أمر انتخاب رئيس جديد للبنان، وهذا جيّد أيضاً ولكنه غير كافٍ، فلماذا؟

لسبب بسيط… ان المملكة لن تَخْطو خطوة واحدة نحو العراق أو سوريا في الوقت الحاضر. وهنا بالنسبة الى سوريا فقد جرى اجتماع من أجل إعادة العمل الديبلوماسي بين البلدين، وإنّ القنصلية السعودية في دمشق سوف يُعاد افتتاحها قريباً. كل هذه المؤشرات لا تزال أيضاً غير كافية.

باختصار، المملكة متضايقة جداً من حرب اليمن، وتعتبرها خطراً كبيراً على أمنها وحدودها وما يجري منذ 26 آذار (مارس) عام 2015 أي منذ بداية الحرب بين المملكة والحوثيين يوم تدخلت المملكة لتحول دون تحوّل اليمن بالكامل الى دولة يحكمها الحوثيون الذين هم الفريق التابع لإيران مباشرة، والذي تدعمه إيران بالسلاح والمال والذخيرة والصواريخ والمسيّرات وخبراء عسكريين من الحرس الثوري ومن حزب الله… وهذا معلن عنه بكل صراحة، وأكثر من ذلك أصبحت الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت مركزاً أساسياً للإعلام الحوثي من إذاعات وتلفزيونات وساحة تدريب عسكرية وإعلامية…

هذا وقبل أن يتوقف ذلك كله نهائياً، ويعود الحوثيون الى حجمهم الطبيعي، وتعود اليمن الى دولة غير معادية للمملكة، بل تعود الى دولة مجاورة لكنها ليست عدوّة، لن يحدث أي تطوّر جديد، وهذا يحتاج الى ترتيب واتفاقات قد تحتاج الى أشهر عدة.

لذلك، الذي يعرف الخطر الكبير الذي تعرّضت له المملكة والتهديد من خلال المسيّرات والقصف الصاروخي بالمسيّرات أيضاً، وحتى ان القصف وصل الى مدينة الظهران وتحديداً الى شركة “آرامكو”.

قبل اتفاق حقيقي وجدّي ومضمون بمساعدة الصين، فلن يأتي السلام الى لبنان وسوريا والعراق واليمن، ولن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية جديد إلاّ بعد الاتفاق النهائي، وهذا يحتاج الى أشهر.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version