الهديل

خاص الهديل: أجوبة على أسئلة ماذا فعل فرنجية في باريس..

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

السؤال الذي شغل بال اللبنانيين طوال يوم أمس وسيظل كذلك طوال الأيام المقبلة، هو ماذا فعل سليمان فرنجية في باريس؟ وهل ذهب بناء على دعوة فرنسية؟ أم أنه ذهب بمبادرة منه، وتم هناك ترتيب لقاءات له مع مسؤولين فرنسيين؟ وهل التقى الرئيس الفرنسي ماكرون؟ وفي حال التقاه ما معنى ذلك داخل مشهد السباق الرئاسي في لبنان؟ وأخيراً وليس آخراً، هل زيارة فرنجية الباريسية تعكس اعترافاً فرنسياً بخيار ايصاله لقصر بعبدا؟ أم أن زيارته تأتي ضمن سياق آخر لا يضيف شيئاً جوهرياً لحظوظه الرئاسية؟؟.. 

في الإجابة عن كل هذه الأسئلة الشائعة والمتداولة من قبل الإعلام والسياسيين اللبنانيين، يجدر بداية الإشارة إلى حقيقة أن باريس تعج منذ فترة بمسؤولين لبنانيين وبمرشحين موارنة للرئاسة بعضهم ترشيحه معلن وبعضهم الآخر ترشيحه غير معلن، إلى هؤلاء تتواجد أيضاً في فرنسا شخصيات تستكشف الأجواء الرئاسية لمرشحين ونافذين موجودين في بيروت.

وفي هذا المجال هناك ثلاثة أمور تجدر معرفتها: 

أولها ان صناعة الموقف الخارجي بخصوص فخامة الرئيس العتيد لا يوجد في باريس، بل في السعودية..

الامر الثاني يتمثل بأن كل المرشحين اللبنانيين أو داعميهم المتواجدون بمناسبة الاستحقاق الرئاسي في باريس، إنما يقيمون هناك أو يزورونها، ليس لمعرفة رأي فرنسا بأسم مرشحها، بل لمعرفة ما هي أخبار السعودية حول الاستحقاق الرئاسي كما وصلت إلى فرنسا.. فما يحدث راهناً هو أن أبواب الرياض في هذه الفترة غير مفتوحة بوجه مستطلعي رأيها من الاستحقاق الرئاسي.. وعدا ما يدور بينها وبين باريس ضمن اللجنة الخماسية؛ فإن السعودية مقتصدة بالتحدث عن الاستحقاق الرئاسي، ولذلك فان المعنيين اللبنانيين يعتبرون ان باريس حالياً هي أقرب مكان للتنصت منه على تفكير السعودية بموضوع الرئاسة؛ وأن باريس هي وحدها التي تستطيع نقل رسائل إلى السعودية من المرشحين أو السياسيين اللبنانيين. 

الأمر الثالث هو أن فرنسا تحولت من عراب انتخاب رؤساء الجمهورية في لبنان الى “حاملة رسائل” بخصوص الاستحقاق الرئاسي بين لبنانيين وبين السعودية. 

والواقع ان زيارة فرنجية إلى باريس تندرج ضمن هذه الأمور الثلاثة التي فحواها، أولاً جس نبض موقف الرياض من ترشيح فرنجية كما وصل لباريس، وبدرجة ثانية محاولة توسيط باريس بنقل رسالة تطمين من فرنجية إلى السعوديين!! وبدرجة ثالثة رغبة فرنجية بأخذ صورة دولية له من باريس تظهره بأنه ليس مرشح محور الممانعة وحارة حريك وقصر المهاجرين؛ بل هو يريد أن يكون أيضاً بالأساس مرشح انفتاح لبنان على الفضاء الدولي والعربي!!. 

ولا شك أن فرنجية لديه في فرنسا لوبي داعم له أبرزهم رجل الأعمال اللبناني الشاغوري الذي لديه سجل طويل ومستمر من العلاقة مع فرنسا انطلاقاً من حضوره المهم في قطاع النفط، والى جانب الشاغوري هناك إعلاميين وشخصيات فرنسية تربطهم صداقة بفرنجية، وأحد هؤلاء كان كشف خلال الانتخابات الرئاسية الماضية عن أبرز عامل في خطة تسويق فرنجية بين نخب السلطة في فرنسا، ومفاده التركيز على السمة الأبرز في شخصية فرنجية والتي تجد تعاطفاً فرنسيا معها؛ وهي القول أن فرنجية شخصياً، هو ضحية المنظومة السياسية الدموية ذات البعد الميليشياوي، بدليل أنه تربى يتيماً نتيجة مقتل والده وعائلة والده خلال هجوم لميليشا القوات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية على آل فرنجية في عقر دارهم.

ويبقى القول أن زيارة فرنجية لباريس لم تفده في الحصول على الجواب السعودي الذي ذهب أبو طوني إلى فرنسا من أجل الحصول عليه.. وأكثر ما حققته هو أنها خدمت بالشكل محاولة فرنجية تقديم صورة لترشحه أوسع من إطار أنه مرشح الثنائي الشيعي وتصب في مصلحة تظهيره انه مرشح تسوية(!!) .. وكل رهان فرنجية الآن هو ان تقود تطورات التفاهم السعودي الإيراني الأمني والسياسي من جهة، وتقارب مصر السياسي مع سورية من جهة ثانية، إلى مناخ “عربي متشارك” في لبنان يتقاطع عند اسمه، علماً أنه بالعمق قد يسير مناخ التقاربات العربية إلى البحث عن رئيس تسوية في لبنان من خارج اسم فرنجية..

Exit mobile version