كتب عوني الكعكي:
من حيث المبدأ، فإنّ الجميع مع إجراء الانتخابات البلدية أو النيابية أو أي انتخابات أخرى، لأنّ الشعب اللبناني يعيش في ظل نظام ديموقراطي حرّ، منذ يوم الاستقلال عام 1943.. وللمناسبة قد يكون لبنان البلد العربي الوحيد الذي يمارس شعبه انتخابات حرّة، بكل ما في الكلمة من معنى، وهي ليست معلّبة كما هي في بعض الدول الأخرى.
وعلى كل حال، الجميع يشكو من النظام الحالي. لكننا لا نزال متميزين، برغم الظروف غير الطبيعية التي نعيشها منذ توقيع لبنان “اتفاقية القاهرة” التي تضمنت السماح للفلسطينيين بحمل السلاح في لبنان… فالمقاومة الفلسطينية دفعت إسرائيل لاحتلال أوّل عاصمة عربية وهي بيروت.. وهي (أي إسرائيل) جلبت لنا إيران، والشعب اللبناني يكاد لا ينتهي من احتلال إلاّ ويأتيه احتلال جديد.
اليوم لبنان محتل من إيران بحجة المقاومة اللبنانية التي هي في الحقيقة شيعية مرتبطة بإيران، تتلقى الأوامر من الجمهورية الاسلامية، وهذا أصبح واضحاً وحقيقياً، خصوصاً عند كل استحقاق انتخابي.. ما يعرقل انتخاب رئيس جديد للبلاد.
بالعودة الى اجتماع جرى مع وزير الداخلية القاضي بسام المولوي، فقد قال لنا (أي لنقابة الصحافة) إنه قد هيّأ الوزارة لإجراء انتخابات بلدية، ولوائح الشطب كلها متوفرة، وتنتظر أوامر الحكومة..
أضاف: إنّ الانتخابات سوف تُـجرى على 4 مراحل، في كل أسبوع مرحلة. اما بالنسبة للكلفة والأموال المطلوبة فأعلن أنها ستكون 10٪ من الكلفة السابقة خصوصاً أننا سنستعين بالكنائس والجوامع والمدارس وندفع فقط ثمن المازوت.. وبذلك سوف تنخفض الكلفة الى 10٪. على كل حال عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان، إذ ان معالي وزير الداخلية بسام المولوي سوف يدعو الى إجراء الانتخابات حيث تصبح المشكلة عند القوى السياسية… وهل هي جادة في دعوتها الى الانتخابات أم لا؟
وكي لا نظم أحداً نرى ان هناك فريقاً استغل موقعه في الدولة واستفاد منه، فرتّب انتخابات بلدية على مزاجه وهو الآن خائف، لأنه لم يعد يمون على أحد… وإذا حصلت الانتخابات فسوف تفضحه.. هذا الفريق الذي يمثله جبران باسيل ليس قليلاً لكنه وهمي.. والانتخابات إذا جرت ستكون صدمة موجعة له، خاصة وأنّ “عمّه” أصبح في آخر العمر والخوف من النتائج إذا لم تكن كما هو متوقع، فسوف تقضي عليه.
فريق ثانٍ أي “القوات” يريد الانتخابات ويظن انه سيحقق انتصارات كبيرة… كما حقق في الانتخابات النيابية، ولكن أظن ان حساب الحقل لن ينطبق على حساب البيدر، لأنّ “القوات” لا تقول لا… لأنّ كلمة الرفض هي شعارها… وبالعودة الى حكومة الرئيس سعد الحريري في أول “عهد جهنم” نتذكر ان موقف “القوات” كان دائماً الرفض، وفي الحقيقة ساهم هذا الرفض في عدم النجاح في جميع الملفات المطروحة، وأهمها ملف الكهرباء… فكان كل طرح تقابله “القوات” بالرفض، ما أدّى الى فشل كبير في ملف الكهرباء.. صحيح ان “القوات” لم تفعل شيئاً لكنها ساهمت من حيث لا تدري بتفشيل مشروع الكهرباء..
الفريق الثالث ضائع خصوصاً بعد وجود سعد الحريري في الخارج، فأصبح أهل السنّة في ضياع كامل، فلا يوجد زعيمان مع بعضهما البعض، والأنكى ان الزعماء الأغنياء من أصحاب الملايين هم أبخل بني البشر.. لا يساهمون حتى في فريضة الزكاة… في الحقيقة لو ان أصحاب الملايين يزكّون لكان الوضع مختلفاً. وكما يُقال لن ترى مسلماً واحداً فقيراً ولكن؟
الفريق الرابع فإنه يذهب الى الانتخابات حسب الأوامر لأنّ من يدفع له هو الذي يأمره.. ولعن الله الطائفية التي تقضي على سلامة التفكير.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*