الهديل

خاص الهديل: لهذه الأسباب تقود مصر مشروع إعادة سورية للجامعة العربية..

خاص الهديل:

https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers

تنظر القاهرة الى زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى مصر، من منظور يتصل بثوابت إستراتيجية تتعلق بالأمنين القومي المصري والقومي العربي.. وهذه الثوابت الاستراتيجية من وجهة نظر صانع القرار المصري، لا تتبدل بفعل تطورات ظرفية أو أحداث مستجدة.. بمعنى أن مصر تنظر لعلاقتها بسورية وللصلة بين أمنها وأمن سورية، من منظار ثوابت الاستراتيجة التي تفرضها حقائق التاريخ والوقائع الجيوسياسية، والتي لا تتبدل مع تغير الظرف والوقت. 

وبدفع من هذه المعاني الاستراتيجية، فإن مصر تضع زيارة وزير الخارجية السورية للقاهرة، ضمن الرؤى الاستراتيجية المصرية التالية حول تفسيرها للحدث السوري وموقعه داخل الظروف التي مرت بها المنطقة في العقدين الأخيرين: 

أولاً- طوال فترة الأزمة في سورية منذ العام ٢٠١١ حتى اليوم؛ فإن مصر لم تقطع علاقاتها تحت الطاولة مع دمشق، وكانت القاهرة دائماً ضد تعرض الجيش السوري للانفراط، وضد تحلل الدولة الوطنية في سورية بغض النظر عن وجود ملاحظات أو عدم وجود ملاحظات لديها على النظام السوري.

ثانياً- ان المشتغلين في مجال التحليل الاستراتيجي في مصر وجدوا أن “مشروع أسلمة”، أو مشروع “أخونة” (من الاخوان المسلمين) الشرق الاوسط الجديد توصلا لاغراق المنطقة بالفوضى الخلاقة، كان يستهدف بالأساس كل من مصر وسوريا، على اعتبار أن مصر هي مركز الثقل العربي، وسورية هي بوابة مصر الشرقية؛ وعلى اعتبار أيضاً ان الجيش العربي السوري هو الجيش الثاني الشقيق للجيش الأول المصري. 

وتكشف بعض أراء الاستراتيجيين المصريين ان القاهرة لم تقطع للحظة علاقاتها بسورية، إلا حينما استلم الرئيس الإخواني محمد مرسي السلطة في مصر، حيث قام الأخير بقطع العلاقة مع سورية واعلان الجهاد ضد سورية. ويلاحظ هؤلاء المتابعين الاستراتيجيين انه بعد ايام قليلة من اعلان مرسي هذه القرارات، قام الجيش المصري بتبكير بدء حركته مع الشعب المصري لاخراج الإخوان ومحمد مرسي من السلطة في القاهرة، وذلك في خطوة كان من بين أهدافها الكبرى إنقاذ العلاقة الاستراتيجية مع سوريا ومع الجيش العربي السوري، وإسقاط مؤامرة تكريس “نظام الاخونة” في مصر؛ وتصديره إلى سورية.. وعلى هذا فإن ثورة إزاحة مرسي من الحكم في القاهرة، كانت من وجهة نظر مصر بمثابة حركة من الجيش المصري لضرب المؤامرة الثنائية على مصر وسوريا المرسومة ضمن خطة إغراق الشرق الأوسط بالفوضى الخلاقة.

ثالثاً- ..وانطلاقاً من كل ما تقدم، ترى مصر أن استعادة سورية لحضن الجامعة العربية هو أول خطوة على طريق بدء إعادة بناء الأمن القومي العربي. ويسود اعتقاد لدى متابعين بأن مصر ستكثف جهودها من أجل اصطحاب الرياض معها في مشروع تعجيل دعوة سورية لحضور القمة العربية في السعودية، وهدف مصر من ذلك تزخيم عملية بدء مرحلة الانقلاب الايجابي في العلاقات العربية العربية، بعدما أدت عملية التقارب بين الرياض وطهران وبين القاهرة وانقرة، الى بدء تزخيم عملية الانقلاب الايجابي في العلاقات الإقليمية.

Exit mobile version