استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفداً قيادياً من حزب” القوات اللبنانية” برئاسة نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني، وبتكليف من رئيس الحزب سمير جعجع لدعوته الى الإفطار الذي دعا إليه رئيس الحزب والنائبة ستريدا جعجع غروب الأربعاء 12 نيسان في معراب.
وضم الوفد الى حاصباني ، منسق منطقة بيروت إيلي شربشي والمحامي ميشال فلاح ورئيس مركز المصيطبة – رأس بيروت في بيروت الثانية ميشال بيضا.
وبعد اللقاء، تحدث حاصباني بإسم الوفد وقال: “جئنا لزيارة صاحب السماحة للإطمئنان عنه ونقل تحيات رئيس الحزب إليه ولدعوته لمشاركتنا في الإفطار الرمضاني الذي سيقام في معراب بدعوة من الدكتور جعجع وزوجته النائبة ستريدا جعجع، وذلك جرياً على العادة السنوية”.
وأضاف: “هذا اللقاء شكل فرصة لتداول العديد من الملفات الاساسية في البلاد، خصوصاً في هذا الشهر الفضيل والتحديات التي يواجهها الشعب اللبناني من الناحية الاجتماعية والاقتصادية لاسيما الازمات التي تسببت بها المقاربات السياسية. وشددنا على إعطاء الأولوية للشؤون الوطنية الجامعة، والاستحقاقات الأساسية منها انتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل أولوية لكل اللبنانيين، على أمل أن يحصل هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن، بالاضافة إلى أولويات مدينة بيروت والتحديات التي تواجهها. كما بحثنا في أهمية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية التي يشدد وزير الداخلية على إجرائها ونحن نشد على يده أيضاً لإنجاز هذا الاستحقاق بالطرق والوسائل القانونية السليمة”.
ولفت حاصباني إلى “أهمية الاستحقاقات المتعلقة بالعاصمة بيروت وأهمية تماسك أهلها والحفاظ على التعايش الذي تمثله بيروت من خلال التمثيل الصحيح لمكوناتها كافةً عبر المناصفة والحرص عليها، وصولاً إلى التمثيل الصحيح في كل المناطق والادارة الصحيحة التي تلاقي متطلبات المواطنين في هذه المرحلة الاستثنائية خصوصاً في العاصمة”.
وتمنى باسم الوفد “أن يتمم الله هذا الشهر الفضيل بصحة وعافية وصولاً إلى الأعياد الكريمة مع التأكيد على التواصل الدائم مع هذا الصرح الوطني الذي لطالما أعطى لبنان المواقف والأفعال الوطنية”.
ورداً على سؤال عن المناصفة في بلدية بيروت قال حاصباني: “سماحة المفتي حريص جدا على التزام هذا الموضوع ولمسنا منه كل الدعم على أن تتواصل القوى السياسية في ما بينها لتحقيق الأهداف التي تخدم مصلحة العاصمة، وكلنا حرص على أن تجري الانتخابات البلدية والاختيارية في كل المناطق وفي العاصمة بشفافية وتعاون لما فيه المصلحة العامة فنقوم بكل الإصلاحات المطلوبة إنتخابيا وإداريا وتنظيميا لمجلس بلدية بيروت تباعاً”.
وعن زيارة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى باريس وحظوظ وصوله إلى الرئاسة قال: “في النتيجة القرار لبناني والدور الاساس هو للكتل النيابية والنواب الذي يختارون الرئيس وكما يبدو من آراء النواب ومواقفهم أن الحظوظ ضئيلة بغض النظر عن المواقف الدولية والحركة الخارجية. كل الشكر للدول التي تسعى لمساعدة لبنان على إنجاز الاستحقاق الرئاسي لكن المنطلق الوحيد للانتخابات الرئاسية هو لبنان”.
وعن حظوظ قائد الجيش قال: “هناك مرشحون يشهد لهم بمواقفهم الوطنية وبقدراتهم القيادية وصلابتهم في اتخاذ القرارات التي تحمي السيادة الوطنية وتحترم الدستور، وهذه مواصفات ضرورية يجب توافرها لاحداث التغيير والنهضة في لبنان. وهذه المواصفات متوافرة لدى العديد من الأسماء المطروحة وليست بعيدة من قائد الجيش وغيره من الأسماء ولكن الأهم هو أن تُفتح أبواب مجلس النواب وتُفك القيود عن إجراء الانتخابات الرئاسية في مجلس النواب، ونحن على ثقة أن النواب سيتوصلون إلى اختيار اسم قادر على القيام بما هو مطلوب منه”.
وأردف: “مما لا شك فيه أن كل الدول لديها نية لمساعدة لبنان ولكن الخيار يكون لبنانيا وهذا ما تحاول الدول الصديقة فعليا للحرص عليه، ومن هنا الدعوة لأن يتحمل كل نائب مسؤولية خياره”.
وعن دعوة الرئيس السوري إلى القمة العربية وانعكاسها على لبنان قال: “للبنان عمق عربي طويل الأمد عبر التاريخ وسيبقى، والعمق العربي والعلاقة بين لبنان ومحيطه العربي هي علاقة وطيدة ولا أحد يساوم على لبنان لصالح أي أمر آخر. حرص لبنان على العلاقة مع الدول العربية وحرصها على لبنان هو من الثوابث والاعمدة الأساسية في بناء الاقتصاد والمجتمع في لبنان والحفاظ على الهوية اللبنانية، وبالتالي لا تفريط بقدرة لبنان على التعافي والحفاظ على سيادته قد يحصل من خلال اي قرار عربي على الاطلاق”.