الهديل

البيسري للعسكريين: أطلب منكم المثابرة على التضحية والتفاني في العمل

أيها العسكريون،
قبل ان أتوجه اليكم بهذه النشرة التوجيهية، وعلى الرغم من تعدّدِ التحديات التي تواجهها كل مؤسساتِ الدولة ومن بينها المديرية العامةللأمن العام،لا يسعني إلا ان نستذكر معاً بملء الفخر والاعتزاز شهداءنا الأبرار الذين ارتقوا في ساحاتِ الواجبِ في مواجهة الارهاب، ومكافحة شبكات العدو الاسرائيلي ذوداً عن المواطن والوطن. نتوقفُ أيضا عند ما حققتهُ مؤسسة الأمن العام من إنجازات، وما اعترضها من مصاعب وعقبات، فنستقي العِبَر والدروس ونجدّد العزم على متابعة المسيرة بخطىً واثقة، أوفياء للرسالة والقسم، محافظين على الأمانة وبذل التضحيات الجسام دفاعاعن الوطن وصوناً لمستقبل الأجيال.

أيها العسكريون،
تشهدُ البلاد  منذ سنوات تطوراتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية خطيرة، إنعكست تحدياتٍ كبيرة زادت من الأعباء على المؤسسات المولجة حفظ الأمنِ والاستقرارِ والسلم الأهلي والنظام العام، وتحملت المديرية العامة للأمن العام، وما زالت، القدرَ الوافرَ من هذه المصاعب، الا أننا استطعنا بالجهود الدؤوبة والإرادة الصلبة تأمين أبسط مقوماتِ الإستمرارية، لا سيما على الصعيدين الاجتماعي والصحي، كما على المستوى اللوجستي. ولن نألوَ جهداً في سبيل توفير المزيد من التقديمات والمساعدات الى حين انتظام الحياة العامة في لبنان وعودةِ الأحوال الى طبيعتها. فكما واجهتُم في منتهى المسؤولية والوعي والتجرّد، المخاطر والصعاب، فحافظتم على الوحدة الوطنية وسلامةِ المؤسساتِ الدستورية في أصعب الظروف وأدقها، فإن جهودَكم ومثابرتَكم في تنفيذ المهماتِ الموكلةِ إليكم تساهم في الحدّ من التأثيرات المترتّبة على خلوّ سدَّة الرئاسة وانعكاس هذا الوضع على كل مفاصل الدولة، على أمل في انتخابِ رئيس جديد للجمهورية والإنطلاقِ في عهدٍ يَعِد بالخير والنهوضِ والاستقرار.

أيها العسكريون،
تشكلون الوحدةَ الحقيقية للبنان، وهي أصدقُ تعبير عن إرادةِ العيشِ المشترك الواحد بين أبنائه.وكما ان قوة هذا الوطن هي من قوةِ المؤسساتِ العسكريةِ والأمنية،ومنها المديرية العامة للأمن العام، نتطلعُ باستمرار إلى تعزيزِ قدراتها بما يتناسبُ مع حجم المهماتِ الملقاةِ على عاتقها، وأن ثقة الشعب بكم أسطعُ برهانٍ على أهميةِ دورِكم وحسنِ أدائكم، وهذه الثقة توجبُ عليكم التمسكَ أكثر من أي وقت مضى بالثوابتِ الوطنية والنظام العسكري وسلوكياتهِ، كما تفرض عليكم الاستعداد الدائم لبذلِ أغلى التضحياتِ لمواكبةِ المرحلةِ الراهنة والمقبلة بأفضل الظروف الممكنة والتغلب عليها.

أيها العسكريون،
أطلب منكم، كما عهدناكم دائما، المثابرة على التضحية والتفاني في العمل لأنكم تؤدّون مهمةً لمصلحة شعبكم ووطنكم، فلا تهونوا أمام المخاطرِ والتحديات، ولا تعبأوا بما يحيطُ بكم من مشاكل وتجاذبات على اختلافها، فبالإرادةِ والصبر والإيمان تنجلي الصعاب وينتصرُ لبنان.
اخيراً، وفي مناسبة الصوم المبارك وحلول الاعياد المجيدة اتمنى لكم ولعائلاتكم اياماً سعيدة تعيد الى ربوعنا الاستقرار والامان.
عشتم.. عاش الأمن العام.. عاش لبنان.

Exit mobile version