خاص الهديل:
إختتم العميد الركن خليل علي جابر الاسبوع الأول من تسلمه المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت، وهذا المنصب الذي تولاه مؤخراً هو أكبر دليل على ثقة قائد الجيش العماد جوزاف عون بالعميد الركن خليل علي جابر خاصة وأن منصبه حساس جداً ويحتوي على العديد من القضايا الشائكة.
لم يكن تعيين العميد جابر بالمهمة السهلة فقد تأخرت لعدة أشهر مع انتهاء العميد الركن علي الحاج من رئاسة المحكمة وإحالته إلى التقاعد.
انطلاق جلسات المحكمة باتت على قوسين أو أدنى، معروف عن المحكمة العسكرية أنها تتولى قضايا الإجرام من قتل وإطلاق نار وإرهاب والتجسس لصالح العدو الصهيوني.
ولكن ما استجد اليوم هي قضية إجتماعية بكل معنى الكلمة وهي قضية فرار العسكريين من الجيش بسبب ما نشهده من أزمة سياسية فائقة وحال إجتماعية متردية. فأمام المحكمة ما فوق 65 قضية لشبان قرروا الفرار من الخدمة العسكرية بعد أن يأسوا من الوضع الحالي.
والجدير ذكره أن هذه القضايا لا تنحصر بمنطقة معينة أو مذهب أو طائفة معينة بل تشمل لبنان بأكمله وتنطلق الجلسات بشكل سريع وتصل إلى خواتيمها بعد الاعتراف وتسليم العتاد والعدة التي بحوزة المتهمين.
ويحرص رئيس المحكمة على درس القضايا بإمعان وعناية شديدين لدرجة أن الحكم في نهاية الجلسات قد لا يتم إلا بعد الإفطار.
إن العدد الحقيقي الفار من الجيش اللبناني يفوق الـ5 آلاف عسكري ويعد الرقم ليس بالسهل وغالباً ما يكون الحكم إما غرامة مالية أو السجن الذي ممكن استبداله بغرامة مالية. هذه المؤسسة التي تحمي الوطن وأرضه وشعبه تواجه العدو الإسرائيلي بكل بسالة تستحق أن تعيش في ظروف أفضل من ذلك لا أن تجبر عناصرها على الفرار.
العميد الركن خليل جابر ابن بلدة يانوح – صور التحق بالمؤسسة العسكرية عام 1992 يعالج ملفاته بدقة شديدة عدوه التأجيل بل الفصل واصدار الاحكام وإذا ثمة من تأجيل لا يتجاوز الشهر الواحد.
محترف إلى أقصى الحدود، حيث يستمع إلى الجميع، من ممثل النيابة العامة إلى وكيل الدفاع إلى إعادة طرح الأسئلة على المدعى عليه والشاهد.
إنه الشخص المناسب في المكان المناسب مثقف، معروف بالتواضع الشديد والصبر على كل ما يواجهه من صعاب، وهذا ما أثبته طوال عمله في السلك العسكري، لذلك يستلهم الجميع من أحكامه التي ترفع شعار العدل أساس الملك.