الهديل

خاص الهديل: “خلوة بيت عنيا”: كم دبابة لدى الكاردينال؟!

خاص الهديل:

ليس معروفاً من هي الجهة أو الدولة أو المستشار أو المطران الذي نصح الكاردينال بشارة الراعي بفكرة دعوة الزعماء الموارنة والنواب المسيحيين إلى صلاة في “خلوة بيت عنيا”!!.

..والواقع أن من أسدى للراعي هذه النصيحة، هو جهة لا تتمنى الخير لا لبكركي ولا للكاردينال الراعي ولا للزعماء الموارنة والنواب المسيحيين بشكل عام ..

لماذا؟ 

لأن أحداً لا يمكنه أن يقتنع بأن ما ينقص الزعماء الموارنة والنواب المسيحيين حتى يعملوا مصلحة البلد ومصلحة المسيحيين، هو موعظة تسبقها صلاة.. فالجميع في الخارج والداخل بات مقتنعاً أن الطبقة السياسية المسيحية وأيضاً المسلمة لن تقدم أية تنازلات، إلا إذا تأكدت أن هناك محاسبة تنتظرها سواء داخلية أو خارجية. 

ومن جانب آخر فإن دعوة الكاردينال النواب المسيحيين والزعماء الموارنة للاستماع لصلاة وموعظة، لن تحقق إلا ذاك الانطباع لدى الرأي العام الذي يفيد بأن الكاردينال الراعي قاد نفسه على قدميه ليقف في المكان الذي وجه فيه ستالين سؤاله الشهير للفاتيكان: كم دبابة لدى البابا؟؟

وسيدرك الكاردينال الراعي بعد أن فرغت “صالة خلوة كنيسة بيت عنيا” من الذين أطلق عليهم تسمية مصلين، أن الانطباع الوحيد الذي تركته “صلاة بيت عنيا”، في وجدان من حضروا إلى خلوتها من الزعماء الموارنة والنواب المسيحيين؛ هو أنهم استذكروا في سريرتهم سؤال ستالين للفاتيكان، وقاموا بتأويله ليناسب هذه اللحظة، بحيث أصبح على الشكل التالي: كم دبابة لدى الكاردينال الراعي؟؟

..إلى ذلك فإن وقائع “خلوة بيت عنيا” أعطت انطباعاً بأن الزعماء والنواب المسيحيين تواجدوا في المكان الخطأ؛ وأن الكاردينال الراعي حاول عبر توجيه الأسئلة الأربعة إليهم، أن يذكرهم بالوصايا العشرة التي منها لا تسرق؛ لا تكذب؛ لا تقتل؛ الخ.. 

وكان واضحاً أن الأسئلة الأربعة التي وجهها الراعي لمصلي خلوة بيت عنيا لم يجد أي من الحاضرين إمكانية للإجابة بالإيجاب على الاقل، ولو على سؤال واحد منها. 

.. وعلى ذلك يصبح صحيحاً القول أن من نصح الكاردينال الراعي بعقد صلاة خلوة الزعماء الموارنة والنواب المسيحيين، إنما هي جهة لا تحب الكاردينال الراعي لأنها وضعته أمام سؤال ستالين: كم دبابة لدى الكاردينال؟؟ ولا تحب الزعماء الموارنة والنواب المسيحيين، كونها أظهرتهم أنهم ليس لديهم أجوبة إيجابية على أسئلة الوصايا العشر.. 

ويبقى هناك أيضاً مسألة أن بكركي طالها ضرر معنوي من تطبيقات فكرة صلاة بيت عنيا؛ ما يؤشر الى انه بات يجدر بها أن تقتصد بمبادراتها ولا تستهلكها في بازار الأشرار السياسيين جماعة مقولة كم دبابة لدى البابا.. فبكركي يجب أن تبقى لها رمزية القرش اللبناني الأبيض الذي تتم تخبئته لليوم الأسود حتى يتم صرفه في الوقت المناسب وبالشكل المناسب من أجل إنقاذ لبنان.

Exit mobile version