الهديل

“الشرق الأوسط”: جنبلاط متمسك بمبادرته.. لائحته الرئاسية تتوسّع

لا يزال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط متمسكاً بمبادرته لحل الأزمة الرئاسية والتي يطرح من خلالها مجموعة أسماء «توافقية» يعتقد أن أحدها قد يشكل نقطة تلاقٍ بين مختلف القوى أو معظمها. ورغم إعلان «الثنائي الشيعي» صراحةً وأكثر من مرة تمسكه بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورفضه السير بالمرحلة الراهنة بأي من المرشحين الذين يطرحهم جنبلاط وغيره، لا يزال الحزب «التقدمي الاشتراكي» متمسكاً بمبادرته ويعوّل على ظروف داخلية وخارجية قد تُعيد لهذه المبادرة زخمها.

ومنذ انطلاق معركة الانتخابات الرئاسية في أيلول الماضي شددت قوى المعارضة وعلى رأسها «القوات» و«الكتائب» و«التقدمي الاشتراكي» على وجوب تبني مرشح «سيادي – إصلاحي – إنقاذي» محسوب على هذه القوى، واختارت معوض الذي لديه مواقف متقدمة بوجه «حزب الله» وسلاحه. لكنها رغم تصويتها له خلال 11 جلسة تمت الدعوة إليها لم تنجح بتأمين 65 صوتاً له، ما دفع «التقدمي الاشتراكي» للخروج بمبادرة بهدف التفاهم مع «حزب الله» وحلفائه على اسم مرشح بين 3 أسماء اقترحها هي أسماء: قائد الجيش العماد جوزيف عون، والوزير السابق جهاد أزعور، والنائب السابق صلاح حنين.
ولا يقتصر تمايز جنبلاط عن باقي قوى المعارضة على كونه أول من خرج ليعلن التخلي عن معوض، إنما يطال أيضاً قراره عدم مجاراة «القوات» و«الكتائب» تعطيل نِصاب أي جلسة قد تؤدي لانتخاب فرنجية.

ويصر النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» الدكتور بلال عبد الله، على اعتبار تمايز حزبه في الملف الرئاسي عن باقي قوى المعارضة «تمايزاً في المنحى الإيجابي من خلال التفتيش عن تسوية داخلية تحاول إنقاذ البلد وتغليب المصلحة الوطنية ودعوة الجميع للترفع»، مذكّراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنه «عندما كنا نطرح تسويات ورئيساً توافقياً بمعايير إصلاحية – اقتصادية وبانفتاح على العرب والعالم كنا في الوقت عينه ننتخب ميشال معوض على 11 جولة. وتمايزنا اليوم هو تعبير عن أنه، بتوازن القوى الموجود وبالمتغيرات الإقليمية والدولية القائمة وفي ظل الأزمة الاجتماعية والانهيار الاقتصادي والعيش المذلّ للناس، يجب أن يكون هناك رئيس توافقي للبلد».
ويؤكد عبد الله التمسك بالمبادرة التي كانوا قد طرحوها والتي هي «عبارة عن مجموعة أسماء أضفنا إليها مؤخراً شبلي الملاط ومي ريحاني»، لافتاً إلى انفتاحهم على «إضافة أسماء أخرى يطرحها الآخرون فلا يكتفون فقط بالشعارات والمواقف عالية النبرة».

ورغم التمايز الجنبلاطي، حرصت قوى المعارضة على عدم كسر الجرّة مع «بيك المختارة». وهنا يشير النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» إلياس حنكش إلى أن «طبيعة تموضع جنبلاط لا تُمكّننا من الحسم ما إذا كان جزءاً من هذا الفريق أو ذاك وبخاصة في هذه المرحلة حيث لا تتم الدعوة لجلسات، ما يجعل من الصعب تحديد المواقف الحقيقية للفرقاء.

وإن كنا نعلم أن تمايزه يهدف لاتخاذ الخيار الذي يتناسب مع رؤيته»، مشدداً في الوقت عينه على أن ذلك لا يعني التباعد أو الافتراق، «فالتشاور مستمر، وكل يوم ثلاثاء هناك اجتماع تنسيقي لقوى المعارضة بحيث يتم العمل على تبني اسم جديد غير اسم النائب ميشال معوض، ونحن في مرحلة ندقق فيها ما إذا كان هذا الاسم قادراً على استقطاب أصوات أكثر من الأصوات التي استقطبها معوض»، ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن حالياً في فترة إقناع النواب المترددين، علماً بأن الحزب التقدمي الاشتراكي موافق على الاسم».

من جهتها، لا تنكر مصادر «القوات اللبنانية» أن «العلاقة بين مكونات المعارضة بحاجة إلى مزيد من التفعيل والتواصل والتنسيق والشبك والربط، وأن تمايز جنبلاط حاصل، إلا أنه يجب الإقرار بأن (التقدمي الاشتراكي) كان الداعم الأساسي لترشيح معوض، كما أنه رفض السير بمرشح (أمل – حزب الله) رغم الصداقة التي تجمع (جنبلاط – بري) وهذا أمر مهم لا يجب إغفاله». وترى المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ذهابه إلى طرح مجموعة من المرشحين التوافقيين هو نتيجة وصوله إلى قناعة بأن وصول مرشح هذا الفريق أو ذاك متعذر، لكن ما يجب التوقف عنده أن طرحه لم يصطدم بقوى المعارضة إنما اصطدم بالثنائي الشيعي الذي رفض أي إمكانية لأي مرشح آخر غير سليمان فرنجية، وبالتالي يكون هذا الثنائي مَن أقفل الطريق أمام جنبلاط وأفشل مسعاه».

Exit mobile version