الهديل

” ملتقى بيروت” أقام إفطاراً رمضانياً كرّم فيه النائب الأستاذ فؤاد مخزومي

أقام ملتقى بيروت إفطاراً رمضانياً في فندق ومنتجع كورال بيتش حضره سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ممثلاً بفضيلة الشيخ محمود الخطيب والنواب السادة فؤاد مخزومي وغسان حاصباني والدكتور عدنان طلرابلسي والدكتور عماد الحوت وفيصل الصايغ وإبراهيم منيمنة وجهاد بقرادوني وأحمد رستم ووليد البعريني وأحمد الخير، والوزير السابق العميد حسن السبع، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، ومحافظ بيروت سابقاً القاضي زياد شبيب، ورئيس تحرير اللواء الأستاذ صلاح سلام، ورئيس بلدية بيروت سابقاً الدكتور بلال حمد ورئيسة موسّسة مخزومي السيدة مي مخزومي، ورجال دين وشخصيات إعلامية وقضائية وحقوقية واقتصادية واجتماعية ووجوه بيروتية.
تولى عريف الحفل أمين السر في ملتقى بيروت المحامي حسن كشلي الترحيب بالحاضرين ومما جاء في كلمته: قبل ستةِ أشهرٍ من اليوم، اجتمع رجالٌ وشبّانٌ ونساء جمعهُم حبُّ بيروت ليُؤسّسوا معاً “مُلتقى بيروت”. عَمِلَ أعضاءُ الهيْئتيْن الإداريّة والعامّة من دون تلكّؤٍ على مدى الأشهرِ السّتّة، وصارَ المُلتقى خلال فترةٍ قصيرةٍ فاعلاً بيْنَ أهالي العاصمة. فعقَدَ النّدواتِ الهادفة، سيّاسيةً كانت أو اقتصاديّةً أو اجتماعيّة.، وفي الأيّام المُقبلة، سيعملُ المُلتقى على استكمالِ أهدافِ وجودهِ.
ولتكونَ بيروتَ صحيحةً معافاة، علينا أن نكونَ جميعاً يداً واحدةً في خدمتِها وخدمةِ أهلها. سنعمَلُ جاهدين كقوّةِ ضغطٍ لندفَعَ المسؤولينَ اللبنانيين أن يقوموا بما تُمليِهِ عليهم مصلحةُ الوطن. أَنْ ينتخبوا رئيساً سياديّاً من خارجِ الاصطفافاتِ التّقليديّة، وأن يُكلّفَ رئيسٌ جديدٌ للحكومة، يكونُ هو الآخر سياديّاً لم يُلطِّخ يديْهِ بالفسادِ، ذو خلفيّةٍ اقتصاديّةٍ وعلاقاتٍ دوليّةٍ وازنةٍ، تُعيدُ لبنان ومعه بيروت إلى السّكّةِ الصّحيحةِ نحوَ النّهوضِ مُجدّداً من حُفرةِ الفسادِ والإهمالِ المُتراكميْنِ على مرِّ السّنين.

هذا ما اجتمعنا عليهِ مع رئيسِ المُلتقى البيروتيِّ الأصيل، الذي نشهدُ جميعُنا أنّه كانَ على قدرٍ عالٍ من المسؤوليّةِ حين ارتقى رئاسةَ اتحادِ جمعيّاتِ العائلاتِ البيروتيّة. ويشهدُ له مرضاهُ الذين عالجَهُم، بضميرهِ الذي لم يغِب يوماً. فكانَ ولا يزالُ موضِعَ احترامٍ لدى كُلّ “البيارتة”. أتركُ الكلام لرئيس “مُلتقى بيروت” الدّكتور فوزي زيْدان.

استهلّ رئيس ملتقى بيروت الدكتور فوزي زيدان كلمته بشكر الحاضرين على مشاركتهم في الإفطار الرمضاني الذي يقيمه “ملتقى بيروت” في الشهر الفضيل، الذي أنزل فيه القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير من ألف شهر، وذلك من أجل توثيق روابط التواصل والمودة بين أعضاء الملتقى وبين الأصدقاء والأحبة.

ثمّ قال: لقد تأسّس “ملتقى بيروت” على يد مجموعة من الناشطين والناشطات البيارتة في شهر آب عام 2023 تحسّساً منهم بالأوضاع السياسية السيئة التي يمر فيها لبنان، والأحوال المعيشية والخدماتية المتردية التي وصلت إليها بيروت، ومن أهدافه: تشجيع الحوار بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمناطقية، وبخاصة البيروتيين، وتنمية روح المواطنة والانتماء إلى لبنان وإلى عاصمته بيروت، والتداول في شؤون العاصمة وشجون أهلها، والإضاءة على قضاياها وملفاتها الإنمائية والخدماتية بموضوعية واستنباط الحلول لها ومتابعتها مع المسؤولين، والتعاون مع مؤسّسات المجتمع الأهلي والمدني التي تشاطر الملتقى أهدافه، واستعادة الوجه الحضاري المشرق والوطني الجامع والموحّد لأطياف المجتمع البيروتي، وإبراز دور بيروت الثقافي والعلمي في لبنان والعالم العربي، وإلقاء الضوء على رجالاتها ونسائها الذين تميّزوا بعطاءاتهم الفكرية والفنية، والتشديد على الحفاظ على تراث بيروت وبخاصة التراث العمراني الذي يشكّل جزءاً رئيساً من ذاكرتها.

وأردف قائلاً: لقد نظًمنا في هذه الفترة القصيرة ندوات عدة تلامس موضوعات سياسية وخدماتية أساسية، وعقدنا لقاءات مع عدد من هيئات المجتمع المدني، وقمنا بزيارات إلى مرجعيات سياسية ودينية أكّدنا فيها على وحدة بيروت ورفض تقسيمها وعلى العيش الواحد بين مكونات المجتمع البيروتي وترسيخه في النفوس وليس في النصوص فقط. وكانت لنا مواقف من قضايا بيروتية ووطنية، نابعة من نبض الشارع البيروتي، العريق في وطنيته، والأصيل في عروبته.

بيروت، أيها السيدات والسادة، مدينة ذات تاريخ عريق، فهي أمّ الشرائع، وملتقى الحضارات، وموطن تفاعل الثقافات والأديان، ومنارة العلم والمعرفة، ومدرسة النضال الوطني والقومي، والأمينة على ثقافة العيش الواحد المرتكزة على قواعد الاعتدال، والانفتاح، والتعدّد الديني والمذهبي. وهي عاصمة الوطن، ومركز قراره، ومقصد أبنائه من كل المناطق والطوائف، وعصب اقتصاده، وكانت إلى وقت قريب وجهة محبّبة للسياح والمستثمرين العرب والأجانب.

هذه المدينة التي كانت في الماضي القريب مدينة متألقة متلألئة وزاخرة بالحيوية، أصبحت اليوم كئيبة، ولولا مؤسّسة مخزومي التي مشكورة أنارت بعض شوارعها الرئيسة لكانت تعيش اليوم في ظلام دامس.

ويعاني أهل بيروت مثل باقي اللبنانيين من العوز والضائقة المالية، ومن هاجس الخوف والقلق على مصيرهم ومصير عائلاتهم، نتيجة الأوضاع السيّئة الناجمة من التأزّم السياسي والفلتان الأمني والركود الاقتصادي والانهيار النقدي ونهب المصارف لمدخراتهم المالية. والحكومة، التي من واجباتها الاهتمام بشؤؤون مواطنيها وإيجاد الحلول لمشكلاتهم، غائبة عن السمع والعمل، وكأنها حكومة لبلد آخر يعيش حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي.

ثمّ قال: إننا، وخوفاً على لبنان من أن يسقط من على حافة الانهيار، نطالب النواب الكرام من على هذا المنبر بتحمّل مسؤولياتهم الوطنية بانتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بالعلم والحكمة والنزاهة والرؤى السياسية والاقتصادية الثاقبة، رئيس لكل اللبنانيينن وليس لعائلته أو محيطه، وطني، سيادي، بعيد عن الانحياز إلى طائفته أو إلى إي حزب أو فريق سياسي أو محور إقليمي أو دولي، رئيس يعيد إلى الدولة سيادتها وهيبتها وقرارها الحرّ وسلطتها على كل أراضيها، رئيس يعمل على هيكلة الإدارة وترشيقها وتنقيتها من المرتشين والفاسدين، ويعيد لبنان إلى المجتمع الدولي الحريص على أمنه واستقراره، وإلى الحضن العربي الأكثر حرصاً عليه، وبخاصة حضن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية، هذا الحضن الحاضن لمئات آلاف اللبنانيين، والداعم السياسي والمالي له على عقود طويلة من الزمن.

أيها الصديقات والأصدقاء .. بيروت التي وُلدنا وترعرعنا فيها، ونفتخر بالانتماء إليها، تستحقّ منا هذه المدينة الحبيبة، ومن المسؤولين وهيئات وجمعيات المجتمع المدني والأهلي، كل الرعاية والاهتمام، كي تعود مدينة متألقة ومزدهرة، وكما كانت “سيدة العواصم العربية”.

عاشت بيروت مرفوعة الراس موفورة الكرامة … عاش لبنان عربياً سيداً حراً مستقلاً.

وبعد أن انتهى الدكتور زيدان من إلقاء كلمته الرئيسة، وقبل أن يسلًم النائب فؤاد مخزومي درع ملتقى بيروت عربون محبة ووفاء وتقدير على عطاءاته وخدماته لبيروت وأهلها وعلى دعمه المتواصل للملتقى قال عنه: بيروتي الهوى والانتماء، عصامي، ناجح في أعماله، يملك علاقات دولية مميّزة يستخدمها في خدمة وطنه، تلقى علومه في الإنترناشونال كولدج في بيروت وتابع دراسته في الولايات المتحدة حيث نال شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة ميتشيغان.

بدأ مسيرة العمل في المملكة العربية السعودية، فاشترى شركة فيوتشر هولدينغ القابضة وأسّس شركة المستقبل للأنابيب. دخل المعترك السياسي فأسّس حزب الحوار الوطني، وانخرط في المجال الاجتماعي فأنشأ مؤسّسة غير ربحية تحمل اسم عائلته تهدف إلى تنمية المجتمع المدني في لبنان في مجالات التدريب المهني، الرعاية الصحية، برامج القروض الصغيرة، وغيرها من الميادين، وكانت آخر أعمالها إنارة شوارع بيروت وتقديم المساعدات للعائلات المتعففة.

وتقديراً لشخصه ولأعماله وإنجازاته منحته الجمهورية الإيطالية وسام الاستحقاق برتبة كومودور، والمملكة الإسبانية وسام الاستحقاق المدني برتبة كومودور. ونال جائزة سقراط أكسفورد من جمعية الأعمال الأوروبية في فيينا، وجائزة السلام للأعمال العالمية والتواصل بين الديانات في ريو دو جانيرو، والدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.

كافأته بيروت على خدماته وتقديماته وعطاءاته لها بانتخابه ممثلاً عنها في مجلس النواب، وهو ناشط في العمل النيابي حيث قدّم وشارك في تقديم العديد من المشاريع، التي أُنجز بعضها ولم يُنجز البعض الآخر نتيجة عراقيل كيدية. كما أنه يملك برنامجاً إصلاحياً لانتشال لبنان من كبوته ووضعه على الطريق السليم.

عهدته مبادراً لإيجاد حلول للمشكلات التي تمسّ حياة أهل المدينة ومجتمعها الوطني، مقداماً ولكن بتأنٍ، متحمّساً لكل ما يرفع من شأن المواطن في بيروت، ولكن بواقعية .. هذا الفؤاد الذي ينبض حباً وعطاءَ لمدينته وأهلها، يكرّمه باسمها ونيابة عن أهلها ملتقى بيروت، وفاءً وعرفاناً بجميل ما قدّم بسخاء وكرم.
وبعد أن تسلّم النائب مخزمي درع الملتقى ألقى كلمة شدّد فيها على دور مجلس النواب السلطة الدستورية الأصيلة الوحيدة الموجودة في البلاد، في ظل شغور رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وبخاصة لناحية الإصلاحات المتوجب إقرارها بقوانين، تلبي مطالب صندوق النقد الدولي كشرط لمساعدتنا من النهوض من كبوتنا الاقتصادية والنقدية والمعيشية التي نمرّ بها.

أما عن حراكه مع عدد كبير من النواب باتجاه رئاسة الاتحاد الأوروبي في السويد، أو الاتحاد الأوروبي في لوكسومبورغ، أو البرلمان الأوروبي في بروكسل، فيما أطلق عليه الديبلوماسية البرلمانية، فقال إنّ ذلك يندرج في إطار السعي باتجاه مؤسّسات تلك الكيانات لتفعيل عملها نحو لبنان بعيداّ عن المنظومة الحاكمة التي لم تعد محل ثقة أيّ منها، وتنتظر إجراءات لم تنجزها بعد.

أما عن مؤسّسة مخزومي وأنشطتها المتعددة في بيروت ولأهل بيروت فقال مخزومي: إنها من رحم هذه المدينة ونحن كذلك ولدنا فيها وترعرنا في شوارعها وأحيائها، وما هذا إلا واجبنا تجاهها، شاكراً لفتة التكريم من ملتقى بيروت، محيياً جهود رئيسه الدكتور فوزي زيدان وفريق عمله في الملتقى.

11-4-2023

 

Exit mobile version