كتبت صحيفة “الديار”: بين ١٣ نيسان ١٩٧٥ و١٣ نيسان ٢٠٢٣ المسلسل واحد وطويل، لم يتبدل شيء، طيور الظلام لم تهاجر سماء لبنان بعد، الطوائف وراء متاريسها، القوى السياسية هي نفسها من الاجداد الى الاباء وصولا الى الابناء، شعارهم واحد «التكاذب المشترك» وتعميم الخوف من الاخر، لم يفعلوا شيء سوى نقل البلد من فتنة الى فتنة، لم ينزلوا من «بوسطة عين الرمانة بعد»، يسكنهم الحنين الى حروب الزواريب والقتل وخطف الوطن على الهوية، نجحوا في ممارسة كل الموبقات والمحظورات وفشلوا في بناء دولة لها مكانة تحت الشمس، زرعوا القلق، هجروا الناس، حاصروهم بكم هائل من الازمات، عمموا العتمة والاحباط واليأس، هجروا الطاقات وخيرة الشباب والصبايا، ادخلوا الغصة والدموع الى بيوت كل اللبنانيين وما زالوا على غيهم، متمسكين بكراسيهم ونكاياتهم، انهم ناد واحد من ٨ و١٤ اذار في تعميم نهج الفساد والنهب وابقاء البلد على»حافة المهوار» عند كل عاصفة اقليمية ودولية.
القرار للخارج في الانتخابات الرئاسية، والدخان الابيض يتطلب تسويات بحاجة الى بعض الوقت، قد تظهر في القمة العربية في الرياض في ١٩ ايار، لكن لا شيء محسوم كون الملف الرئاسي ليس اولوية عربية ودولية وتتقدم عليه الملفات اليمنية والسورية والعلاقات العربية _التركية والتحضيرات للقمة، هذا ما كشف عنه سفير دولة معنية بالانتخابات في بيروت لعدد من الاعلاميين امس، مؤكدا ان رياح التسويات العربية – العربية، والايرانية – العربية انجزت وتوجت امس بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى جدة بعد تلقيه دعوة رسمية، بالاضافة الى سرعة الخطوات لجهة اعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران التي قد تعلن في العيد. هذه التطورات الايجابية ستلفح لبنان حتما، ولن يكون الاستثناء، لكن الامور بحاجة الى بعض الوقت، والحل ليس مستحيلا كما تشيع القوى اللبنانية، والبلد لن ينهار، وعندما يوضع الملف الرئاسي على طاولة البحث الجدي بين ايران والسعودية وسوريا كونهم اللاعبين الاساسيين مع واشنطن «مقللا» من دور فرنسا، عندئذ سيخرج الدخان الابيض والقوى السياسية «ستنزل عن الشجرة» وتبصم على ما كتب بالحبر الاقليمي والدولي جازما القول « لا قدرة لاي فريق داخلي على «خربطة» التفاهمات الخارجية واسقاطها» وايران ستكون في صلب المفاوضات والاتصالات والتفاهمات.